التهديدات الاسرائيلية المتزايدة لحزب الله؛ واقع أم شعار؟
لقيّ خطاب الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله بمناسبة يوم القدس العالمي وتهديده للكيان الاسرائيلي، أصداءاً كبيرة على المستوى السياسي والعسكري في كيان الاحتلال.
واعتبر المسؤولون والمحللون السياسيون الاسرائيليون أن تهديدات السيد حسن نصر الله، باستقدام مئات الآلاف من المقاتلين، ومن عدة دول، في أي مواجهة قادمة، أصبحت حدثا شهريا يجب التوقف عنده مطولاً، في ضوء الحديث المتزايد عن قيام ايران بانشاء مصانع أسلحة للحزب في لبنان.
قادة الاحتلال يهددون
وفي هذا السياق حاول عدد من قادة الاحتلال امتصاص تهديدات حزب الله بالتأكيد على أن لبنان وليس فقط حزب الله سيدفع ثمناً وستكون بناه التحتية ومرافقه الحيوية أهدافاً مباحة ، وهو ما أكده الوزير الإسرائيلي نفتالي بينيت، في مقابلة مع صحيفة هآرتس، بالقول: إن “المؤسسات اللبنانية، البنية التحتية، المطار، محطات توليد الكهرباء، الجسور، قواعد الجيش اللبناني، كل هذه ستكون أهدافا شرعية لمهاجمتها، إذا نشبت حرب. ويجب أن نقول هذا لهم (اللبنانيون) وللعالم منذ الآن. إذا أطلق حزب الله صواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فهذا يجب أن يعني إعادة لبنان إلى العصور الوسطى”، وهو ما بات يعرف اعلامياً بـ”عقيدة الضاحية”، التي تفترض إلحاق دمار شامل في المناطق التابعة لحزب الله، مثلما فعل الجيش الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت أثناء حرب 2006.
بدوره قال وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أن طهران قامت بانشاء عدد من مصانع الأسلحة لحزب الله تحت الأرض في لبنان، متوعداً بالرد على ذلك، وأضاف ليبرمان، بحسب صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن تلك المصانع يجري بناؤها بمعرفة إيران، وهو حدث كبير لا يمكن لإسرائيل تجاهله تحت أي ظرف من الظروف”، وأضاف: “التفوق العسكري الإسرائيلي على حزب الله، اتسع بالفعل منذ حرب لبنان الثانية 2006”. وفي وقت سابق، كشفت تقارير أن إيران تعمل منذ أكثر من عام على إقامة مصانع لصناعة السلاح لحزب الله في لبنان واليمن، وفي حين أكد الجنرال احتياط موشية العاد، لصحيفة إسرائيل اليوم “الآن الجميع يفهمون، ونصرالله أيضا، أن انتصاراً إلهياً آخر سيسبب أضراراً لإسرائيل فعلا، لكنه سيدمر لبنان.
هآرتس: التهديدات الاسرائيلية تعتبر حرب أعصاب
وفي سياق متصل اعتبر عاموس هارئيل، المعلق العسكري لصحيفة هآرتس، أن التهديدات الإسرئيلية هي حرب أعصاب تشنها إسرائيل ضد حزب الله، أي أنها ذات وظيفة ردعية، مشيراً الى أن كيان الاحتلال مطمئن لعدة اسباب وهي:
أولاً: ان اسرائيل مطمئنة بأن حزب الله “المتورط” في الأزمة السورية ليس بمقدوره فتح جبهة جديدة.
ثانياً: ومما يزيد الاطمئنان الاسرائيلي غياب الاجماع أو حتى شبه اجماع داخل لبنان، لما اعتبره توريط البلاد في حرب مدمرة جديدة.
ثالثاً: غياب الرغبة الاسرائيلية باندلاع حرب جدبدة، لا مع حزب الله ولا حتى مع حركة حماس في غزة، وهو ما أكده وزير الدفاع الإسرائيلي أفغدور ليبرمان، أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أن تل أبيب لا ترغب بحرب جديدة.
المحافظة على الوضع الراهن
وبحسب المحللين الاسرائيلين، فان تل أبيب ليست مرغمة أو مجبرة على خوض حرب جديدة، لأن “قواعد اللعبة” الحالية بينها وبين حزب الله ما زالت فعالة وتقوم على رافعتين:
الأولى: أنها (اي اسرائيل) تواجه كل خرق صادر من أي طرف سواء سوريا أو لبنان أو غزة بالرد بمثله أضعافاً.
الثانية: فان تل ابيب منحت نفسها “حق التصرف والعمل بحرية” ضد أي محاولات لنقل أسلحة متطورة الى حزب الله تؤدي الى الاخلال بالتوازن الراهن.
وبناءًا عليه فانه من المرجح أن اسرائيل لن تقدم على مغامرات حربية كبرى لا في لبنان ولا في مكان آخر، حتى تتوفر أسباب قوية تدفعه لشن عدوان جديد.
لذلك فان كيان الاحتلال يسعى حالياً للاستفادة من التطورات الدولية والإقليمية الراهنة، للبحث عن حل سياسي في إطار إقليمي، يطمح من خلاله إلى تطبيع علاقته مع دول عربية، لإعادة رسم صورة التحالفات الإقليمية، التي ستكون جزءاً هاماً منها، في مواجهة “تمدد” النفوذ الإيراني في المنطقة.
المصدر / الوقت