محاولات امريكية لإيجاد تقارب عربي- صهيوني
في ظل التطورات تشهد منطقة الشرق الاوسط تقارب في العلاقات بين الدول العربية والكيان الصهيوني، ويبدو ان الولايات المتحدة الامريكية تسعى لتقوية اواصر هذه العلاقات.
في هذا الصدد، أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” الامريكية الى اتفاقيات سرية بين الدول العربية والكيان الصهيوني تصب في مصلحة أمن الاطراف المشاركة. واضافت الصحيفة: ان السلطات الامريكية والصهيونية هي من تسعى وراء توقيع اتفاق سلام في المنطقة بحسب زعمها انه يصب في مصلحة أمن المنطقة ويرافقه انجازات كبيرة لصالح العالم.
يظهر هذا التقارب في العلاقات الصهيونية الاردنية بشأن سوريا؛ وكما ذكرت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية: ان اسرائيل ضاعفت التعاون المخابراتي والامني مع الاردن في جنوب سوريا لتقضي بذلك على الانجازات الايرانية في هذه المنطقة.” فقد حاول الكيان الصهيوني ايجاد خط عازل على حدوده مع سوريا في مرتفعات الجولان ليمنع سيطرة القوات المدعومة من ايران على هذه المنطقة وذلك من خلال دعم المرتزقة بالمال والسلاح.
على الصعيد الاخر، يقدم الكيان الصهيوني منذ فترة طويلة الدعم لمصر من خلال حدوده الجنوبية لتعزيز الامن في منطقة سيناء، لكن هذا التعامل يتم بشكل شبه سري لعدم اثارة حساسية الرأي العام. ويزداد هذا التعاون المخابراتي والامني بين مصر والكيان الصهيوني عندما نشاهد قيام الطائرات بدون طيار الاسرائيلية باستهداف مواقع المتمردين في صحراء سيناء وذلك بطلب من الحكومة المصرية.
ويمكن الاشارة ايضا الى العلاقات الودية بين السلطات الفلسطينية والكيان الصهيوني وبالدعم الامريكي تحول هذا الامر الى ايجاد عمودا للعلاقات الاسرائيلية- الفلسطينية وتعتبر هذه اهم خطوة في مشروع السلام العربي- الصهيوني. وفي هذا الصدد، صرح قائد امني فلسطيني: “ان يوميا يتم تبادل الحوارات بين السلطات الامنية للجانبان لمناقشة التهديدات المشتركة والسعي لاستقرار الامن.” يضاف ان من ابرز التهديدات التي يواجهها الجانبان هي حركة حماس، اذ استطاع الجانبان عام 2014 من خلال التعاون المخابراتي، اخفاق عملية اغتيال محمود عباس بواسطة حركة حماس.
يضاف الى ذلك ان الكيان الصهيوني اليوم يمتلك اتفاقيات سلام مع مصر، الاردن والسلطات الفلسطينية لذا ليس من الغريب ان نشاهد نمو هذه العلاقات بشكل ملموس مع الدول الخليجية ايضا. يضاف ان هذه العلاقات التي تتم تحت عنوان التعاون الامني- المخابراتي تسعى في الواقع الى مواجهة التهديد الايراني وبرنامجها النووي.
ومن الجدير بالذكر ان النشاط الاسرائيلي في سوريا، الاردن، قطاع غزة، مصر والخليج الفارسي يتم ضمن برنامج موحد ولايمكن تجزئته. مع ذلك لايمكن التحديد فيما اذا كانت هذه العلاقات مؤقتة لمواجهة التهديدات المشتركة ام انها علاقات استراتيجية ثابتة. على اي حال لن تكون اسرائيل مشكلة رئيسية في مستقبل الشرق الاوسط ولهذا السبب طالب ترامب الدول العربية بالاعتراف الرسمي بدور اسرائيل في شؤون المنطقة.
المصدر / الوقت