التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 19, 2024

الحريري يدق طبول الحرب على لبنان 

في سابقة لم يشهدها لبنان في تاريخه المعاصر، اقدم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على تقديم استقالته من منصبه، وهو في زيارة لبلد اخر وعبر خطاب متلفز نقلته فضائية ذلك البلد.

استقالة الحريري، التي فاجأت حتى حلفاء الحريري في 14 آذار، لم تقدم الى رئيس الجمهورية وفقا للدستور اللبناني، فالرئيس ميشال عون تلقى خبر الإستقاله عبر الهاتف من الرياض.
استقالة الحريري المفاجئة، اصابت حلفاءه ومنافسيه بحيرة، لأنها لم تأت على خلفية ازمة سياسية، كما ان الرجل لم يلمح من قبل لا من قريب ولا من بعيد الى هذه الاستقالة قبل زيارته الى السعودية مرتين في اقل من خمسة ايام.
بيان الاستقالة الذي قرأه الحريري عبر قناة «العربية» السعودية ومن السعودية، لم يتطرق الى اي اسباب داخلية لبنانية قد تكون اضطرته الى تقديم استقالته، سوى ان حياته مهددة، فيما كرر البيان مفردات خطاب اقليمي بات نسمعه منذ الحرب المفروضة على سوريا، يتهجم على ايران وحزب الله.
غرابة الاستقالة وغرابة ما جاء في بيان الاستقالة وغرابة المكان الذي اعلنت منه الاستقالة وغرابة وسيلة الاعلام التي نقلت الاستقالة، دفعت العديد من اللبنانيين، حلفاء ومنافسي الحريري الى التشكيك في حقيقة ما جرى في السعودية، خاصة وان الحريري الذي تهجم على ايران يوم السبت، كان قد التقي قبل يوم واحد بمستشار قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد على الخامنئي، علي ولايتي في بيروت، وقد اكد الاخير بعد اللقاء على حرص ايران على وحدة واستقلال لبنان، مشيدا بمتانة العلاقات بين البلدين .
مكتب الرئيس اللبناني ميشال عون اعلن يوم السبت إن رئيس الوزراء سعد الحريري اتصل به هاتفيا من «خارج لبنان» للإبلاغ باستقالة حكومته، وأن عون ينتظر عودة الحريري إلى بيروت للإطلاع منه على ظروف الاستقالة.
وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي والحليف المقرب من الحريري، اعلن ان لدى لبنان ما يكفيه من مشكلات. هو أضعف من تحمل تداعيات مثل هذه الاستقالة التي سيكون لها تأثير سلبي هائل، واصفا الاستقالة بانها امر يستعصي على الفهم.
من جهته، أكد وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني رائد خوري على انه (لا خوف على الليرة اللبنانية وإن الوضع المالي والاقتصادي والأمني مُستقر في ظل وجود رئيس جمهورية قوي هو الرئيس ميشال عون.. لبنان مر بأزمات أكبر وحافظ على استقراره).
وفي سياق متصل أكد وزير العدل اللبناني سليم جريصاتي أن استقالة الحريري ملتبسة ومرتبكة ومشبوهة، فيما قرر رئيس مجلس النواب نبيه بري قطع زيارته إلى شرم الشيخ في مصر والعودة فوراً إلى لبنان، على خلفية استقالة الحريري..
رئيس حزب «التوحيد» العربي وئام وهاب في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»، (إستقالة الحريري مؤسفة في هذا الوقت ولكن السؤال لماذا أعلنها من الرياض.. هل الرجل في الإقامة الجبرية وأجبر على الاستقالة)؟
قناة «العربية» السعودية التي نقلت استقالة الحريري من الرياض يوم السبت، نقلت يوم السبت ايضا خبرا عن مصدر لم تسمه إنه جرى إحباط مؤامرة لإغتيال سعد الحريري في بيروت قبل أيام، حيث قام مخططو الاغتيال بتعطيل أبراج المراقبة خلال تحرك موكبه، وهو ما نفته اجهزة لبنانية على الفور.
زيارتا الحريري للسعودي خلال خمسة ايام، ومضمون بيان الاستقالة، وهو مضمون جاء متطابقا لبيانات وزير الدولة السعودي في شؤون الخليج (الفارسي) ثامر السبهان الذي ما انفك يحرض على لبنان بمناسبة او بدونها، دفعت المراقبين للشأن اللبناني للتأكيد على ان طبول الحرب على لبنان بدأت تُسمع، وان اول من دقها هو رئيس وزراء لبنان سعد الحريري!!، الذي جاء خطابه كما تشتهي «اسرائيل» فهذا رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو يغرد عبر موقعه على تويتر تعلقيا على استقالة الحريري إن (هذه الإستقالة هي نتيجة تدخل إيران وحزب الله في لبنان وهي دعوة لنهوض المجتمع الدولي من أجل اتخاذ خطوات ضد العدوانية الإيرانية التي تحاول جعل سوريا لبنان ثانٍ).
لكن فات من يقف وراء استقالة الحريري، ان لبنان لن يدخل في بيت الطاعة الامريكي، ولن يكون من جوقة المطبعين مع «اسرائيل»، حتى لو جاء دور مشغلي «داعش» والقاعدة والجماعات التكفيرية، انفسهم، بعد هزيمة ادواتهم، فلبنان ليس وحيدا ليستفرد به من يريد به شرا، فهو جزء من محور يضم قوى اقليمية وحركات مقاومة ، افشل بالامس المؤامرة الكبرى التي كانت تستهدف سوريا والعراق، وهو اليوم على افشال المؤامرة التي تستهدف لبنان اقوى.
بقلم : جمال كامل

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق