تدخل ثلاثي بهيئة داعشية
بقلم / عبدالرضا الساعدي
بات واضحا الآن الدول التي تشكل تهديدا يستهدف أمن العراق وشعبه واستقراره.. فبعد اكثر من عشر سنوات من العمليات الارهابية البشعة في شوارع ومناطق العراق المختلفة ، اتسعت دائرة التهديد بشكل خطير جدا، لتصبح حربا مفتوحة ومعلنة على بلد ليس بينه وبين هذه الدول المتداخلة اي نزاع او عداء مسبق ، سوى انه اراد ان يسير في نهج الديمقراطي يختار الشعب العراقي من خلاله من يقوده بإرادته الحرة ودون تدخل أحد .
وعلى عكس المنطق والعقل والمفاهيم وبخلاف الرأي العام العالمي ايضآ ، وفي الوقت الذي يدين العالم أجمع هذه الهجمة العدوانية الخطيرة على العراق ويصف القائمين بها بالارهابيين المجرمين ، ثمة دول عربية واسلامية مجاورة مثل السعودية تصفهم ب ( الثوار ) !!! ، كما تبين بعض الوثائق التي كشفت مؤخرآ ونشرتها وسائل الاعلام ، بأن دولة قطر استطاعت تجهيز نحو 1800 ارهابي من دول المغرب العربي وشمال افريقيا للقتال في العراق الى حانب داعش الارهابي ، حيث من المقرر حسب هذه الوثيقة – ارسال هؤلاء المسلحين على شكل ثلاث دفعات عبر موانئ الليبية الى تركيا ، ومن ثم الدخول الى شمال العراق عبر كردستان العراق . وهو ما يبعث علامات التأكيد على ضلوع هذه الدول الثلاث ( السعودية ، قطر ، تركيا ) في الشأن العراقي ولكن هذه المرة بصيغه داعشية مفضوحة ، وتزامنت هذه الاحداث مع تدخلات للمسؤولين في المملكة السعودية بشأن تشكيل الحكومة القادمة ، مما دعا الامانة العامة لمجلس الوزراء العراقي الى اصدار بيان يستنكر هذا الأمر ، مطالبا المسؤولين هناك الى عدم التدخل بشؤون العراق ، والاهتمام بشؤونهم الداخلية . التدخل الثلاثي هذه المرة ينحو باتجاهات تقسيم البلد وتمزيقه من خلال الأدوات الداعشية ، حسب مصالح هذه الدول المتطفلة المعتدية على مصالح العراق ارضآ وشعبآ واستقرارآ ، فيما يرى المراقبون والمحللون محاولة هذا التدخل الثلاثي تكرارا للسيناريو السوري في ارض العراق بعد ان فشل تقريبا في تحقيق اهدافه هناك ، في ذات الوقت يتسابق العراقيون لصد هذه الهجمة الشرسة ، من خلال تلبية نداء المرجعية العليا في التطوع للدفاع عن الارض والعرض والمقدسات ، حيث بلغ عدد المتطوعين لحد الان ما يقارب 2 مليون متطوع … بينما القوات العراقية استعادت زمام المبادرة في مناطق المواجهة ضد داعش وهي تحقق تقدما يوميا متواصلا من اجل بلوغ النصر النهائي المنشود .
طباعة الخبر
ارسال الخبر الى صديق
في الافتتاحية