وزارة الثقافة تحتضن أطفال شهداء الحشد والجيش العراقي
ثقافة – الرأي –
تغطية وتصوير / إنعام العطيوي
تحت شعار “فرحتهم سعادتنا” وبحضور السفير السويسري السيد هانز بيتر احتضنت وزارة الثقافة والسياحة والآثار أطفال الشهداء من الحشد الشعبي والجيش العراقي بافتتاح الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة الدكتور جابر الجابري الورشة التعليمية والترفيهية لأطفال الشهداء وذلك صبيحة يوم الاثنين الموافق 30/10/2017 .
وبرعاية دائرة الفنون العامة ودعم مركز اريدو للتجميل والتنسيق مع منظمة دعم بلا حدود لحقوق الإنسان وتعاون دار ثقافة الأطفال تم افتتاح ورشة ترفيهية وتطويرية لأطفال الحشد الشعبي والجيش العراقي إذ اشتمل البرنامج الترفيهي وبمشاركة القنصل السويسري السيد أمان على تقديم الهدايا والقرطاسية من السفارة السويسرية على الاطفال الايتام وكذلك تقديم فقرات ترفيهية من العاب الخفة لسفير الطفل العراقي السيد هاشم سلمان مع هدايا من مركز اريدو وورشة لتعليم فن الرسم والتلوين في المرسم الحر
وفي كلمة للوكيل الأقدم لوزرة الثقافة اختنقت بخلجات العبرة أمام نظرات الأطفال الأيتام قال فيها “السلام على الأمانات المقدسة لأرواح الشهداء ولا تستطيع حملها الجبال والارضون والسماوات والأيدي الكريمة التي رعت وحنت وتألمت واقتربت من روح اليتم والبؤس والإحباط التي أرادت أن تفرضها علينا أعداد لا تعد ولا تحصى وشكراً لكل من تقدم في إنجاح هذا الكرنفال من رعاية أطفال الشهداء”
وقدم الجابري شكره وامتنانه للدكتور شفيق المهدي مدير عام دائرة الفنون العامة على جهوده وجهود كادره في رعاية أيتام الشهداء وكذلك مركز اريدو في دعمه لرسم الفرحة على شفاه الأطفال
وأضاف ” لولا نفوس كريمة أبية ضحت في ميادين القتال للموت والشهادة لما بقينا أعزة امنين في بيوتنا ومدارسنا ودوائرنا ولولاهم لما بقي اثر لهذه الدولة والوجود لكن الشهداء هم من منحونا هذا الأمن والعزة والكرامة”
وأعرب ” نحن نستمد وجودنا من موتهم ودمائهم وأرواحهم التي حلقت في أعالي السماء لتجاور ربها ثم استشهد ببيت شعري قال فيه
جاورت أعدائي وجاور ربه فشتان بين جواره وجواري
وأطلق الجابري رسالته إلى عوائل الشهداء قائلاً ” إن فلذات أكبادكم تنضم إلى أكباد رجال وسيدات أمناء على هذه الأمانة والتركة”
مضيفاً ” نسال الله أن يمكننا من خدمتكم والوفاء لأرواح أبائكم وان يعطينا القدرة التي أعطاها الله لآبائكم فنكون بشجاعتهم وصلابتهم وتضحيتهم من اجل كل طفل وطفلة لتعيش بأمان وسلام فسامحونا إذا قصرنا بحقكم وإذا كنا عاجزين عن أداء الواجب تجاهكم فبكم سينظر الله إلى هذا البلد بعين عطفه ولطفه ورحمته وبركته فانتم لستم أيتاما بل انتم أمانات مقدسة أرواحكم تلتف على أرواح أبائكم وقلوبكم تشد قلوبنا وستكونون ذات يوم رجالات هذا البلد وقيادات هذه الأمة قلوبنا وعيوننا تلف إلى ذاك اليوم الذي سترفعون به رؤوسنا وتبنون به بيوتنا”
وأعرب الجابري ” أنا عاجز أمام عيون اليتيم وابتسامته الذابلة فكل قبلاتنا لا تعوض عن ابتسامة من ابتسامات أبائكم الشهداء فنحن نعرف ونقدر ذلك لكن من ليس له أب فله رب والله هو من سيرعانا بكم فاليتيم ليس يتيم الأب وإنما اليتيم هو يتيم العلم والأدب وانتم ستكونون عناوين لان أرواح أبائكم ستجري في عروقكم وستكونون خيرة الرجال والنساء وتعضون على هذا البلد لتحموه من المحن القادمة بكم يرحمنا الله وعلينا أن نقبل جباهكم وأعينكم ونسال الله أن نكون بقدر هذه الأمانة التي أودعها الشهداء بين أيدينا”
وفي كلمة للدكتور شفيق المهدي مدير عام دائرة الفنون العامة شكر الجهود المبذولة لوزارة الثقافة ودوائرها للتكاتف في رسم الفرحة على شفاه الاطفال فقدم شكره للوكيل الأقدم السيد جابر الجابري ولدار الثقافة والنشر الكردية ولدار ثقافة الأطفال وللمرسم الحر وقسم العلاقات وقسم المعارض وقسم الإعلام والتشريفات وكذلك لمركز اريدو ولمنظمة دعم بلا حدود الإنسانية راجي استمرارهم بهذا العطاء
مؤكداً المهدي لا بد من استمرار الجهود حصراً لأبناء الشهداء والحشد الشعبي المقدس والقوات الأمنية فليس من المعقول أن يذبح بلد بهذه الطريقة فيتحول الى بلاد النهرين من الدم
مضيفاً جميل أن يستشهد ألمراء من اجل وطنه لكن الأجمل ان يعيش له ويبنيه والفترة الماضية من الحروب نحن نوجد بفضل هؤلاء الأيتام رغم إنها كلمة تحمل العاطفة لكنها تحتوي على الحكم فليت أبناء لمسؤولين قدموا ما قدم ابناء الشهداء والتميز للشرف العراقي الحقيقي ان يمد يد الدعم عندما تنحسر يد الدولة لكفل اليتيم فيتقدم الكفلاء فانتم ابناء الكفيل الأول في ألطف وتسيرون على خطاه
وعلى صعيد متصل بين الداعم للمهرجان رئيس مجلس الإدارة العامة لمركز اريدو للتجميل والموضة وخبير التجميل السيد جهاد ميثم إن الجمال له أبواب كثيرة من أهمها تحقيق الأمان فلولا دماء الشهداء الزكية وتلبية للفتوى الرشيدة للمرجعية لما تمكنا من تحقيق ألامان والعمل والحياة
معرباً إن المركز لم يتوقف على هذا المهرجان وتقديم الهدايا وإنما سعى إلى تقديم فرص عمل لأمهات الأيتام بادخالهن ورش عمل تعليمية لفن الحلاقة والخياطة لتوفير لهن حياة كريمة من خلال العمل إذ استمرت لمدة 3 أشهر
من جانب أخر أوضحت نائب رئيس منظمة دعم بلا حدود لحقوق الإنسان السيدة فرح إحسان إن المنظمة تأسست في عام 2014 بعد احتلال داعش للمحافظات العراقية وتحملت المنظمة على عاتقها رعاية شهداء الحشد والقوات الأمنية إضافة إلى رعاية العوائل المتعففة والمعدومة وأطفال الشوارع وتخصصت المنظمة برعاية الطفل العراقي وعملت على جمع قاعدة المعلومات الخاصة بالأطفال الأيتام وتنظيم القاعة واختيار شريحة من الاطفال لرعايتها ورغم ان المنظمة مستقلة وبتبرع من الشباب العراقيين والمواطنين تمكنا من تقديم خدمات للأطفال من خلال فرقنا التطوعية التي تتكون من 350 عضو في الفريق وتشمل محافظات الوسط والجنوب ومقسمين إلى لجان منها لجنة التقييم للحالات ولجنة الجرد ووجدت اللجان التابعة للمنظمة إن المناطق الفقيرة هي من تحتوي على العدد الأكبر من الأيتام والشهداء واليوم كان الحضور للأطفال 45 طفل يتيم في المهرجان من عوائل فقيرة جداً
وعلى هامش المهرجان افتتح معرض خاص بالطفل اليتيم لدائرة الفنون العامة إضافة على معرض المجلة الخاصة لدار ثقافة الأطفال كما ختم السفير والقنصل السويسري جولته برفقة الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة الدكتور جابر الجابري والدكتور شفيق المهدي مع مجموعة من الفنانين التشكيليين العراقيين بزيارة معارض وزارة الثقافة المقامة تحت عنواني جنة عدن والنصر المبين
واختتم المهرجان بتقديم وجبة غداء للأطفال في كافتريا الوزارة .انتهى