التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

عقوبات قطر وتأثيرها على حماس والکیان الاسرائيلي 

لقد كان قرار السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، مفاجئ ومثير للدهشة، فلقد كان لهذه الأزمة أثرا ليس فقط على الأطراف المتنازعة وإنما كان لها تأثير أيضا على حركة المقاومة الإسلامية “حماس” و الکیان الإسرائيلي وعلى بعض الأطراف الإقليمية الأخرى.

لقد أشارت صحيفة معاريف الإسرائيلية لهذه المشكلة ولهذه الأزمة وأعربت بأنها ” فرصة غير مسبوقة ” لإسرائيل وعددت خمسة أثار لهذه الأزمة على النحو التالي:

1- هذا القرار سوف يُلحق الضرر بحماس: لقد كانت قطر تقوم طوال العقد الماضي بدعم حماس، بل أنها قبل خمس سنوات قامت باستضافة زعيمها السابق خالد مشعل في عاصمتها الدوحة. وفي عام 2012 قام أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بزيارة قطاع غزة وتعهد بتحويل مئات ملايين الدولارات للقطاع من اجل ترميم مبانيه ومنشآته الحيوية.

ومن زاوية أُخرى لفتت معاريف بأن الدعم المالي والدبلوماسي سينهار بعد هذه القطيعة العربية لقطر، وأن الأخيرة قد تضطر إلى طرد عددا كبير من قادة حماس المتواجدون على الأراضيالقطرية، وتخفيض الدعم المقدم لهم.

لكن هذه الصحيفة أعربت بإن العزلة المتزايدة على حماس من الممكن أن تُشكل أيضا مصدرا للخطر على إسرائيل، حيث أن إسرائيل سوف تفقد حينها مصادر الضغط الدبلوماسية تجاه حماس التي تعتبر مصادر حوار غير مباشرة لمنع تجدد العنف والاشتباكات العسكرية في المستقبل.

2- سوف تقوي المحور المصري والإسرائيلي والسعودية: تربط إسرائيل مصالح مشتركة مع البلدان المطلة على الخليج الفارسي من اجل مواجهة إيران، ولأن دولة قطر تدعم حماس فإن الأزمة ستشجع هذه البلدان على أن تعتبر حماس عدوا لها أيضا.

ومن جهة أُخرى وصفت هذه الصحيفة العبرية بأن العلاقات بين إسرائيل وهذه الدول غلب عليها الظلام في السنوات الأخيرة، إلا أن الأزمة مع قطر سمحت للصحافة في السعودية ودول الخليجية بالكتابة بعدوانية تجاه حماس والكتابة بصورة أكثر إيجابية تجاه إسرائيل.

3- سوف تکون دليلا على عودة السيطرة الأمريكية على المنطقة: تشير الأزمة الحالية بأن خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول طرد الإرهاب من البلدان العربية، قد أثمر ويدل بأن هذه الفترة تختلف عن فترة ولاية باراك أوباما التي وضعت إسرائيل في عزلة وبالتالي فقد أصبح التأثير الأمريكي في المنطقة واضحا من جديد.

4- قطع خط دعم المقاومة ( وبتعبير آخر الإرهاب) في المنطقة: يتطلع الكيان الإسرائيلي إلى منطقة مستقرة دون أن تهددها المنظمات الإرهابية ويعتقد بأن وجود داعش في سيناء وحماس في قطاع غزة وحزب الله في جنوب لبنان ومنظمات اخرى من الجولان يقوّض استقرارها.

وهنا أكدت صحيفة معاريف بأن قطع الدول العربية لعلاقاتها مع قطر سوف يؤدي إلى قطع الدعم عن هذه المنظمات وبالتالي سوف يؤدي إلى استقرار المناطق المحيطة بإسرائيل.

5- تقوية حكومة نتنياهو في المنطقة: تُعد هذه فرصة للحكومة الإسرائيلية لم تحصل عليها منذ زمن، حيث كانت تأمل في السابق أن تُقيم علاقات إقليمية خارج مصر والأردن مع دول الخليجية لمواجهة التهديد الإيراني، حيث أصبحت الدول العربية منشغلة بما يتعلق بإيران وقطر أكثر من انشغالها بالقضية الفلسطينية.

وفي سياق متصل قالت صحيفة معاريف إنه كان يُنظر لإسرائيل في الماضي على أنها المسبب الأساسي للمشاكل في المنطقة، ولكن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني الآن أصبح هامشيا في مقابل الأحداث في سوريا ومصر واليمن وليبيا، والآن أصبحت الأزمة القطرية معضلة سياسية جلبت أنظار الحكام العرب.

يُذكر أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر أعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر يوم الاثنين عن طريق اتهامها بدعم الإرهاب، في حين لم تقطع الدولتان الخليجيتان الكويت وسلطنة عمان علاقاتهما مع الدوحة ونفت قطر الاتهامات، وقالت إنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب وصلت حد الفبركة الكاملة بهدف فرض الوصاية عليها والضغط عليها لتتنازل عن قرارها الوطني. وتقود الكويت وسلطنة عمان وتركيا وساطات لرأب أسوأ صدع تشهده المنطقة العربية منذ سنوات.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق