التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

لماذا استخدمت روسيا “الفيتو” بشأن الهجمات الكيمياوية في سوريا؟ 

قبل أيام استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار أمريكي من شأنه تمديد مهمة لجنة التحقيق في الهجمات بالأسلحة الكيمياوية في سوريا مدة سنة.

وتشكلت آلية التحقيق المشتركة التي تضم بعثة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية عام 2015، وجرى تجديد تفويضها عاماً آخر في 2016.

ومن المقرر أن تنهي البعثة عملها بحلول 17 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل بشأن الحادث الكيماوي الذي وقع في “خان شيخون” في الـ 4 من نيسان/أبريل الماضي.

وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة “فاسيلي نيبنزيا” إن استخدام بلاده حق النقض، لم يكن الهدف منه إنهاء عمل البعثة الأممية ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية في سوريا، مضيفاً “نحن مستعدون لمواصلة النقاش”.

وأكدت الخارجية الروسية أن موسكو ستقترح خطة للخطوات القادمة حول تفويض بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية في سوريا بعد صدور تقرير آلية التحقيق المشتركة ودراسته بشكل كامل، غير أن مندوبة أمريكا الدائمة لدى مجلس الأمن “نيكي هيلي” قالت إن بلادها تعتزم التماس تمديد مدة الآلية المشتركة للتحقيق قبل توزيع تقرير الخبراء.

كما أعلنت روسيا أنها سوف تقدم بأقرب فرصة أفكاراً ملموسة لمجلس الأمن حول ما ينبغي القيام به لإجراء تحقيق مستقل وحقيقي وموضوعي حول الهجمات الكيمياوية في سوريا.

وبيّنت الخارجية الروسية أن التطورات اللاحقة كشفت مشاكل خطيرة في عمل بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية للوقوف على الحقائق.

والسؤال المطروح: لماذا استخدمت روسيا “الفيتو” بشأن الهجمات الكيمياوية في سوريا؟

للإجابة عن هذا التساؤل لابد من الإشارة إلى النقاط التالية:

– تؤكد روسيا أن هدف الغرب بقيادة أمريكا من وراء إجراء التحقيق بشأن الهجمات الكيمياوية في سوريا، ليس إثبات الحقيقة، بل استخدام المنظمات الدولية ذات الصلة لزيادة الضغط على الحكومة السورية.

– تؤكد روسيا على ضرورة إعطاء الأولوية لتشكيل فريق خبراء مستقلين له تمثيل دولي واسع، وإرساله إلى موقع الهجوم الكيمياوي لإجراء تحقيق موضوعي على الأرض.

– تعتبر روسيا أن المشكلة الرئيسية في عمل بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية والآلية المشتركة للتحقيق هي في التنفيذ الانتقائي للتفويض وعدم الرغبة أو عدم القدرة على استخدام مجموعة كاملة من أساليب التحقيق، المنصوص عليها في اتفاقية حظر الأسلحة الكيمياوية، والتخلي الفعلي عن التحقيق في مكان الحادث.

– تعتقد روسيا أنه وخلافاً للتصريحات الكاذبة، التي صدرت عن واشنطن ولندن وعدد من العواصم الأخرى ليس هناك ما يدعو إلى تهويل الوضع المحيط بالتصويت على مهمة بعثة الآلية المشتركة للتحقيق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية في سوريا.

– تتهم روسيا الإدارة الأمريكية بمحاولة إلقاء المسؤولية عن استخدام المواد السامة في “خان شيخون” على الحكومة السورية من دون إجراء أي تحقيق، ودون انتظار أي استنتاجات من آلية التحقيق المشتركة.

– تؤكد روسيا أن التحقيق بشأن الهجمات الكيمياوية في “خان شيخون” تم دون حضور المفتشين المعنيين بشكل مباشر في موقع الحادث ودون مشاركة الخبراء الروس، وهذا الأمر من شأنه أن يخل بمصداقية التحقيق.

وهذا ما كشفه المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية “أحمد أوزومجو” في وقت سابق عندما سُئل عن سبب عدم إرسال لجنة من قِبلهم إلى داخل “خان شيخون”، حيث قال أنهم كانوا يخشون من المغامرة بإرسال خبراء إلى تلك المنطقة لدواعي أمنية. و قال أوزومجو أن اللجنة اكتفت بجمع المعلومات عبر التواصل مع دول الجوار ومن بينها تركيا التي يعتبرها المراقبون طرفاً غير محايد في الأزمة السورية.

وأضاف أوزومجو أنّ عدم إلزامية تقرير لجنة التحقيق الدولية المعنية بسوريا، يدفع الرأي العام العالمي إلى انتظار تقرير آلية التحقيق المشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية والأمم المتحدة.

– تعتقد روسيا بأن التصويت على مشروع القرار الأمريكي بشأن الهجمات الكيمياوية في “خان شيخون” كان سيعني المصادقة على الضربات الأمريكية على سوريا ومن بينها التي استهدفت “قاعدة الشعيرات” والتي تمثل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي.

– تعتقد روسيا بضرورة عدم إطلاق يد أمريكا وحلفائها في “الناتو” لتقرير مصير الشرق الأوسط خصوصاً بعد غزو العراق عام 2003 وتغيير بعض الأنظمة ومن بينها نظام معمر القذافي في ليبيا عام 2011 والذي أدى بالتالي إلى انتشار ظاهرة الإرهاب في عموم المنطقة وتهديد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي ومن بينه الأمن القومي الروسي.

– تعتقد روسيا أن الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش السوري والقوات الحليفة له لاسيما محور المقاومة على الجماعات الإرهابية لا تسمح بتعكير الأجواء من خلال إثارة موضوع الهجمات الكيمياوية في سوريا، خصوصاً وأنها ترى أن الهدف من هذه الإثارة ليس التوصل إلى الحقائق، بل من أجل خلط الأوراق لتحقيق أهداف سياسية واستراتيجية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق