الانتخابات الإيرانية بعيون الإعلام الأجنبي
أقل من أسبوع تفصل الشعب الإيراني عن الموعد المقرر للانتخابات الرئاسية الثانية عشرة بتاريخ الجمهورية الإسلامية. انتخابات أجمع الإعلام الأجنبي قبل المحلي على أنه موضع أنظار العالم والسبب أن إيران باتت رقما صعبا في المعادلات الدولية والإقليمية، أما عن كيفية تناول الإعلام الأجنبي وخاصة الغربي هذه الانتخابات فهذا ما سنحاول التعرض له في تقريرنا هذا.
بدأ الإعلام والصحافة الأجنبية بترقب حدث الانتخابات الرئاسية الإيرانية قبل بدأ الحدث بأشهر، حيث قدمت الصحف المختلفة قراءة أولية للمشهد الانتخابي الرئاسي، متحدثة عن الأسماء المطروحة إضافة إلى حظوظها.
إضافة إلى الصحف فإن القنوات العالمية أيضا بدورها بدأت بتغطية هذا الحدث بشكل يومي، طبعا كل قناة على طريقتها وحسب وجهة اهتمام معينة فقناة البي بي سي البريطانية بلغاتها المختلفة وخاصة الفارسية، راحت تحلل المعطيات المتعلقة بهذه الانتخابات بطريقة مريبة، والهدف الأساسي كان إلقاء أفكار ومعطيات مغلوطة في الشارع الإيراني، حيث لم نجدها تعرضت بشكل جدي لموضوع ديمقراطية الانتخابات والفرص الحقيقية التي تعطى للمرشحين للقيام بحملاتهم الانتخابية ومخاطبة الرأي العام. وفي هذا الإطار كان لافتا الاستقبال المكرر لشخصيات معادية للنظام في إيران بعنوان محللين ومطلعين على الوضع الداخلي.
قنوات أخرى من ضمنها شبكة الميادين، أفردت هواءها في متابعة تفصيلية للحدث، ضمن برامج أسمتها رئاسيات 2017 (إيران وفرنسا)، حيث تتابع القناة الحدث الإيراني برصد دقيق وتبث المقابلات من الشارع الإيراني والشرائح المختلفة، كما غطت بدقة المناظرات الرئاسية التي بثها التلفزيون الإيراني في أداء حرفي يبين طريقة إجراء الانتخابات ونزاهتها وحقيقة وجود فرص أمام كافة المرشحين للوصول إلى ذلك الموقع الحساس.
فئة أخرى من القنوات والمواقع غطت هذا الحدث وما تزال مستمرة، وهي القنوات المعادية للنظام الإسلامي والتي تبث من الخارج، هذه القنوات حاولت ومنذ اليوم الأول تخريب شخصیة بعض المرشحين وبث الافتراءات والادعاءات الواهية، كما أنها سعت إلى نسف حقيقة الديمقراطية التي تتمتع فيها إيران بهدف إفقاد الانتخابات شرعيتها الشعبية والقانونية، وأكثر من ذلك عادت بعض القنوات والمواقع إلى بث أفكار بشكل غير مباشر وأحيانا مباشر تدعو إلى النزول إلى الشوارع والاعتراض في حال فوز بعض المرشحين، كما بدأ السعي لإعادة إحياء ما سمي بالثورة الخضراء خلال الانتخابات الرئاسية العاشرة منذ ثماني سنوات، والتي تلاها فتنة تمكن الشعب الإيراني من تخطيها ببصيرته وحكمة قيادته.
أما الصحافة الغربية، فقد رصدت الصحف العالمية الحدث من عدة زوايا. فتحدثت عن حظوظ المرشحين بإسهاب، متحدثة عن الاتفاق النووي وآثاره السلبية والإيجابية على إيران، فحسب هذه الصحف الاتفاق وما تلاه من رفع عقوبات والإبقاء على أخرى له تأثير كبير على حظوظ المرشحين بما فيهم الرئيس الحالي الشيخ حسن روحاني.
أما الناحية الأخرى التي تعرضت لها الصحافة العالمية بشكل أقل هو موضوع ديمقراطية هذه الانتخابات، وهنا نشير إلى مقال نشرته حصيفة لوس أنجلس تايمز تقول فيه: على عكس النظرة الغربية، إن النظام الحاكم في إيران ليس جامدا، بل عنده مرونة كبيرة والانتخابات تحمل طابعا تنافسيا قويا وديناميكيا.
نيويورك تايمز بدورها قالت منذ أيام، إن الانتخابات في إيران هي حقيقة وواقع على خلاف معظم دول الشرق الأوسط، فالأشخاص المحققين للشروط (المرشحين) لديهم فرصة حقيقية ليُنتخبوا في الانتخابات الرئاسية ضمن انتخاب حر من قبل الشعب.
وأشارت الصحيفة إلى وجود 55 مليون إيراني يحق لهم الانتخاب، وهم من خلال الحضور أمام صناديق الاقتراع يوم الجمعة القادم يمكنهم اختيار مرشحهم المفضل من بين المرشحين الستة الذين عرضت الصحيفة مختصر عن سيرتهم الذاتية.
ختاما، لم نشر إلى الإعلام العربي الخليجي بالتحديد، السبب أنه إعلام مأجور ومن دون ترصده ومتابعته يعلم الجميع توجهاته وخاصة في هذه الظروف السياسية الإقليمية التي تحيط بمنطقتنا، حيث رفعت الدول الخليجية شعار العداء لإيران والسلام مع الكيان الإسرائيلي، فما الذي سيقوله هذا الإعلام الذي لا يُدرك معنى المهنية مطلقا.
المصدر / الوقت