التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

الانفتاح على سوريا مصلحة لبنانيّة كبرى: هذه إيجابيات التعاون والتنسيق 

تكتسب إعادة مسار التعاون بين لبنان وسوريا في المجالات المختلفة أهمية استثنائية في هذه المرحلة، وفي السنوات المقبلة، لما لفتح مسارات التواصل والتعاون تجاريا واقتصاديا وزراعيا وحتى سياسيا وأمنياً من فوائد وإيجابيات على لبنان، حيث تأتي زيارات الوزراء حسين الحاج حسن وغازي زعيتر ويوسف فنيانوس قبل أيام الى دمشق لتشكل البداية الضرورية لإعادة تنشيط وتوسيع هذا التعاون، على الرغم من الكيديات التي أظهرها المعترضون على هذه الزيارات.

بداية، ما الحاجة اللبنانية لتنشيط التعاون بين البلدين واعادته الى ما كان علية قبل انقلاب بعض الأطراف في لبنان على هذه العلاقة استجابة لأجندات خارجية، وبالتالي ما فوائد هذا التعاون والتواصل بين بيروت ودمشق؟

الانفتاح على سوريا مصلحة لبنانيّة كبرى

الانفتاح على سوريا مصلحة لبنانيّة كبرى

يقول سياسي لبناني متابع لمسار العلاقات إن لبنان بكل طوائفه وتلاوينه السياسية يستفيد من هذه العلاقة ولو “كابر المكابرون”، ويأتي في مقدمة المستفيدين القطاعات الانتاجية من اقتصاديين وصناعيين وزراعيين وأصحاب العمل، وكل هؤلاء تضرروا الى حدود كبيرة جدا جراء أجندات بعض الاطراف اللبنانية المرتبطة بالخارج ولجوء الحكومات المتعاقبة منذ العام 2005 باستثناء فترة قصيرة عام 2011 الى قطع التواصل مع سوريا، حيث أدّت هذه السياسة الى تعريض اصحاب الانتاج والقطاعات الاخرى المختلفة الى خسائر كبيرة، فرغم الازمة التي واجهتها سوريا كان يمكن تخفيف هذه الخسائر بشكل كبير لو لم تلجأ الحكومات المتعاقبة وبعض القوى في لبنان للخضوع للضغوط الخارجية، خاصة من الولايات المتحدة والسعودية.

ويشير السياسي المذكور انه مع المتغييرات الاستراتيجية التي حصلت في الفترة الماضية لمصلحة الدولة السورية والنظام، على المستويين الدولي والميداني، بات من الضروري ان تعيد الحكومة اللبنانية في سياستها تجاه العلاقة مع سوريا، فلبنان هو الدولة الوحيدة التي لها حدود برية فقط مع سوريا وباقي الحدود مع البحر المتوسط وكيان العدو الاسرائيلي، وبالتالي فعدم النظرة الى مصالح اللبنانيين قبل السوريين تعرض البلاد لخسائر كبرى وهذا يفترض بالدرجة الاولى فتح أطر التواصل مع دمشق في المجالات الاقتصادية والتجارية والزراعية على الاقل، مع ان قنوات التواصل الاخرى السياسية والامنية هي أيضا لمصلحة لبنان.

لذلك، يشدد السياسي اللبناني بأن لا مجال امام الحكومة سوى المسارعة للاستفادة مما حصل من تطورات بما يتعلق بالوضع داخل سوريا وحولها من أجل تنشيط العلاقات المشتركة وأي تأخير سيعرض اللبنانين ولبنان لمزيد من الخسائر. ويضيف ان زيارة الوزراء الثلاثة الى دمشق لها طابع استثنائي لخير ومصلحة كل اللبنانين، والدليل على ذلك جملة وقائع وحقائق اثبتتها العلاقات التاريخية بين البلدين وما تعرض له لبنان من خسائر خلال السنوات الـ 12 الاخيرة، ومن الوقائع الاتي:

ـ ان دمشق رغم اساءة بعض الاطراف في لبنان لها ولقيادتها، لم تتوقف عند هذه الصغائر، بل استمرت بدعم لبنان على المستويات المختلفة منها امداد لبنان بكميات من الكهرباء بسعر اقل من كلفته في لبنان .

ـ ان تنشيط هذا التعاون يتيح للقطاعات المختلفة الاستفادة من العلاقة مع سوريا اقتصاديا وتجاريا وزراعيا، وقد شكل افتتاح معرض دمشق الدولي مناسبة لتسويق الانتاج اللبناني داخل سوريا ولدى عشرات الشركات العربية والاجنبية التي شاركت في المعرض .

ـ ان اعادة فتح المعابر الحدودية البرية بين سوريا وكل من الاردن والعراق في وقت قريب بينها معبر “نصيب” مع الاردن الذي سيصار الى اعادة فتحه قريبا يفترض من الحكومة اللبنانية والوزارات المعنية التواصل مع دمشق لاعادة اطلاق حركة الترنزيت من لبنان الى الدول العربية عبر هذه المعابر، يضاف الى ذلك اهمية التشاور مع مختلف الوزارات في سبيل تنشيط العلاقات في مجالات مختلفة خصوصا ان هناك امكانات كثيرة يمكن ان يستفيد منها لبنان في مختلف القطاعات وفي مجالات العمل والاستثمار بين البلدين.

ان اطلاق اعادة اعمار سوريا الذي اصبح قريبا في ظل الاتجاهات الايجابية بما يتعلق بالازمة السورية دولياً وفي الميدان، يفترض من الحكومة ان تسارع الى اعادة الروح لهذه العلاقة، حتى يكون لبنان بكل قطاعاته المعنية جاهزا للمشاركة في الاعمار وهو الامر الذي تحدث عنه رئيس الحكومة سعد الحريري قبل فترة من طرابلس، لكن هذا الكلام يبقى دون معنى اذا لم تعد العلاقات الى طبيعتها بين البلدين. مع العلم ان لمشاركة لبنان في اعادة اعمار سوريا نتائج ايجابية كبرى على الوضعين المالي والاقتصادي في لبنان نظراً للازمات الخطيرة التي يعاني منها الوضعان المالي والاقتصادي.
حسن سلامة

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق