التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, أكتوبر 1, 2024

استفتاء كردستان: بين الدعم والنقد … غموض أمريكي ينتهي بالرفض 

تلعب واشنطن دوراً أساسياً بالملفات التي تتعلّق بإقليم كردستان خاصّة أنّها من الدول الداعمة للأكراد. بعد تحديد إقليم كردستان العراق، 25 من أيلول/سبتمبر المقبل موعدا لإجراء الاستفتاء عقب اجتماع لرئيس الإقليم والأحزاب الكردستانية، تسارعت ردود الأفعال الإقليمية والدولية التي كانت أغلبها رافضة لإجراءه.

واشنطن من بين الدول التي اتسم موقفها بشكل عام بالرفض الذي لم يخلو من بعض التصريحات الإيجابيّة تجاه الاستفتاء، في حين بدت بعض المواقف غامضة بعض الشيئ.

قبيل إعلان بارزاني عن موعد الاستفتاء بحوالي أسبوعين، بدا تصريح أمريكي لافت حيث رأى مدير الاستخبارات العسكرية الامريكية الجنرال فنسنت ستيوارت، فس 24-5-2017، ان استقلال اقليم كردستان مسألة وقت، في وقت يستعد الاخير لاجراء استفتاء لتقرير المصير. وجاء حديث ستيوارت بالتزامن مع زيارة يجريها وفد كردي رفيع برئاسة مسرور بارزاني الى واشنطن للتباحث مع صناع القرار في البيت الابيض بشأن ملفات سياسية وامنية ومن ضمنها قضية الاستفتاء التي ظهرت بعد أسبوعين وتحديدا بتاريخ 7-6-2017 عقب اجتماع للأحزاب الكرديّة ترأسه مسعود بارزني في ظل مقاطعة بعض الأحزاب الكرديّة.

رصد المواقف الأمريكية

فيما يلي، رصد لموقف واشنطن إزاء الاستفتاء الدستوي والتي تنوّعت بين الدعم والغموض والرفض. التعليق الأوّل من قبل واشنطن على تنظيم استفتاء لاستقلال إقليم كردستان عن العراق، جاء بعد يوم واحد على إعلان بارزاني، بتاريخ 8-6-2017، عبر بوابة وزارة الخارجيّة حيث أكد ممثل وزارة الخارجية الأمريكية، هايزر ناويرت، أن الاستفتاء حول استقلال إقليم كردستان العراق سيصرف الاهتمام عن محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، مشيرا الى أن واشنطن تدعم وحدة الأراضي العراقية.

وقال ناويرت خلال مؤتمر صحفي: “الولايات المتحدة تدعم عراق موحد، وفدرالي، وديمقراطي، ومستقل، نحن نفهم ونحترم السعي القانوني لسكان كردستان العراق. إلا أننا أعربنا عن مخاوفنا لسلطات كردستان العراق حول أن إجراء الاستفتاء، على الرغم من أنه لا يحمل طابعا إلزاميا، سيصرف الاهتمام عن التعامل مع مسائل أكثر أهمية، منها محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي”.

بعد كلام ناويرت بيوم واحد، بتاريخ 9-6-2017، جدّدت الخارجيّة الامريكية موقفها عبر بيان أصدرته عن قلقها من اجراء الاستفتاء المزمع اجراءها في إقليم كُردستان العراق لإعلان الاستقلال، وأضافت: “أننا نشجع السلطات الإقليمية على التباحث مع حكومة العراق حول مجموعة كاملة من القضايا الهامة بما فيها مستقبل العلاقات بين بغداد وأربيل على أساس الدستور العراقي”.

وزير الخارجيّة الأمريكي ريكس تيلرسون جدّد بتاريخ 24-6-2017 موقف بلاده خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي موضحاً أن موقف بلاده يتمثّل بعدم تأييد الاستفتاء في إقليم كردستان حول الانفصال. وقد شدّد تيلرسون حينها على ضرورة تركيز الجهود للتعاون مع الحكومة المركزية في بغداد لمواجهة تحديات الاستقرار والإعمار بعد اكمال معارك التحرير ضد تنظيم “داعش”.

بتاريخ ،26/6/2017 برز موقف أمريكي لافت حيث قال الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ديفيد بترايوس: “صحيحٌ أن من حق الكرد أن يكونوا أصحاب دولةٍ مستقلة، إلا أن الاستقلال ليس سهلاً حالياً”.
وصرّح بترايوس االذي كان قائد قوات التحالف في العراق بين عامي 2007 – 2008، كما كان قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي لوسائل إعلام أسترالية، بأن “حكومة إقليم كوردستان قررت إجراء استفتاء الاستقلال، إلا أن من الصعب أن يعلنوا الاستقلال”.
وأضاف بترايوس الذي ترأس وكالة الاستخبارات الأمريكية بين عامي 2011 – 2012 أنه “خلال رئاسته لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، أجرى تقييماً وتوصلَ إلى رؤيةٍ مفادها أنه لكي تستطيع حكومة إقليم كوردستان إعلان دولة متماسكة، فإن من الضروري تصدير 800 ألف برميل نفط إلى الخارج يومياً، على أن يكون سعر البرميل الواحد 105 دولارات على الأقل”.
بتاريخ 26/6/2017، برز موقف جديد للخارجيّة الأمريكية عبر المتحدّثة هيذر نويرت، قائلةً: “اذا استقر العراق، وإذا قرر الكرد إجراء عملية الإستفتاء، فهذا شأن داخلي خاص بالعراق”.

إلاّ أنها أضافت: “لا زالت المعارك مستمرة ضد تنظيم داعش، وهذا الأمر هو من اولويات الولايات المتحدة الأمريكية، وقد يكون من اولويات العراق ايضاً، وخصوصاً في الفترة الحالية، ونحن ندعم الحكومة العراقية”.
البيت الأبيض الذي لم يدخل في قضيّة استفتاء كردستان حتّى وقت متأخر، أوضح بتاريخ3-7-2017 عبر المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست الذي قال: إن أمريكا تعارض استقلال كردستان، وأضاف أن البيت الابيض يدعو جميع العراقيين إلى الوحدة في مواجهة تنظيم داعش.

بتاريخ 5-7-2017، أعاد سفير واشنطن لدى بغداد “دوغلاس سيليمان”، موقف الخارجيّة الرافض للاستفتاء. وقال سيليمان في مؤتمر صحفي عقد في مقر السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية، بأن أي تقرير للمصير يجب أن يجرى وفق الدستور والقوانين العراقية والتفاهم بين حكومتي بغداد وأربيل.

بتاريخ 13-7-2017، جدّد المبعوث الأمريكي لدى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش موقف بلاده الرافض للاستفتاء، مشيراً إلى أن واشنطن تعتقد أن إجراء استفتاء في منطقة كردستان ذاتية الحكم في العراق في سبتمبر المقبل “سيزعزع الاستقرار بشكل كبير”. وقال بريت ماكجورك، إن أمريكاأعلنت موقفها من الاستفتاء بوضوح، بما في ذلك خلال اجتماع لشركاء التحالف خلال الأسبوع الجاري بوزارة الخارجية: “لا نعتقد أن الاستفتاء يجب أن يجري في سبتمبر”.

ويعدّ موقف المبعوث الأمريكي أساسياً في الإدارة الأمريكية خاصّة أنّه يرعى التحالف ضدّ داعش، إلا أنّ اللافت في كلامه رفض للاستفتاء في سبتمبر، أي أن الموقف قابل للتبدّل والتغيير في وقت لاحق.

تلوّي المبعوث الأمريكي، انتقل إلى البيت الأبيض، فرغم معارضة واشنطن رسمياً لإعلان رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، إلا أن الموقع الرسمي التابع للبيت الأبيض أطلق بتاريخ 28-7-2017 استطلاعا حول هذا الموضوع. وأشار الموقع إلى “سلسلة الاضطهاد التي تعرض لها الشعب الكردي خلال العقود الأخيرة”، وأكد أنه في حال شارك أكثر من 100 ألف شخص في هذا الاستطلاع، فإنه سيقدم لإدارة الرئيس ترامب من أجل المطالبة بدعم مشروع الاستفتاء.

في اليوم ذاته، أعلن الجنرال الأمريكي المتقاعد، إيرني آودينو، أن موقف بلاده من استقلال كردستان سيكون مختلفاً قبل إجراء الاستفتاء وبعده، وأن أمريكا لا يمكن أن تعارض إجراء الاستفتاء، مشيراً إلى أن “25 أيلول المقبل هو الموعد الأنسب لإجراء الاستفتاء”.

وقال آودينو في تصريحات صحفية، إن “لدى الإدارة الأمريكية قاعدة رسمية للتعبير عن موقفها وهي دعم العراق الموحد، لكن في المقابل هنالك تأييد متزايد من المواطنين الأمريكيين لاستقلال كردستان وكان ذلك واضحاً في مبنى الكونغرس يوم الإثنين الماضي”.
في30 يونيو 2017، عارض الكونغرس الأمريكي مسألة الانفصال ، وهدد حكومة كردستان بقطع التمويل الممنوح إلى قوات البيشمركة الكردية حال استمرارها بتوجهاتها الانفصالية عن بغداد ، وفق ما ذكرت صحيفة مونيتر الأمريكية.

وقالت الصحيفة في تقرير لها إن “لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي أصدرت هذا الأسبوع مشروع قانون الدفاع السنوي والذي ينص على أن استمرار الدعم المالي لحكومة كردستان العراق مشروط ، بمشاركة الأخيرة في عراق موحد “.

في 3-8-2017، قال المستشار السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب كنيت تيمرمن أن الكونغرس الأمريكي يدعم الاستفتاء على استقلال اقليم كوردستان، مشيرا الى أن واشنطن تحفظت بشأن توقيت الاستفتاء فقط، لافتا الى ان امريكا ستستمر في دعم اقليم كوردستان.

واضاف تيمرمن “امريكا طالبت اقليم كوردستان بتأجيل موعد الاستفتاء لكن القيادة الكردية مصرة على الموعد لذا أعتقد أن واشنطن ستقتنع باجراء الاستفتاء، وهي لن تتخلى عن كردستان بسبب التحالف الاستراتيجي والمصالح المشتركة بين الجانبين”.

وزير الخارجيّة الامريكي ريكس تيلرسون، جدّد اليوم السبت موقف بلاده في اتصال هاتفي مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني. وفي حين أشاد تيلرسون بـ “شجاعة البيشمركة ودورهم الحيوي في هزيمة داعش بالموصل”، جدّد “معارضة بلاده لإجراء الإقليم استفتاء استقلال كردستان في يوم 25 من شهر أيلول المقبل”، مؤكداً “دعم الولايات المتحدة المستمر لعراق واحد اتحادي وديمقراطي”.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق