تغيرات موازين القوى والسيطرة في الميدان السوري
بعد مضي ستة أعوام من الحرب الدموية في سوريا؛ كيف إرتسمت خريطة توزع السيطرة في سوريا؟ كيف تطورت موازين القوى في الميدان بين سوريا وحلفاؤها وبين الإرهابيون؟ هذا السؤال الذي يتردد صداه في أذهان الجميع منذ ستة أعوام دموية ومرهقة.
تبسط الحكومة السورية اليوم سيطرتها على 35 بالمئة من مساحة الأراضي السورية والتي تحتضن أغلب سكان سوريا في ربوعها، بينما فقدت داعش إلى الآن ما يقارب نصف المساحة الجغرافية التي كانت تسيطر عليها، كما وتلقت المجموعات الإرهابية الأخرى ضربات موجعة على مختلف الجبهات، فيما أنقذتهم الهدنة سامحة لهم الإحتفاظ بمناطق سيطرتهم.
يصف هذا التقرير الوضع الميداني وتقدم الجيش وحلفاؤه خلال العام الأخير وفقاً لكل محافظة:
محافظة دمشق:
هدوء نسبي في المدينة وتطهير مساحات واسعة في الغرطة الغربية من الإرهابيين وتضييق الخناق عليهم في الغوطة الشرقية وتقدم للجيش في دوما.
إحتل الإرهابيون المدعومون من أمريكا جنوب شرق محافظة دمشق بعد إنسحاب إرهابيي داعش منها والتي كانت من أكثر البؤر الساخنة في سوريا
محافظة السويداء:
حاول الإرهابيون المدعومون أمريكياً محاصرة السوريداء بالهجوم مراراً على شمال المحافظة وفصلها عن دمشق، لكنهم باؤو بالفشل وجروا ذيول الهزيمة بتكاتف الجيش والشعب في السويداء وعاد مطار الخلخلة الإستراتيجي آمناً بالكامل.
محافظة درعا:
ما تزال مدينة درعا وخاصة منطقة المنشية فيها من أكثر المناطق سخونة في سوريا رغم محاولات الحكومة الحثيثة إقامة المصالحات وإعادة الهدوء إليها بالرغم من تكرار الإرهابيون لنقض الهدن فيها.
محافظة القنيطرة:
رغم نقض الإرهابيين للهدنة وإستهدافهم مواقع الجيش بدعم مدفعي وجوي من الكيان الصهيوني ومحاولتهم وصل الجولان المحتل بمنطقة بيت جن جنوب غرب دمشق، بينما لم ينالوا أو يقتربوا من مبتغاهم طوال الشهر الماضي.
محافظة حمص:
حمص التي سعت داعش لجعلها ممراً إلى دمشق أًصبحت بيد الجيش والقوات الرديفة محررين سبعة آلاف كيلو متر ومستعيدين مدينة تدمر، القريتين، مهين ومرتفعات الآراك وتأمين مطار التيفور العسكري، ولم يتبقى سوی تحرير السخنة لتفتح الطريق لتحرير دير الزور.
ووصل الجيش وحلفاءه لأول مرة إلى الحدود العراقية مواصلاً تقدمه رغم التحذيرات والعرقلات الأمريكية التي أنشأت قاعدة لها في التنف.
محافظة دير الزور:
أصبحت أكبر معاقل داعش في سوريا في الأشهر الأخير بعد إنسحابها من الموصل والرقة مع كامل مقدراتها العسكرية، والتي حاولت السيطرة على قواعد الجيش ومطار دير الزور، في حين تلقّت عناصرها الإرهابية هزيمة نكراء بصمود بطولي للحرس الجمهوري وعشائر المنطقة.
محافظة الحسكة:
تعيش الحكسة أجواء هادئة وتقبع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية الكردية مع إنتشار محدود للجيش السوري في مركز المدينة. بينما أقامت أمريكا عدة قواعد عسكرية فيها وقامت طائراتها بمساعدة الأكراد على تحرير الرقة من داعش.
محافظة الرقة:
إنتزع الأكراد نصف مدينة الرقة من داعش بدعم جوي أمريكي ويتقدم الجيش وحلفاؤه في جنوب غرب المحافظة لقطع الطريق أمام الأكراد للتوجه نحو دير الزور.
محافظة حلب:
عاشت حلب منذ بداية الأزمة أكثر التطورات االميدانية والسياسية تعقيداً وما تزال من أكثر البؤر وطيساً في سوريا.
بعد تحرير الجيش للمدينة إتجهت الأنظار نحو الباب لتحريرها، والتي سارعت القوات التركية وإرهابيو درع الفرات بإحتلالها ولتمنع من إمكانية أي إتصال كردي بين عفرين والجزيرة السورية قد يؤثر على المناطق التركية الجنوبية ذات الأغلبية الكردية.
إستطاع الجيش تحقيق نجاحات كبيرة في المناطق الشرقية والجنوبية في حلب وتحرير أكثر من أربعة آلاف كيلومتر مربع من داعش، فيما تستمر التهدئة في غرب وجنوب حلب الغربي.
محافظة إدلب:
تسود فيها التهدئة ويستمر فيها حصار الإرهابيين لمدينتي الفوعة وكفريا.
محافظة حماة:
أصبحت مدينة السلمية في حماة آمنة وإنطلق الجيش وحلفاؤه لتحرير مناطق واسعة من المناطق الشرقية والسعي للزحف من جنوب أثريا بإتجاه مرتفعات الشاعر ومحاصرة الإرهابيين وطردهم منها.
فيما تسود التهدئة المناطق الأخرى.
محافظة اللاذقية:
عاد ما يقارب 90 بالمئة من محافظة اللاذقية إلى حضن الوطن ولم يتبقى سوى أجزاء من الشمال الغربي بيد الإرهابيين.
محافظة طرطوس:
أكثر المدن أمناً في سوريا ولم تشهد سوى بعض الهجمات الإنتحارية الإرهابية.
المصدر / الوقت