التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 19, 2024

فلسطين في ضمير الأمة.. وأمريكا تستعد للأسوء 

بعيداً عن الخنوع الذي يبديه قادة عددٍ من الدول العربية والإسلامية، والتأييد السرّي للكيان الإسرئيلي، أبت الشعوب العربية والإسلامية إلا أن يكون لها كلمتها فيما يخصُّ القرار الذي ينوب الرئيس الأمريكي إصداره اليوم (الأربعاء 6 ديسمبر) والذي يقضي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلّة.

فلسطين

تظاهراتٌ عامة شهدتها مختلف الدول العربية والإسلاميّة، ندد جميعها بالقرار الأمريكي، رافضة هذه الخطوة التي تعتبر اعتداءً صريحً على عروبة وإسلامية مدينة القدس، بداية هذا الحراك كان من قبل مُفتي لبنان السيد عبد اللطيف الدريان الذس أكد أنّ الإعتراف الأمريكي بالقدس المحتلة كعاصمة لإسرائيل أمر مرفوض وسيقود للقضاء على القضية الفلسطينية.

مدنٌ ومخيمات فلسطينيّة عدّة شهدت مظاهرات عارمة طالبت بالتحرك الفوري ضدّ هذا القرار، ومطالبة الشعوب العربية والإسلامية بضرورة مساندتها في هذا الحراك، ومن أبرز تلك المظاهرات ما شهدته مدينة غزة، التي طاف أهلوها شوارع القطاع منددين بالقرار الأمريكي من جهة، ومن جهةٍ أخرى مطالبةً بانتفاضةٍ فلسطينية كبرى نصرةً للقدس والمسجد الأقصى، كما دعا المتظاهرين لاحتجاجات قرب السياج الفاصل مع إسرائيل.

وغير بعيدٍ عن قطاعِ غزّة؛ شهدت مناطق متفرقة من الضفة الغربية تظاهرات مماثلة، حيث لبّى المتظاهرون دعوات الفصائل الفلسطينية إلى التظاهر في أوسع تحرك شعبي لمواجهة ورفض نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

وفي الضفّةِ الغربية أيضاً؛ اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وعناصر من جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدخل مخيم العروب للاجئين في الخليل، وذلك خلال تظاهرة احتجاجًا على الخطوة الأمريكية، حيث أطلقت قوات الاحتلال الرصاص والقنابل الصوتية اتجاه الشبان الفلسطينيين المتظاهرين، الذين أصيب عدد منهم بالاختناق خلال المواجهات المستمرة.

لبنان

فلسطينيّو لبنان أيضاً تظاهروا ضد القرار الأمريكي، حيث شهد مخيم الرشيدية الواقع إلى الجنوب من مدينة صور اللبنانية شهد تظاهراتٍ حاشدة استنكاراً لقرار الرئيس الأمريكي ترامب الذي من المتوقع أنّ يُعلن أن نقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس المحتلة.

بدوره تجمع أبناء مخيم شاتيلا للفلسطينيين أقام اليوم أولى فعاليات “الغضب” استنكار للقرار الأمريكي، وشهد مخيم برج البراجنة أيضاً تعتصاما للتأكيد على عروبة القدس ورفضاً لقرار الإدارة الأمريكية.

بدوره الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي دعا جماهير الشعب الفلسطيني، لاعتبار المقاومة أولوية مقدسة، وتوسيع المشاركة فيها، مطالباً السلطة الفلسطينية بالنظر في وظائفها بما يعزز الصمود في مواجهة المحتل الإسرائيلي.

دعوة للعصيان

نشطاء فلسطينيين يحملون اسم (تجمع الوطنيين الاحرار – في فلسطين والشتات) أطلقوا نداءً إلى جميع المخيمات الفلسطينية في فلسطين والشتات، حيث حمل ذلك النداء عنوان “فلسطين في خطر: أنقذوا ما تبقى منها”، وقال النشطاء إنّ الاضراب والمظاهرات لم تعد تجدي، مشيرين إلى : “المطلوب من أهلنا بفلسطين المحتلة العصيان المدني”، وخاطب النشطاء أ÷الي فلسطين المحتلة بقولهم: “احشدوا واصطفوا دفاعا عن قدس الأقداس، بالانتفاضة والمقاومة والعصيان الوطني يكون ردنا على اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل”.

وأكد النشطاء أنّ القرار الأمريكي يُشكّل اعتداءً على الشعب الفلسطيني وحقوقة ولهذا بحسب قولهم لا بدّ من التحرك الوطني ضمن برنامج مُنظم، مطالبين الأحزاب والاتحادات الشعبية بإقامة حملات مقاطعة اقتصادية وثقافية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية متدرجة ومتصاعدة حتى تتراجع الولايات المتحدة عن موقفها”.

واقترح النشطاء أيضاً تنظيم اعتصامات أمام السفارات الأمريكية لمطالبتها بالتراجع عن قرارها، بالإضافة إلى النشر الواسع لهاشتاغات ومنشورات بعدّة لغات تفضح دور الولايات المتحدة في تجاوز قرارات الأمم المتحدة وتُظهِر انحيازها إلى جانب إسرائيل. وطالب النشطاء أيضاً الجاليات العربية والإسلامية في البلاد الأجنبية بتنظيم ندوات ومحاضرات ومعارض ومؤتمرات ومسيرات تؤكد عروبة القدس وإسلاميتها، وتحرِّض تلك الدول ضد خطوة الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تفعيل الجوانب الفنية والعلمية والإعلامية التي تؤكد عروبة القدس وإسلاميتها، والتي تنقض إجراء الولايات المتحدة.

وفي السياق ذاته دعا النشطاء فلسطينيي الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948 لتنظيم رحلات ومسيرات جماعية ضخمة نحو القدس المحتلة للتأكيد على عروبة القدس ومنع المتطرفين اليهود من دخول المسجد الأقصى، بالإضافة لتنظيم تجمعات لمطالبة السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وتطالبها بالإعلان عن الولايات المتحدة وسيطاً غير نزيه وغير مقبول فيما يسمى بـ “الحل السلمي” مع دعوة الدول العربية والإسلامية لتقديم الدعم المالي للسلطة الوطنية الفلسطينية عوضاً عن الدعم الأمريكي ومنعا لابتزازها.

وأشار النشطاء إلى ضرورة تنظيم مظاهرات عند مفترقات الطرق الواصلة بين المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وبين القدس، لتعمل على منع وصول المستوطنين إلى القدس، بالإضافة لمطالبة فصائل المقاومة الفلسطينية ومناصريها بضرورة التحرك وبأقصى قدراتها في القدس لمنع دخول المتطرفين اليهود إلى المسجد الأقصى.

وفي السياق ذاته تصدر لائحة الترند على موقع التواصل الاجتماعي وسمي (#القدس_عاصمة_فلسطين و #القدس_عربية) في احتجاجٍ من نوعٍ آخر على سياسات البيض الأمريكي، ومن أبرز التغريدات على موقع تويتر ما غرّد به الإعلامي حسين مرتضى الذي قال: “افعلوا ما شئتم لو نقلتو القدس اليكم، فأن هذا الكيان مصيره الزوال وهذا وعد رباني”، بدوره الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي قال: “ترمب قرر أن يقول إن القدس في نظره إسرائيلية، حسناً فليقل، وليسمّ الشمس قرص فلافل إن شاء.. هل يستطيع الآن رئيس منظمة التحرير الفلسطينية أن يقول إن حيفا ويافا وعكا مدن فلسطينية، أم أنه يخاف؟ أم أنه يُؤْمِن صدقاً أنها لم تعد بلادنا؟ #القدس_عاصمة_فلسطين #التطبيع_خيانة”.

ومن التغريدات المميزة على تويتر ما قاله “فارس الهلال” الذي قال :”أين هو التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، متى سيحارب إرهاب المحتل الصهيوني، أم أنّ احتلال فلسطين وتدنيس مقدسات المسلمين، وقتل الأطفال واغتصاب النساء لا يعتبر إرهاباً”، أما الناشط “رضوان الأخرس” فقد قال: “هذا يومٌ فاصل في تاريخنا الحاضر، لا مجال فيه لأنصاف المواقف أو الأفعال، إن أعلن ترامب القدس عاصمة للصهاينة؛ فهذه نكبةٌ جديدة ليس فقط لفلسطين بل للأمة جمعاء”.

يُشار إلى أنّ وزارة الخارجية الأميركية تتهيأ للتعامل مع تظاهرات عنيفة قد تواجهها سفارتها وقنصلياتها في أماكن متعددة من العالم، خاصة في العالم العربي والإسلامي في حال اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس كعاصمة لإسرائيل، حيث يخشى دبلوماسيون أن يثير إعلان ترامب الغضب في العالمين العربي والإسلامي، وأن يؤدي إلى مظاهرات في محيط البعثات الدبلوماسية الأميركية في أنحاء العالم.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق