التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

هنا الموصل .. هنا العراق المنتصر 

عبدالرضا الساعدي
في البدء كان العراق ..
في البدء كان الأمل والإيمان بالله وبجنوده على الأرض ..
في البدء كانت الإرادة..
في البدء كان النداء المقدس للدفاع عن الأرض والناس والبلاد بأسرها ..
في البدء كان القلب والدم العراقي والغيرة الأبية ..
في البدء كان الحساب والقرار عراقيا ، وقد كان مقدراً لهذه المعركة أن تطول كثيرا بحسابات الدول الكبرى الغاشمة ، كأن تكون 30 عاما مثلا !! ولا ندري كيف كانت حساباتهم وما هي النتائج المترتبة عليها وإلى أين ؟
كانت الدماء الطاهرة التي تروي ثرى البلاد هي التي تحرك البوصلة على أرض الواقع وتغير مسار المعادلات الافتراضية فتكسرها على الخريطة والأوراق ، لتعيد النصاب إلى حقيقته وتعلن بداية مجد وتاريخ وأثر لن ينسى من ذاكرة الشعوب والزمن أبدا .
الموصل تحررت أخيرا من هذه الوحوش البرية الظلامية البشعة التي أريد لها أن تبقى كدولة مصنوعة بالقوة والتكفير والإرهاب لتحكم العراق والشام ، لتحكم مهد الحضارات بأبشع قوانين الغابات والخرافات والجرائم والظلام .
الموصل تخلصت من أبشع قيد أسود مدجج بالحقد والكراهية ، وضع على عنقها في غفلة من الزمن ، فتصدى له الرجال الرجال وحطموه لتعود الحرية إلى فضاءات أم الربيعين المنكوبة طيلة ثلاثة أعوام تقريبا بوجود حثالات العصر ومجرميها الأوغاد الذين حطموا كل شيء ،من مدارس ومساجد وجامعات وكنائس ، حتى منارة الحدباء حطموها ، ذلك الرمز المتعالي منذ تاريخ بعيد ؛ كي يكسروا معنويات أهلها وقلوبهم ومشاعرهم وذكرياتهم الجميلة .
تحررت أم الربيعين ، نينوى ، الموصل الحدباء ، تحررت الأماكن والبيوت والنهر والهواء والملامح الطفولية ونظرات النساء وتجاعيد الشيوخ المتطلعة للسماء ، وتحررت ألوان الطبيعة في الغابات الموصلية الزاهية ، تحررت ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد العاصمة ، تحررت أحياء المدينة الضيقة منها والواسعة ، تحررت(الدواسة) و(السرج خانة) و(باب الطوب ) و(الجوسق) وكل الأحياء الموصلية الجميلة التي تحمل معها عبق الأيام الخوالي ونكهتها ، قبل مجيء مغول العصر ، وقد نحتاج وقتا طويلا كي نوثق وندون من خلاله ما تحقق من منجز وأثر وتضحيات من قبل جنودنا وحشدنا العظام ، كي نوثق عطر هذا الحب للعراق المضمخ بدم الشهادة ، القصص والحكايات الأسطورية المؤثرة والباذخة بالعطاء كم هي عميقة وموغلة بالفخر والمجد والنشوة بالنصر ما تبقى من أعمارنا وأجيالنا اللاحقة .
تحية إكبار واعتزاز وفخر لن تترجل من على هامات العراقيين أبدا للشهداء والجرحى من المقاتلين في الجيش والحشد وفصائل المقاومة الوطنية الشريفة ، وهنيئا لمرجعيتنا الرشيدة صاحبة النداء الأول للجهاد الكفائي ، وبوركتم يا شعب الصبر وجبله ، بوركتم يا منبع التضحية والفداء ، ولنحتفِ بهذا النصر العظيم بما نستحق ويستحق البلد ، فهنا العراق يتحدث بصوت المنتصر ، وهنا الموصل ،لقد قال أبطالنا وفعلوا ليردوا الدين لأهلهم بعد كبوة أرادوها لنا نكبة دائمة .. ولا عودة لرموز الخيانة ومن باع الأرض والعرض لداعش وغير داعش التكفيري .. لا عودة لمدعي السياسة والمتاجرة بالوطن ، لا عودة للمحرضين وأدعياء الثورات والمنصات من فئات ال (5 نجوم) ، وسحقا لهم ولكل حاقد ومتآمر وخبيث ..
وكل عام والوطن بخير ..

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق