كيف ينظر العراقيون إلى زيارة العبادي للسعوديّة؟
يعتزم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي التوجّه إلى السعوديّة في زيارة رسميّة لم يحدّد موعدها حتّى كتابة هذه السطور، وسط تكهّنات بإجرائها الأسبوع المقبل.
وبعد إعلان وكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ) نقلاً عن مصدر دبلوماسي سعودي قوله إن ” رئيس الوزراء حيدر العبادي سيبدأ زيارة رسمية إلى السعودية غدا الأربعاء يلتقي خلالها الملك سلمان عبد العزيز، أصدرت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي؛ الثلاثاء؛ بياناً نفت فيه تحديد موعد لزيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي الى السعودية؛ مشيرا الى ان العبادي يعتزم زيارة السعودية قريبا إلا أن الموعد لم يتحدد بعد ولا صحة لزيارته (أمس) الاربعاء.
وفد أوضح عضو اللجنة النيابيّة خالد الاسدي إن”جدول اعمال الزيارة والوفد المرافق للعبادي لم يحدد لغاية الان ايضا بحسب معلومات من مكتبه”.
انتقادات واسعة
بين مؤيد ومعارض تلقّى العراقيون خبر الزيارة، سواءً بسبب تورّط السعودية في التفجيرات التي استهدفت الشعب العراقي، أو فيمت يتعلّق بالأزمة الخليجية حيث اعتبرها البعض ترجيحاً لكفّة السعودية على قطر، في حين أكّد آخرون أن الزيارة مقرّة قبل الأزمة الخليجية بين الرياض والدوحة.
وسائل إعلاميّة عراقيّة بثّت رسائل لمواطنين وشخصيات دينية انتقدوا فيها زيارة العبادي للسعودية، ووصفوها بمملكة الشر، مشيرين الى ان شركاء النظام السعودي في دعم الجماعات الارهابية لم يسلموا من الغدر والخيانة كما يحصل الان في تفجير الرياض لعدائها مع قطر وفرض الحصار الجوي والبري عليها ومنع وصول الغذاء لسكانها والمقيمين فيها ٫ فكيف يامن الشعب العراقي غدر النظام السعودي الذي يرى شيوخ الوهابية فيه ان الاغلبية الشيعية مبتدعة ويجوز قتلهم .
وتضمّنت التقارير الإعلاميّة العراقية لقاءات مع مواطنين اتهموا الرياض والامارات بانهما خلف دفع مسعود البرزاني الى الانفصال واقامة دولة كردية لاضعاف العراق وتقويضه وهو هدف استراتيجي لاسرائيل ايضا.
من جانبه، استبعد النائب عن لجنة العلاقات الخارجية النيابية، محمد عبد ربه ان تكون زيارة العبادي ترجيحاً لكفة دولة على حساب أخرى قائلاً “نعترف ان هناك قوى دولية يمكن ان تخدم العراق وتقدم له دعماً أكبر من القوى الدولية الأخرى”، واشار الى أنه “لا مانع من التعامل معها بما يخدم مصالح العراق مع الحفاظ على الحياد تجاه ما يحصل في المنطقة”.
وأشار الى ان “العراق بعيد عن الضغوط ويتعامل مع الدول بحسب مصالحه السياسية والدبلوماسية ، وهو فوق الخصومات والنزاعات”.
في المقابل، انتقد المحلل السياسي خالد السراي زيارة العبادي، معتبراً أن الزيارة اقرار واشعار بأن العراق يسعى لأن يكون جزء من محور السعودية المخولة أميركيا لقيادة المنطقة.
وأضاف السراي “لا مصلحة للعراق في هذه المرحلة بهكذا قرارات متعجلة” ، لافتا الى أن ، وزير خارجية قطر كان قد زار العراق ودعى رئيس الوزراء للزيارة لكنه لم يلبها ، متسائلاً” لماذا الاصرار على زيارة السعودية ؟”.
وأردف قائلاً: “لا تفسير للزيارة سوى أن رئيس الوزراء قرر ان يعلن علناً انه جزء مما تريده السعودية ، وإخراج الزيارة على أنها أستجابة لدعوة سعودية خاطئة غير مقنع وإلا لماذا لبيّت في هذا التوقيت تحديداً؟ “.
وأضاف “في مؤتمر الرياض الإسلامي الذي عقد براعية ترامب فرضت تركيا طبيعة الهوية المذهبية على الوفد العراقي المشارك، اذ شارك رئيس الجمهورية ونائبه ” أسامة النجيفي” و وزير الدفاع ، وكان هذا اخر قرار سعودي مهين سكت عنه العراق”.
العبادي:نرفض الحصار المفروض على قطر
على صعيد متّصل، اكد رئيس الوزراء العراقي حيد العبادي في مؤتمر صحفي أن زيارته إلى السعودية التي أعلن عنها مؤخرا لا علاقة لها بالأزمة بين دول الخليج الفارسي، وأضاف: “لدي دعوة من السعودية منذ سنة ونصف تقريبا، وتم التمهيد لها من خلال زيارة المسؤولين السعوديين”، لافتا إلى أن “هذه الزيارة ليس لها علاقة بالأزمة الخليجية”، فيما أكد العبادي أنه سيسعى للحصول على توضيحات من السعودية بشأن الاتهامات التي وجهتها لقطر.
واعرب العبادي عن رفضه للحصار المفروض على قطر، وقال إنه يعارض العزلة التي تفرضها السعودية ودول عربية أخرى على قطر لأنها تضر المواطنين العاديين، مضيفا أن الأنظمة لا تتأثر بالحصار وأن الحصار يضر الشعوب.
يذكر أن دولا عدّة على رأسها السعودية والإمارات والبحرين ومصر قد قطعت علاقاتها مع الدوحة كما أغلقت أجواءها ومياهها أمام قطر بسبب اتهامها بدعم للإرهاب، في حين أنّ الأخيرة وجدت في هذه القرارت محاولة سعودية لسلبها القرار السياسي.
المصدر / الوقت