كاتب أمريكي: الذين خططوا ضد لبنان موجودون في الرياض وليس في طهران
أكّد الكاتب الأمريكي مارك بري، أن “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وحّد اللبنانيين، بعد التطورات الأخيرة”، وتابع: إن “الشارع اللبناني قرر أن الذين خططوا ضد لبنان هم موجودون في الرياض وليس في طهران”.
وأشار الكاتب الأمريكي المعروف في مقاله له في مجلة “ذا أمرييكان كونزيرفاتف” مقالة للكاتب أن “الحريري أُجبر على تلاوة بيان استقالته واتهام إيران وحزب الله بالتخطيط لزعزعة استقرار بلاده و اغتياله”، مؤكداً أن الحريري بدا غير مرتاح خلال تلاوة بيان الاستقالة من الرياض.
الكاتب شدد على أنه “وبعد مرور أيام على استقالة الحريري، بدا واضحًا أن خطة السعودية لجهة تصوير حزب الله على أنه يزعزع استقرار لبنان جاءت بنتائج عكسية وأدت إلى توحيد الصفوف بين المجموعات اللبنانية المتخاصمة”، كما تابع بالقول أن “الشارع اللبناني قرر أن الذين خططوا ضد لبنان هم موجودون في الرياض وليس في طهران”.
غضب أمريكي وتأنيب للسبهان
ونقل بري عن مصادر مطلعة أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيليرسون كان بحالة غضب شديد، إثر ما قامت به السعودية من إجبار رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على تلاوة بيان استقالته، مشيرًا إلى أن لقاءً حاميًا جرى في واشنطن بين مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية والوزير السعودي ثامر السبهان، شدد خلاله الجانب الأمريكي على رفضه لما قامت به السعودية مع الحريري.
ونقل الكاتب عن عدد من المسؤولين الأمريكيين الكبار قولهم أن وزير الخارجية ريكس تيليرسون لم يكن على علم مسبق إطلاقًا بما قامت به السعودية مع الحريري، كما نقل الكاتب عن هؤلاء قولهم أن تيليرسون تكلم مطولاً مع نظيره السعودي عادل الجبير حول الموضوع بتاريخ السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، وذلك بعد أن كلف مساعده لشؤون الشرق الأدنى دايفيد ساترفيلد بمتابعة ملف استقالة الحريري.
وكشف الكاتب أن ساترفيلد تكلم مع معاوني الحريري في بيروت وطلب من القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية في السعودية المدعو كريستوفر هينزل أن يلتقي الحريري في الرياض، كذلك أشار كاتب المقالة إلى أن السفيرة الأمريكية في لبنان إليزابيث ريتشارد كانت تقوم بجمع المعلومات من المسؤولين اللبنانيين ونقلها إلى واشنطن.
كما كشف الكاتب أن تيليرسون كان “بحالة غضب شديد على خلفية أداء الرياض”، مشيرا إلى أنها “كانت المرة الثانية في غضون ستة أشهر، التي تقوم بها السعودية “بمبادرة دبلوماسية كبرى” دون إبلاغ الولايات المتحدة الأمريكية”، وذلك بعد ما قامت السعودية وعدد من حلفائها الخليجيين بقطع العلاقات مع قطر وفرض حصار اقتصادي عليها.
مواقع أجنبيّة: تراجع الحريري في بيرون كشف حدود نفوذ السعودية
وفي سياق متصل، اعتبرت مواقع أجنبية معروفة أن إعلان الحريري استقالته من الرياض كشف حدود نفوذ السعودية، وذلك بعد إعلان الحريري “التريث” في تقديمه الاستقالة في بيروت، كما حذر باحثون من أن أسلوب تعاطي السعودية مع حلفائها يؤدي إلى تآكل الدعم الدولي لسياساتها، وحتى في دول مجلس التعاون الخليجي.
ورجّح الباحثون أن تتآكل الشرعية السعودية نهائيًا في العالمين العربي والإسلامي على خلفية إنشاء جبهة موحدة بينها وبين كيان العدو الإسرائيلي ضد الجمهورية الإسلامية في إيران.
المونيتور: تريّث الحريري يعكس رفضه لتدخّل محمد بن سلمان
اعتبر موقع “المونيتور” في تقريره الأسبوعي أن “إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري تأجيل استقالته يصب في مصلحة سيادة لبنان، ويعكس رفضًا للتدخل في شؤون لبنان من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان”.
و قال الموقع أن “الحريري وفيما لو كان رضخ لإملاءات ابن سلمان لجهة التصعيد ضد إيران وحزب الله، فإن النتيجة المرجحة كانت لتكون ردة فعل شعبية غاضبة، ذلك أن أحدُا في لبنان لا يصدق أنه يمكن مناصرة سيادة لبنان بناء على طلب بلد آخر”، كذلك شدد الموقع على أن حزب الله هو حزب سياسي لبناني يحظى بشعبية وجمهور كبيرَين.
الموقع تابع بالقول أن “لبنان يبقى متماسكًا بعد قرار الحريري البقاء، والفضل في ذلك يعود إلى السياسة التي تبناها الرئيس ميشال عون ورفض الشعب اللبناني لما قامت به السعودية”، كما رأى الموقع أن بن سلمان وبينما يستمر بارتكاب الأخطاء على المستوى الإقليمي، فإن إيران من جهتها تستمر بتحقيق الانجازات.
وفيما لفت الموقع إلى أن “تدخل بن سلمان في لبنان قد كشف مجددا حدود نفوذه وأثمان سياسته المندفعة، مشددا على ضرورة تراجع إدارة ترامب عن الدعم المطلق للحكام السعوديين وأن تنصح الرياض بممارسة ضبط النفس، كما أكد الموقع على أهمية شجاعة الشعب اللبناني في الدفاع عن سيادته ضد التدخل الخارجي من قبل السعودية”، بحسب “المونيتور.
المصدر / الوقت