التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

ماذا سيترتب من نتائج على قرار ترامب حول القدس؟ 

وكالات – الرأي –
بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الإعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني؛ فإن هذا القرار سيسهل على إيران ظروف تشكيل جبهة إقليمية تدور حول مركزية الدفاع عن فلسطين.

وكتب أستاذ العلوم السياسية سعد الله زارعي مقالا لـوكالة تسنيم الدولية للأنباء حول قرار الرئيس الأمريكي فيما خص القدس، جاء على الشكل التالي:

لقد شهدنا مرات عديدة خلال الفترات الماضية والإدارات الأمريكية السابقة، تصريحات من قبل المسؤولين الأمريكيين حول مشروع الاعتراف رسميًّا بالقدس كعاصمة للكيان الصهيوني؛ حيث كان يُترجم هذا المشروع بإثارة موضوع نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس. لكن هذا المشروع لم يُنفّذ الى ما قبل فترة ترامب الرئاسية. وهنا يطرح سؤال نفسه حول ديمومة طرح هذه القضية على مدى هذه الفترات حيث يمكن استخلاص ثلاثة أجوبة على هذا السؤال:

ضغط اللوبي الأمريكي على الإدارة الأمريكية من أجل إلغاء مشروع إنشاء حل الدولتين على أرض واحدة. هذا الموضوع كان يُطرح دوما في الفترات التي كانت تتواجد فيه ضغوطا دولية وإقليمية لصالح الفلسطينيين إلّا أن أغلب الدول وعلى الرغم من مخالفتها في هذا الموضوع مع الإدارة الأمريكية كانت تسلّم لها وتقدم الأعذار لها. ومن أجل تغيير ميدان البحث، لجأت الإدارة الأمريكية، إلى ما قبل رئاسة ترامب، الى طرح موضوع نقل السفارة الامريكية الى القدس بدل الاعتراف رسميًّا بمركزية القدس بالنسبة للكيان الصهيوني.
وكما يعلم الجميع، فإن عددا كبيرا من الدول الأوروبية قد أقرت مشاريع إنشاء دولة وحكومة فلسطينية على حدود العام 1967.

تقع حكومة نتنياهو تحت ضغوط كبيرة لجهة استكمال بناء المستوطنات في القدس الشرقية حيث يحتاج المسؤولين الصهاينة الى احتلال كامل المدينة من اجل إنهاء شعار القضية الفلسطينية.
وفي هذا السّياق، كانت الإدارات الأمريكية على مدى الفترات السابقة تعلن بين الحين والآخر انتماء القدس للكيان الصهيوني لتضع الضغط عن كاحل الحكومة الصهيونية بشكل مؤقت وتتحمله بنفسها وتسند بعض الدولية على وسائد التأخير بأنها أجلت إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني وأوهمتهم بأن الضغوط الأمريكية كانت مؤثرة في عدم سيطرة الكيان الصهيوني على كامل القدس.

عندما كانت الدول العربية المرتبطة بأمريكا تعاني من أزمة جدية، وتتجه نحو خسارة إقليمية بسبب المماطلة الأمريكية في دعمهم، كانت ترتفع الأصوات لصالح استبدال أمريكا بقوة تدخل أخرى. عندئذ كانت الإدارة الأمريكية تستعمل قضية فلسطين التي تشكل القضية الأكثر تعقيدا بالنسبة للعرب وتربكهم وتجرهم مجددا نحوها وتبين لهم أن دعم أكثر جدية لهم يتعلق بإنشاء علاقة أقوى مع الكيان الصهيوني، لتعمد بذلك إلى دق مسمار جديد في لوح تعلّق الأعراب بالإدارة الأمريكية.
بطبيعة الحال، يجب انتظار الى ما سيؤول إليه قرار ترامب وهل سيستطيع أن ينفذ ما كرره شفهيا كل الرؤساء الأمريكيين السابقين بما يخالف قراري مجلس الأمن 338 و242 بشكل واضح؟ وهل سيمرر الكونغرس هذا القرار؟ هل سنشاهد مرة أخرى تعديل الكونغرس لمشروع ترامب كالذي حدث حول وضع اسم حرس الثورة الإسلامية على الإرهاب.

بكل تأكيد فإن هذه القضية سوف تسهل على إيران ظروف تشكيل جبهة إقليمية جديدة تدور حول محورية الدفاع عن فلسطين.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق