التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

ميدل ايست: تعرض كبار الأمراء السعوديين للتعذيب في المعتقل واعتقال أميرات 

قالت صحيفة ميدل ايست إن العديد من المعتقلين الذين نقلوا إلى المستشفى من الامراء السعوديين وهم يعانون من إصابات تعذيب، في حين أن المصادر تقول إن نطاق حملة القمع أكبر مما كشفت السلطات عنه، حيث أشرف ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان على اعتقال مئات الاشخاص من بينهم كبار الحكام والوزراء ورجال الاعمال.

وقد تعرض بعض كبار الشخصيات المعتقلين في عملية التطهير السبت الماضي في السعودية للضرب والتعذيب بشكل سيئ خلال اعتقالهم أو استجوابهم لاحقا، حيث كانوا يحتاجون إلى العلاج في المستشفى كما كشفت مصادر داخل المحكمة الملكية بأن حجم حملة القمع، التي جلبت اعتقالات جديدة أكبر بكثير مما اعترفت به السلطات السعودية، مع اعتقال أكثر من 500 شخص.

وكان اعضاء العائلة المالكة ووزراء الحكومة ورجال الاعمال قد دخلوا في موجة الاعتقالات المفاجئة التي نظمها ولي العهد محمد بن سلمان تحت راية حملة لمكافحة الفساد.

وكبار الشخصيات من المعتقلين تم معاملتهم معاملة وحشية، وهم يعانون من جروح أصابت اجسامهم بسبب أساليب التعذيب الكلاسيكية، ولا توجد جروح على وجوههم، لذلك فإنها لن تظهر أي علامات جسدية عليهم عندما يظهرون في الأماكن العامة. وتعرض بعض المعتقلين للتعذيب وتم الكشف عن تفاصيل حساباتهم المصرفية.

وتثير عملية التطهير هذه، التي تلت صدور تقرير سابق لرجال الدين والكتاب والاقتصاديين والشخصيات العامة، حالة من الذعر في الرياض، العاصمة السعودية، وخاصة بين أولئك المرتبطين بنظام الملك عبد الله القديم الذي توفي في عام 2015، الأخ غير الشقيق للملك سلمان.

ويخشى الكثيرون من أن الهدف الأساسي من الحملة هو خطوة لإخراج جميع المنافسين داخل وخارج بيت سعود قبل أن يحل محل والده البالغ من العمر 81 عاما. وفي ليلة الاربعاء تم الافراج عن سبعة امراء من فندق ريتز كارلتون في الرياض حيث تم احتجازهم منذ يوم السبت. وقد نقل كبار الحكام إلى القصر الملكي، وفقا لما ذكرته المصادر.

وقالت وكالة رويترز للانباء ان ابن عم ولي العهد محمد بن نايف الذي لا يزال قيد الاقامة الجبرية، قد جمدت اصوله، كما تم اعتقال أبناء السلطان فهد بن عبد العزيز وتم تجميد أصولهم المصرفية.

ومنذ أشهر فإن من بين الامراء الذين تعرضوا للتعذيب الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي السابق لدى واشنطن، والمقرب من الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، ولا توجد اي معلومات عن مصيره، لكن السلطات السعودية قالت إن إحدى قضايا الفساد التي ينظرون إليها هي صفقة الأسلحة التي شارك فيها بندر.

واشترى بندر قرية صغيرة في أوكسفوردشاير، في منطقة خلابة بوسط إنكلترا، و 2،000 فدان من العقارات الرياضية مع جزء من العائدات من الرشاوى التي حصل عليها في صفقة الأسلحة والتي أكسبت الشركة البريطانية المصنعة 43 مليار جنيه استرليني (56.5 مليار دولار) من عقود الطائرات المقاتلة.

ويزعم أن مبلغ 30 مليون دولار (15 مليون جنيه إسترليني) قد دفع إلى حساب بندر بالدولار في بنك ريجز في واشنطن، وأدت هذه القضية إلى تحقيقات فساد في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، على الرغم من أن القضية أسقطت في المملكة المتحدة في عام 2006 بعد تدخل من قبل رئيس الوزراء آنذاك توني بلير ومن بين المعتقلين أيضا ريم، ابنة الوليد بن طلال، وهي المرأة الوحيدة التي استهدفت في حملة الاعتقالات.

ولمنع الآخرين من الفرار، أمر بتجميد الحسابات المصرفية الخاصة. وقالت مصادر في الرياض لوكالة فرانس برس إن عدد اغلاق الحسابات والممنوعين من السفر يزيد كثيرا عن عدد الاشخاص الذين اعتقلوا. لم يكن أحد يتوقع حدوث قمع بهذا الحجم ضد أمراء بهذه الأقدمية في بيت سعود، ولهذا السبب تم القبض على الكثيرين منهم قبل ان يتمكنوا من الفرار.

إن التطهير ضد أفراد العائلة المالكة الآخرين لم يسبق له مثيل في تاريخ المملكة الحديث، وقد تحطمت وحدة الأسرة، التي ضمنت استقرار الدولة منذ تأسيسها وتعهد محمد بن سلمان قبل أن يصبح ولي العهد: “أؤكد لكم، لا أحد سوف يهرب في قضية الفساد حتى لو كان أميرا أو وزيرا”.

ولكن اليوم، تم استهداف أبناء جميع الرجال الأربعة الرئيسيين في بيت سعود الذين يشكلون جوهر الأسرة خلال العقود الأربعة الماضية. وهم أبناء الملك فهد بن عبدالعزيز والملك عبد الله والأمير سلطان والأمير نايف وهذا يمثل هجوما غير مسبوق على موقف وثروة أركان آل سعود، بما في ذلك الشخصيات الثلاثة الأكثر بروزا في العشيرة الحاكمة، الملك سلمان هو واحد من سبعة إخوة من العشيرة التي هيمنت على المملكة على مدى السنوات الـ 40 الماضية. وقد وصل سلمان على العرش فقط لأن اثنين من أشقائه الأربعة، سلطان ونايف، توفيا كأمراء ولي العهد. في الثقافة البدوية، فإن الهجوم على أبناء عمومته لن ينسى أو يغفر، ويعتبر الإهانة العلنية، فضلا عن تجميد أصولهم، ضربة لشرفهم، الذي يتعين على أفراد أسرهم الباقين على قيد الحياة الانتقام له. كما أن هجوم ولي العهد على الشخصيات البارزة في مجال الأعمال التجارية ينطوي على مخاطر أيضا.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق