التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

الجيل التسعيني في ضوء المفاهيم الحديثة كتاب للباحث سعيد حميد كاظم 

قدم الكاتب سعيد حميد كاظم دراسة مهمة حول مفهوم التجييل محاولاً الدخول من خلاله لدراسة الجيل التسعيني، مشيراً في مقدمة كتابه الصادر عن دار الشؤون الثقافية ببغداد، إلى أن أهمية هذه الدراسة تأتي من كونها تحاول أن ترسم ماهية فكرة (التجييل) وتحدد إطارها، وتتابع أصولها، ونشأتها، ومحطات سيرها البارزة، كما أنها تسعى إلى محاكمة المنجز الشعري والنقدي الذي دار في فلكها، أو نبت في أرضها، وترسم ملامح الأصالة أو التقليد فيه، وتكشف عن الإبداع أو الإتباع فيه، وتسعى إلى وقوفٍ عند مناطق الاتصال والانقطاع بين الأجيال المتلاحقة، فيما له علاقة بالجيل التسعيني، فضلاً عن أن الدراسة تحاول أن تستجلي المشروع النقدي لهذا الجيل، وتقف على البيان الشعري له.

 

وقد حدَّد كاظم عدة أسباب دفعته لدراسة هذا الجيل، وهي أن الأجيال الأخرى نالت حظاً موفوراً من البحث والدراسة في دراسات سابقة أكاديمية، أو غير أكاديمية، أما الجيل التسعيني فالأمر معه مختلف جداً، فهو إما مغيّب لأسباب يراها بعض الدارسين (فنية)، أو (جمالية)، أو أن تجربة هذا الجيل- كما يراها بعض آخر- لم تكتمل، أو لم تنضج، بحيث تصلح لأن تكون مادة لدراسة، أو أن هذه التجربة لم يرافقها نقد ينهض بدراسة أكاديمية.

 

موضحاً أن تجربة الجيل التسعيني نجحت في نقلنا إلى مساحة أخرى، اهتز فيها فضاء العلاقات والأفكار في النص الشعري، حتى أفضى ذلك إلى اجتراح أساليب مغايرة متنوعة انسجاماً مع مقتضى الحال.

 

قسَّم الباحث كتابه إلى مقدمة وثلاثة فصول، تناول في الفصل الأول مفهوم التجييل، مستتبعاً إياه من جذوره الأولى وأصوله النظرية في المشهد النقدي وصولاً إلى المحطات النظرية والتطبيقية له عند الجيل التسعيني.. دارساً في هذا الفصل إشكالية تعدد المصطلح ومدى صلاحيته التنظيرية والإجرائية. ومن ثمّ درس قضية التجييل من حيث المفهوم الذي انطوت عليه وكيف تنوع هذا المفهوم وتباين من ناقد إلى آخر؟، ليرصد أكثر أنواعه شوعاً (التجييل العقدي، التجييل التاريخي، التجييل الإبداعي). لينتقل بعد ذلك لدراسة الحاضنة التي نشأ فيها الجيل التسعيني والمشروع النظري الذي حاول تطبيقه على الجيل التسعيني.

 

في حين درس في الفصل الثاني التجاور في المشهد التسعيني، معنياً ببنية المحاورة بين هذا الجيل والأجيال السابقة، سواء على مستوى الأداء الشعري أو البنيات الشعرية المتناظرة أو المتكررة بين الأجيال، باحثاً في النزوح الصوفي والتنافذ الإجناسي والتشفير الفني.

 

أما الفصل الثالث فقد تناول فيه كاظم بنية التجاوز في النص التسعيني، دارساً بنيتي الانقطاع والافتراق بين هذا الجيل والأجيال السابقة له، مبيناً كيف اختصت هذه البنية لنفسها نهجاً وأداءً خاصين بها. وقد قسّم هذا الفصل إلى مبحثين، تطرق في الأول إلى ملامح افتراق النص التسعيني على مستوى الأداء الشعري، متوقفاً عند أشهر تلك الملامح أو البنيات، وهي : الفضاء الضدي وتمجيد السؤال والخطاب المعرفي والتشكيل السير ذاتي ومجانية التغريب والهم اليومي) واشتغل في المبحث الثاني على بنية التجاوز الخاصة ببنية النص الكلية، وكان محوره التطبيقي على قصيدة الشعر وقصيدة الومضة والقصيدة التفاعلية.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق