الأزمة الخليجية.. كيف حوّلت قطر السياحة فرصة لفك الحصار؟
كان لافتا القرار القطري بإلغاء تأشيرات الدخول إلى الدوحة لمواطني 80 دولة حول العالم. فالقرار جاء بعد بداية العقوبات والحصار الذي فرضته 4 دول على قطر بهدف إخضاعها وإعادتها إلى حظيرة السعودية.
قرار لغو التأشيرات تحدث عنه مسؤول في مديرية السياحة في قطر إضافة إلى المدير التنفيذي للخطوط الجوية القطرية الذين اعتبرا الأمر مهم جدا من أجل تعزيز السياحة، هذا وأعلن “أكبر الباكر” المدير التنفيذي للطيران القطري عن وجود 62 مقصد للطيران القطري خلال العام المقبل.
هذه الخطوة القطرية لا يمكن قراءتها إلا ضمن سياق الحرب الاقتصادية التي تخوضها قطر في مواجهة التحالف الرباعي بقيادة السعودية. فقطر بدأت منذ سنوات بتطبيق سياسة تنويع الموارد المالية والاقتصادية للبلاد حتى لا يبقى الاعتماد على قطاع الطاقة هو المسيطر. والسياحة كانت واحدة من الملفات التي عملت عليها قطر بشكل حثيث من خلال الاستثمار في مجالات كالتعليم والفنادق والرياضة والسفر.
إذا أدركت قطر باكرا أهمية السياحة في بناء اقتصاد قوي، فبدأت منذ العام 1994م ببناء أسطول طائرات مدنية تحت اسم “الطيران القطري” الذي يعتبر اليوم واحد من أهم الشركات العالمية. هذه الشركة العالمية حاولت دول الحصار استهدافها بالاسم ومنعها من دخول أجوائها سعيا لتدمير سمعتها، اليوم ومن خلال الإعلان عن برنامج 62 مقصد في العام المقبل تكون هذه الشركة قد أكدت أن الحصار لم يؤدي لأي نتيجة تذكر.
الرياضة، قطاع سياحي آخر وضعت قطر الكثير من الإمكانات فيه، وبالفعل تمكنت من استضافة الكثير من المسابقات الآسيوية والدولية. الإنجاز القطري الأهم هو الفوز بإقامة “مونديال 2022” في قطر والذي يعتبر أهم حدث رياضي عالمي ومن المتوقع أن تتمكن قطر من تحقيق مكاسب ضخمة من هذا الحدث، من جملة المكاسب تعزيز القطاع الفندقي وإيجاد بنية تحتية هائلة ستبقى جذابة للسياح لسنوات.
التعليم أيضا اكتسب أهمية خاصة لدى قطر، فقد قامت الدولة الصغيرة بتنفيذ عدة برامج تطوير لجودة التعليم إضافة إلى ضخ مليارات من الاستثمارات في الجامعات والمعاهد العليا. كما قامت بتأمين فرص دراسة للآلاف من الطلاب الأجانب بهدف استقطاب الكفاءات من غير دول. ومن أهم الإنجازات يمكن الإشارة إلى “مدينة التعليم”، تشكيل شورى التعليم واستضافة فروع لجامعات عالمية في الدوحة. هذا الأمر عزز السياحة التعليمية وزاد من زوار الدولة الصغيرة بشكل كبير.
كل هذه الإنجازات سعت السعودية والدول الحليفة لها أن تجهضها من خلال الحصار الذي فرضته. ولكن الخطوة القطرية كانت ذكية جدا حيث ألغت تأشيرات أكثر من 80 دولة حول العالم. هذا القرار أجهض القرار السعودي وزاد من قدرة المنافسة والجذب لدولة قطر بشكل ملحوظ.
خلاصة الحديث، إن قطر تمكنت خلال الشهرين الماضيين من تخطي الحصار والعقوبات السعودية، ويبدو أنها تستعد لبدأ تحويل هذه الضغوطات إلى فرص اقتصادية قطرية وتهديد للمصالح السعودية الإماراتية الكثيرة.
ةالمصدر / الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق