السفير الايراني في لبنان: المقاومة هي السبيل الوحيد لإسقاط الوهم الأميركي
سياسة ـ الرأي ـ
صرح سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت، أن المقاومة هي السبيل الوحيد لإسقاط الوهم الأميركي، مستنكرا اعلان اميركا القدس عاصمة للكيان الصهيوني، الا انه وصفها بـ”رب ضارة نافعة”.
وفی تصریح صحفی، تعلیقا على الإعلان الامیرکی القدس عاصمة للکیان الصهیونی، وتم نشره الیوم السبت، قال السفیر محمد فتح علی: رب ضارة نافعة، فربما یؤدی هذا المشروع الأمیرکی الجدید إلى إیجاد حالة من الیقظة لدى الأطراف التی کانت تراهن على الدور الأمیرکی، فتعود إلى الحاضنة الإسلامیة والقومیة فی مواجهة هذا المشروع.
وأضاف: فی عز الخطر التکفیری الذی کان سائداً فی المنطقة کانت إیران تشدد على أن البوصلة لا ینبغی أن تنحرف ولو قید أنملة عن اتجاهها الصحیح ألا وهو فلسطین.
وتساءل فتح علی: لماذا یسمح الرئیس الأمیرکی لنفسه بالتجرؤ على اتخاذ هذا القرار الخطیر فی ظل هذه الظروف؟ وهل أن هذا القرار یأتی بعد الهزائم التی منیت بها المشاریع الأمیرکیة فی المنطقة؟ وهل هناک على مستوى الحکومات والأنظمة فی المنطقة من هو مستعد لتلقف هذا المشروع الأمیرکی أم لا؟، معربا عن قلقه من ان یکون هذا الإجراء الأمیرکی مرتبطا ببعض المشاهد التی شهدتها المنطقة مؤخرا من هزیمة داعش فی سوریا والعراق إلى فشل إستفتاء کردستان ومشروع تقسیم العراق، مرورا بالتطورات التی یشهدها الیمن، متسائلا: هل هی مبادرة شخصیة من ترامب أم هی فی حقیقتها قرار اتخذته المؤسسة الأمیرکیة؟ وما هو تقییم أمیرکا لردود فعل الحکومات التی کانت تسعى لتطبیع العلاقات مع الکیان الصهیونی؟ على ان الإجابة عن هذه التساؤلات تشکل إطارا یتبین من خلاله السبب الذی حمل الرئیس الأمیرکی على اتخاذ هذا القرار فی هذا التوقیت بالذات.
ورأى السفیر الایرانی ان الخیارات التی کانت متاحة أمام الکیان الصهیونی هی الحرب أو السلم أو المبادرة لإقتطاع مساحة مغصوبة من الأرض الفلسطینیة ینشئ علیها کیانه، معتبرا ان الکیان الصهیونی یشعر بأنه مضطر لوضع خیار الحرب جانبا بسبب خیار الردع والقوة التی راکمتها المقاومة على مدى السنوات الماضیة.
وتابع فتح علی: على الرغم من أنه قد یبدو للوهلة الأولى أن هذه المبادرة هی قرار شخصی من الرئیس الأمیرکی، لکن التمعن فی تفاصیلها یبین أن هذا القرار یقف خلفه صناع القرار فی أمیرکا فی إطار الإستراتیجیة الأمیرکیة الساعیة لحفظ أمن الکیان الصهیونی وهو ما اعتبره من الأوهام الأمیرکیة، مضیفا: کما استطاعت المقاومة إفشال مخططات الولایات المتحدة والکیان الصهیونی السابقة فإن الشعب الفلسطینی من خلال مقاومته هو الذی یستطیع أن یثبت بطلان هذه المؤامرة الأمیرکیة.
وأکمل: ان الأطراف الفلسطینیة التی کانت تعتریها بعض الأوهام تیقنت بأن الولایات المتحدة الأمیرکیة لا یمکن أن تلعب دور الوسیط النزیه لإرساء السلام والمصالحة بین الفلسطینیین والکیان الصهیونی، آملا أن یوحد هذا القرار الشعب الفلسطینی وأن یعید بعض الأطراف الفلسطینیة التی کانت قد أضاعت البوصلة فی لحظة من اللحظات إلى جادة الصواب.
وشدد السفیر الایرانی لدى بیروت، على أن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة أکدت دائما منذ اللحظة الأولى لقیامها أن البوصلة الأساسیة بالنسبة لها هی فلسطین، وان کل مشاریع الفتنة التی أوجدتها الولایات المتحدة الأمیرکیة فی هذه المنطقة من خلال إیجاد داعش وبقیة المجموعات الإرهابیة المتطرفة کانت ترمی إلى المحافظة على أمن الکیان الصهیونی وترسیخه.انتهى