انتصارات معركة الموصل: هل أصبح الحشد الشعبي ركيزة العراق العسكرية؟
لا شك أن تطورات الميدان العراقي هي كما تطورات الميدان السوري، من الأحداث التي تُشكِّل أهمية على مستوى الصراع في المنطقة وتنعكس بنتائجها على السياسة الدولية للاعبين الإقليميين والدوليين. وهو الأمر الذي يبدو واضحاً، أن الحشد الشعبي العراقي بات أحد عرَّابيه على الساحة العراقية، حيث أصبح الحشد بحد ذاته، ركيزة القوة العسكرية المحلية والإقليمية، والتي ساهمت في جعل العراق، يكتسب نقاط قوة عديدة، اقلها على الصعد السياسية والعسكرية. فما هي أهم الإنجازات الميدانية للحشد الشعبي؟ وكيف بات التنويه الرسمي بالإنجازات سمة الموقف العراقي؟ وماذا في التحليل والدلالات؟
الإنجازات الميدانية: نظرة سريعة
استطاعت قوات الحشد الشعبي تحقيق عددٍ من الإنجازات الميدانية، والتي ترتبط نتائجها بالعمل المستمر منذ شهر شباط المُنصرم. حيث أن قوات الحشد الشعبي تواصل اليوم تقدمها ضمن ما يُعرف بعمليات “محمد رسول الله الثانية” وذلك بهدف استكمال تحرير وتطهير القرى التابعة لقضاء البعاج باتجاه الحدود العراقية السورية، فيما يمكن ذكر بعض ما أنجزته قوات الحشد، من خلال سرد ما يلي وبإيجاز:
أولاً: انتهى شهر نيسان الماضي باستعادة الحشد السيطرة على مدينة الحضر الأثرية الواقعة على مسافة 125 كيلو متر من الموصل، وهو ما كان بداية التحول النوعي في عملية التحرير المستمرة.
ثانياً: استطاع الحشد خلال هذه الفترة، تحرير قرى “أم ضباع، السادة الزوبع، الجاير وثري الأويسط “جنوب قضاء البعاج، وتحرير “مجمع الحمدانية السكني” وقرى “حسنان و ام خراب و ابو راسين” جنوب غرب البعاج.
ثالثاً: بالإضافة الى ذلك، ساهم في تحرير “مجمع الخبازة السكني” جنوب مطار سهل سنجار، والسيطرة على مجمعات سكنية أخرى وتمشيطها.
رابعاً: يجري حالياً استنفار مديريتي أمن الحشد ومديرية الطبابة لإغاثة العوائل التي نزحت من القرى المُحررة، حيث تقوم قوات الحشد بتفكيك مئات العبوات الناسفة من المنازل والطرق داخل هذه القرى.
الحشد الشعبي وعملية التنويه الرسمي بإنجازاته
اشاد وزير الدفاع العراقي عرفان الحيالي، بأداء الحشد الشعبي وقدرته على التكامل مع الجيش العراقي في عمليات الموصل. وأكد خلال زيارته لقطاعات الحشد والجيش في الموصل، أن أبناء الجيش العراقي والقوات التابع للحشد الشعبي متلاحمون في الدفاع عن الوطن وتحرير مدينة الموصل وكأنهم وحدة واحدة، مُشيداً بالعمل المُشترك والتنسيق العالي فيما بينهم والإلتزام العسكري التام بالقيادة العراقية العليا للقوات المسلحة. مؤكداً أن جميع فوهات البنادق كانت متوجهة نحو العدو الداعشي، وهو ما حقق الأنتصارات.
الإنجازات بين الدلالات والتحليل
عدة مسائل تجدر الإشارة لها فيما يخص الإنجازات، يمكن سردها كالتالي:
أولاً: في وقتٍ يتم الحديث فيه عن مصير الحشد الشعبي بعد تحرير العراق من تنظيم داعش، يؤكد المسؤولون العراقيون، أنه أصبح ركيزة اساسية داعمة لقوة العراق وجزءاً من القوات الأمنية العراقية، مما يعني أن مصيره هو نفس مصير الجيش العراقي وأصبح محط رهان العراقيين شعباً ودولة.
ثانياً: ما يُعزز ذلك هو مجريات وانتصارات عملية الموصل، حيث نجح الحشد في العملية العسكرية التي بدأت يوم الجمعة الماضي لطرد مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي من المنطقة الصحراوية بالقرب من الحدود العراقية مع سوريا. وهو ما يهدف الى قطع طرق الإمدادات التي يعتمد عليها التنظيم بين العراق وسوريا والحيلولة دون استعادته للمناطق التي انتزعت منه في الموصل.
ثالثاً: نجح الحشد الشعبي في الموصل دون إغفاله محوارها العديدة الأمر الذي يدل على قدرة عسكرية مُتزايدة ومتطورة حيث نجح الحشد في استعادة السيطرة على قرى تل عزو، وتل حياه، وتل بنات، وهزيل، والخنيسي في منطقة القيروان في محافظة نينوى، الى جانب نجاحه في مناطق أخرى. وهو ما يُسجل له على أنه نجاح عسكري متوازي، ضمن مناطق جغرافية عسكرية واسعة، حيث كان قد أعلن الحشد عن نيته السيطرة على 25 قرية قبل وصوله إلى القيروان في المنطقة المتاخمة للحدود العراقية السورية، حتى تتمكن من قطع طرق الإمداد عن تنظيم داعش الإرهابي.
رابعاً: نجح الحشد في التغلب على كل محاولات الإستثمار المذهبي والطائفي لعملية الموصل. حيث حاولت واشنطن وبشكل علني مدعومة بأبواقها الإعلامية والسياسية التابعة، للتركيز على التنوع الديموغرافي للمدينة. وهو ما نجح الحشد الشعبي في تخطيه، كما حصل في معارك أخرى، وهو ما تبيِّنه عملة الإحتضان الشعبي لقوات الحشد، والتي كان من ضمن ما قامت به، عمليات الإغاثة للأهالي.
إذن كما بيَّنت مسيرته منذ انطلاقته، يستمر الحشد الشعبي في تحقيق الإنجازات تلو الإنجازات. الأمر الذي يُسقط بالنتيجة مفاعيل المؤمرات التي تُحاك ضده. مؤمراتٌ تهدف لضرب قوة العراق، التي بات الحشد ركيزتها الأساسية.
المصدر / الوقت