التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 9, 2024

التحالف العربي بقيادة السعودية، أحجار دومينو بدأت بالإنهيار 

بعد أقل من أسبوع على زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى الرياض، وبدء الحملة الممنهجة على ايران، بدأت تظهر علامات تدل على فجوة في التحالف العربي القائم بقيادة السعودية، فاتصال امير قطر برئيس الجمهورية الايراني، والتصريحات الأخيرة التي نسبت اليه حول دور ايران المهم في المنطقة، وتأكيد امير الكويت على العلاقات الجيدة مع طهران، وتصريحات وزير الخارجية العماني حول العلاقات الخاصة معها، هي ثلاث تحولات تدفع الى وضع علامات استفهام إضافية حول نجاح التحالف السعودي. بالإضافة الى مؤشرات أخرى تُظهر أن التحالف العربي – الغربي هذا، هو مجموعة أحجار دومينو بدأت بالإنهيار.

تأكيد عمان على علاقتها الخاصة مع ايران

وفقا لآخر التطورات، قال وزير الخارجية العماني في مقابلة مع قناة BBC ان علاقة مسقط مع طهران مبنية على الصداقة والإخلاص، ولا يمكن ان تؤثر بعض احداث المنطقة على علاقتنا بها. وحول انضمام سلطنة عمان الى التحالف السعودي اعتبر يوسف بن علوي ان انضمام عمان الى التحالف ليس له علاقة بعلاقتهم مع بعض الدول، واضاف: “علاقتنا مع ايران حتى هذه اللحظة من أقوى العلاقات.”

محادثات امير الكويت مع ايران

في الوقت نفسه، اكد الامير الكويتي على توسيع العلاقات مع ايران، خلال لقاء جمعه بالسفير الايراني في الكويت، وبارك له انتخاب الشيخ حسن روحاني رئيساً للجمهورية. وفي ذروة التوترات بين طهران والرياض، يسعى امير الكويت الى وساطة بين ايران ودول مجلس التعاون الخليجي. وهو يعمل على ذلك منذ اشهر، إلا أن السعودية لم تظهر اي تجاوب حتى الآن.

تناغم الدوحة مع طهران

تماشيا مع هذه المساعي، اكد أمير قطر خلال اتصاله بالرئيس الايراني على تطوير العلاقات بين البلدين، وضرورة حل المشاكل في المنطقة عبر الحوار. معتبرا ان الحوار هو الحل الوحيد لهذه المشاكل، واكد ايضا وجوب استمرار الحوار الذي تقوم به الكويت نيابة عن دول الطرف الجنوبي للخليج الفارسي. قطر المشهورة بسياسة التوفيق بين الأضداد، تُظهر من جديد بعدا آخر من نهجها تجاه المملكة العربية السعودية والتحالف العربي – الغربي.

وبعد ردات الفعل العنيفة التي قامت بها وسائل الإعلام السعودية والإماراتية على التصريحات المنسوبة لأمير قطر حول الدور الإقليمي لإيران وحلفائها، يمكن القول ان المشاكل بين الدوحة والرياض لا زالت مستمرة، وإن الدوحة تسعى من خلال سياستها الأخيرة، وخصوصا بعدما صمم التحالف السعودي العمل جهارة ضد ايران، الى تحسين علاقاتها مع طهران. وقد نسب الى تميم بن حمد آل ثاني انه اعتبر حزب الله حزبا مقاوما، وايران دولة اسلامية، وانه لا يمكن تجاهل دورهم ووزنهم في المنطقة.

الإعتراف بوجود فجوة في التحالف العربي

من جهة أخرى، غرد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي “انور قرقاش” في حسابه على تويتر كاشفا عن وجود أزمة حادة في التحالف السعودي مع قطر بسبب ايران. وبحسب وكالة بلومبرغ، رأى قرقاش في ذلك الجدال خطرا كبيرا على مجلس التعاون الخليجي. ورأى في تغيير السلوك واستعادة الثقة والمصداقية حلولا للأزمات الحالية.

الوساطة الباكستانية

حول الوساطة الباكستانية، نقلت وسيلة اعلام باكستانية خبر سفر المدعي العام الباكستاني الى ايران من أجل التوسط بين الرياض وطهران. هذه الوساطة التي افتتحها نواز شريف منذ عامين عندما سافر الى ايران والسعودية، ولا زالت قائمة حتى اليوم. وإن بقاءها في وقت تسعى فيه السعودية الى ضم باكستان الى تحالفها، يدل على فجوة واضحة في التحالف العربي.

معارضة الكونغرس بيع السلاح للسعودية

بعد عودة ترامب من زيارته الى السعودية وتوقيع اتفاقية بيع سلاح بقيمة مليار دولار معها، رفض عدد من أعضاء مجلس الشيوخ والكونغرس، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، تلك الصفقة ويسعون الى إبطالها، ورأوا أن إدارة الرئيس السابق اوباما كانت دقيقة جدا في بيعها السلاح للسعودية، خصوصا بعد الهجوم الواسع الذي تشنه على اليمن واستهدافها للمدنيين.

وعلى هذا الصعيد، قدم الأعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي “راند بول” و “كريس ميرفي” و”آل فرانكن” مقترحا يهدف الى عرقلة الصفقة، وذلك وفقا لقانون مراقبة تصدير الأسلحة الصادر عام 1976، والذي يسمح لأي عضو من أعضاء مجلس الشيوخ بإلزام المجلس بإجراء تصويت على أي صفقة أسلحة لدى تلقي الكونغرس إخطارا رسميا.

الإتفاقات التجارية بين إيران وأمريكا

من جهة أخرى، إن الاتفاقات التجارية بين ايران والولايات المتحدة، كعقد بوينغ، يسلط الضوء على المنحى التجاري الذي يعمل عليه ترامب. صحيفة نيويورك تايمز اشارت في احد تقاريرها الى هذا الموضوع، فكتبت: “رئيس الجمهورية الأمريكي الذي لم يخفي عداوته لإيران يوما، والذي سعى في سفره الأخير الى السعودية الى عزل إيران، تُظهر ادارته في الوقت نفسه رغبتها في التجارة مع ايران.”

واضافت ايضا: ” على الرغم من التصريحات القاسية المتبادلة بين الطرفين، تنتظر إيران استلام طائرات بوينغ اشترتها من أمريكا بقيمة 22 مليار دولار. وإن آخرعقد وُقّع بين شركتي آسمان وبوينغ جاء بعد شهرين من أداء ترامب اليمين الدستوري. فترامب الذي اعطى وعودا بإيجاد فرص عمل للمواطنين، من الطبيعي ان لا يفوت صفقة بإمكانها تأمين 18 ألف وظيفة.”

إستعداد أمريكا للحوار مع إيران

على الرغم من اللهجة الحادة التي يتكلم بها ترامب، إلا إن كلام وزير الخارجية الأمريكي هو دليل آخر على رغبة الإدارة الحالية بالتعاون مع ايران، فعندما سُئل عن ردة فعله في حال تلقيه اتصال من ظريف، أجاب أنه سيتحدث معه.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق