التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 19, 2024

كيف عبرت تل أبيب سور الصين العظيم؟ 

لقد كان لظهور الاحتجاجات الشعبية المستمرة في البلدان الغربية ضد الجرائم التي يقوم بها النظام الصهيوني ولقضية الاعتراف بالدولة الفلسطينية أثراً بالغا على تل أبيب ولقد وضعتها في أسوأ حالة لها على مدى السنوات الماضية. ولهذا فلقد سعت الولايات المتحدة والدول الأوروبية من أجل إنهاء اتفاق السلام بين الفلسطينيين و الکیان الاسرائیلي بأي شكل من الأشكال، لكي تستطيع ما تسمى “بالحكومة الإسرائيلية” البقاء على قيد الحياة.

إن الوضع والصورة الدولية للنظام الصهيوني يتعرضا في الوقت الحاضر لخطر كبير لم يتعرضا له في أي فترة أخرى. فيجب القول بأن عام 2014 يُعد من أسوأ السنوات التي مرت على إسرائيل. فبحسب آخر الأرقام التي صدرت في تشرين الأول / أكتوبر من هذا العام فأن 135 دولة من 193 عضوا في الأمم المتحدة، يعني ما يقارب 69،9٪ من أعضاء هذه المنظمة قد اعترفوا بـ “الدولة الفلسطينية”. ولقد اعلن رئيس الوزراء السويدي عندما أدى القسم الدستوري في برلمان بلاده، بأنه سوف يتم الاعتراف بالسلطة الفلسطينية كدولة مستقلة.

وبعد عشرة أيام فقط، أصبح الوضع أكثر إثارة بالنسبة للنظام الصهيوني. فلقد صوت مجلس العموم البريطاني بأغلبية 274 صوتا مقابل 12 صوتا، بالإيجاب على الاعتراف بفلسطين كدولة. وكانت فرنسا هي الدولة التالية التي دعا أعضاء برلمانها إلى الاعتراف بفلسطين رسمياً حيث صوت 331 عضو مقابل 151 لتبني هذا القرار. وفي اليوم الأخير من عام 2014، صوتت الأمم المتحدة على قرار يشكك فيه بأحقية قيام ما تسمی دولة إسرائيل ودعا هذا القرار إلى إنهاء هذا الاحتلال والاعتراف بدولة فلسطين بشكلٍ رسمي في نهاية عام 2017.

ومع هذا كله، يبدو أن جماعات اللوبي الصهيونية في هذه السنوات، بدأت توجه نظرها إلى مكان آخر في هذا العالم. فلقد قام هذا اللوبي خلال العشر السنوات الماضية بتقديم الكثير من المساعدات المادية والفكرية لبعض الجماعات المؤيدة لها في الصين وقامت ببناء الكثير من المؤسسات التعليمية والجامعات لكي تؤسس لها موضع قدماً في تلك البلاد.

وفي سياق متصل استخدم الکیان الاسرائیلی العديد من المعابد اليهودية لخدمة اليهود الموجودين في الصين. فهذه المعابد تخدم الإسرائيليين الذين ذهبوا إلى الصين من اجل العمل والدراسة فيها وللصينيين الذين اعتنقوا الديانة اليهودية. فخلال العقد الماضي، كان هنالك تبادل أكاديمي بين إسرائيل والصين و كان هنالك برامج علمية مشتركة بين الجانبين. حيث يدرس عدد من الطلاب الإسرائيليين في الجامعات الصينية، بينما يدرس عدد من الطلاب الصينيين داخل الجامعات الإسرائيلية، سواء لدراسة اللغة العبرية من المهتمين والمتخصصين من الصينيين، أو لدراسة قضايا الشرق الأوسط، والعلاقات الصينية- الإسرائيلية، أو للاستفادة من التقدم التقني الإسرائيلي خاصة في مجال التكنولوجيا والزراعة. ونجد هناك متحف صغير موجود في الصين، يعرف باسم “كايفينغ”، تتركز فيه بشكل كبير الجالية اليهودية المتواجدة في شنغهاي. ولقد أقامت إسرائيل والصين علاقات رسمية في عام 1992.

عندما أقامت الصين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في عام 1992، عقدت أنشطة مشتركة بين اليهود المقيمين في بكين والسفارة الإسرائيلية، وكان من أبرز أنشطتهم إنشاء مدرسة “كيخيلات” اليهودية في بكين. وبدأت الجماعة اليهودية في بكين بتقديم بعض الخدمات. وعلى الرغم من أن مدرسة “كيخيلات” في بكين، لا يوجد بها حاخام دائم هناك لتدريس الأطفال اليهود مبادئ الديانة اليهودية، إلا أن المدرسة تضم الآن تجمع يقدر بحوالي 50 عائلة يهودية.

وبهذا فقد فتحت إسرائيل ثغرة لها في سور الصين العظيم وحصلت على اعتراف منها بكونها دولة، ولعبت دورا في التأثير على سياستها تجاه الصراع “العربي – الإسرائيلي”، بهدف كبح جماح التعاون العسكري “الصيني – العربي”، والحصول على حيز أكبر في السوق الصينية وخاصة في مجال التعاون العسكري والتكنولوجي.

الجدير بالذكر هنا بأن الشيء الذي يهتم به اليهود على مر التاريخ هو “المال”. فهؤلاء الناس يبحثون عن مكان آمن لكي يستخدمون فيه أموالهم لنشر ثقافتهم اليهودية . فالأرض التي تمتلك خيرات اقتصادية، تُعد ذو قيمة عند اليهود واليوم نرى بأن هذه الأرض هي أرض الصين.

ومع ذلك، فإن هذه المجموعة الصهيونية منتشرة بشكل كبير في جميع أنحاء العالم ووفقا للاحصائيات فإن هنالك يهود يعيشون في الولايات المتحدة، يعادل عددهم سكان اليهود الذين يعيشون في فلسطين المحتلة. ويعيش ما يقارب 520 ألف يهودي في باريس فقط. ويعيش أيضابعض اليهود في أمريكا اللاتينية والأرجنتين وأفريقيا وكندا واليابان والصين.

وفي نهاية المطاف، يجب القول بأن جميع أنشطة الجماعات الصهيونية التي تقوم بها في جميع أنحاء العالم، تتم في سرية تامة، وتجدر الإشارة هنا بأن هذه الأنشطة تم تسريبها إلى وسائل الإعلام المختلفة. فالصهاينة يقومون بالاستفادة من جميع الوسائل الممكنة، كالأحداث الاقتصادية والاجتماعية للضغط على خصومهم ولدعم مؤيدي مشاريعهم الصهيونية في المنطقة والعالم.

الجدير بالذكر هنا بأن معظم المنظمات والوكالات المشاركة في دعم إسرائيل، تأخذ أوامرها من السلطات في تل أبيب. وكثير من تلك المنظمات يتعاونون علنياً بشكل كامل مع الحكومة الإسرائيلية. فهدفهم هو نشر الدعاية والتأثير على سكان البلدان المختلفة لكي يمضون في اتجاه النهج الصهيوني ويوافقوا على جميع الجرائم التي يقوم بها هذا الكيان الغاصب. ومن جهة أُخرى تقوم الكثير من النقابات اليهودية المنتشرة في نقاط مختلفة من العالم المدعومة من قبل الحكومة في تل أبيب، بنشر معلومات كاذبة وخاطئة لحماية إسرائيل ودعمها عندما تتعرض أو توجه لها الانتقادات.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق