الرصاصة الإيرانية الثانية في قلب الإرهاب.. القضاء على “أنصار الفرقان” الإرهابية
إنها الصفعة الثانية وجهها الحرس الثوري الإيراني للجماعات الإرهابية خلال اقل من 24 ساعة. فبعد الهجوم الصاعق الذي شنته القوة الصاروخية في الحرس الثوري ليلة أول من أمس على مقرات تنظيم داعش الإرهابي في دير الزور السورية جاء الرد التالي من داخل إيران من خلال القضاء على واحدة من أخطر المجموعات الإرهابية الناشطة شرق البلاد بين الحدود الإيرانية والباكستانية الأفغانية.
حيث أنهت القوة البرية في الحرس الثوري الإيراني البارحة عملية عسكرية استمرت لأيام تمكنت خلالها من ضرب مجموعة إرهابية موسومة بـ”أنصار الفرقان” في منطقة جبلية تعرف بمرتفعات قصر قند التابعة لمحافظة سيستان بلوشستان المحاذية للحدود الباكستانية الأفغانية. وقد تمكنت هذه القوة من قتل قائد هذه الحركة الإرهابية المعروف بجليل قنبر زهي إضافة إلى أربعه من معاونيه وأتباعه.
وجليل قنبر زهي هو قيادي تكفيري له علاقات واسعة مع حركات إرهابية وتكفيرية منتشرة في باكستان وأفغانستان. وهو ملاحق من قبل قوات الأمن الإيرانية منذ 25 عاما بسبب مشاركته في عدة عمليات تخريبية في البلاد منها تفجير إرهابي استهدف مراسم عاشورائية في مدينة جابهار الإيرانية، إضافة إلى مشاركته في التخطيط والتجهيز لعمليات انتحارية تستهدف مساجد، كما أنه كان ضمن مجموعة استهدفت الشرطة الإيرانية وأوقعت مجموعة شهداء أواخر تسعينيات القرن الماضي، وإضافة إلى مشاركته أيضا في هجوم استهدف مقرا للشرطة الإيرانية في مدينة زاهدان.
وتؤكد المعلومات الإيرانية أن الأخير كان يتمتع بدعم مالي من بعض الدول العربية، كما أنه وبرعاية عربية عقد جلسات مع الأمريكيين في أفغانستان من أجل التخطيط لضرب الأمن والاستقرار الداخلي في إيران.
كما أن الإرهابي المقبور كان يتخذ من باكستان وأفغانستان مقرا له منذ سنوات، حيث تؤكد التقارير أنه وعلى الرغم من تخطيطه وتوجيه لبعض الحركات الإرهابية التي حاولت العبث في الداخل الإيراني إلا أنه بقي بعيدا عن الساحة الإيرانية ومتواريا في الدول المجاورة محميا من الحركات الإرهابية هناك.
ليس هذا فقط ما يجعله صيدا ثمينا لإيران في هذه الفترة، بل أيضا يعتبر الإرهابي المقبور وراء التخطيط لتأسيس مجموعات إرهابية في إيران على نسق مجموعات كجند الله الذي كان يرأسها عبد الملك ريغي والذي تم اعتقاله حيا على أيدي الأمن الإيراني ضمن عملية أمنية معقدة وأثناء استقلاله رحلة جوية من دبي باتجاه قرغيزستان. وكذلك جماعات أخرى كجيش العدل، فهم وحسب المعلومات نتيجة تخطيط الأخير وعلاقاته.
أما عن جزئيات العملية التي نفذها الحرس الثوري فقد أعلن في بيان له أنه وبعد وصول معلومات تؤكد وجود مجموعة إرهابية في مرتفعات قصر قند قامت القوة البرية بإرسال قوات لمحاصرة المنطقة والقضاء على هذه المجموعة. وبالفعل اشتبكت قوات الحرس الثوري مع المجموعة الإرهابية وتمكنت من قتل مسؤولها وأربع من معاونيه. إضافة لتدمير بعض الآليات المفخخة وضبط آلية مجهزة بـ600 كيلوغرام من المواد المتفجرة ومجموعة من القنابل وحدود 700 كيلوغرام من المواد المتفجرة مع بعض الأسلحة الفردية والذخيرة.
وأكد البيان على التعاون الذي حصل بين مختلف الأجهزة الأمنية لتنفيذ هذه العملية، مؤكدين على اليقظة والاستعداد الدائم لردع أي خطر قد يتهدد الجمهورية الإسلامية.
نعم إنه واقع الاقتدار الإيراني الذي يترسخ يوما بعد يوم، فبعد العمليات الإرهابية الجبانة التي استهدفت مبنى البرلمان وحرم الإمام الخميني (قدس سره) في طهران، كان هناك سلسلة ردود إيرانية قوية بدأت بمقتل المسؤول عن الاعتداءات داخل سوريا لتصل إلى الرد الصاروخي الذي وجه صفعة قوية لتنظيم داعش الإرهابي، أما خبر مقتل واحد من أخطر الإرهابيين على أيدي الحرس الثوري في داخل إيران فيشكل رصاصة الرحمة لهذا المشروع التخريبي المدعوم عربيا وأمريكیا.
المصدر / الوقت