وزراء الخارجية العرب يرفضون قرار ترامب حول القدس ويعتبروه باطلا وخرقا للقانون الدولي
سياسة ـ الرأي ـ
أعلن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب رفضه قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي ونقل سفارتها إليها وإدانته واعتباره قرارا باطلا وخرقا خطيرا للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة.
وجاء فی البیان الختامی المکون من 16 بندا أن هذا التحول فی سیاسة الولایات المتحدة تجاه القدس هو تطور خطیر ووضعت به الولایات المتحدة نفسها فی موقع الانحیاز للاحتلال وخرق القوانین والقرارات الدولیة وبالتالی فإنها عزلت نفسها کراع ووسیط فی عملیة السلام.
وأکد المجلس التمسک بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخصوصا 465 و476 و478 و2334 التی تؤکد أن جمیع الإجراءات والقرارات الأحادیة التی تستهدف تغییر الوضع القانونی والتاریخی القائم فیها أو فرض واقع جدید علیها لاغیة وباطلة.
وأکد مجلس وزراء الخارجیة العرب أن القدس الشرقیة هی عاصمة الدولة الفلسطینیة التی لن یتحقق الأمن والاستقرار والسلام فی المنطقة إلا بقیامها حرة مستقلة ذات سیادة على خطوط الرابع من حزیران/یونیو 1967 وفق قرارات الشرعیة الدولیة ذات الصلة ومبادرة السلام العربیة.
وحذر المجلس من أن العبث بالقدس ومحاولات تغییر الوضع القانونی والتاریخی القائم فیها واستمرار محاولات اسرائیل القوة القائمة بالاحتلال وتغییر الهویة العربیة للمدینة والاعتداء على مقدساتها الاسلامیة والمسیحیة یمثل استفزازا لمشاعر المسلمین والمسیحیین على امتداد العالمین العربی والإسلامی.
وأوضح المجلس أن استمرار الاحتلال الإسرائیلی للأراضی الفلسطینیة وحرمان الشعب الفلسطینی من حقوقه المشروعة وخصوصا حقه فی تقریر مصیره وفی الدولة وفی العودة والحریة هو تهدید للأمن والسلم فی المنطقة والعالم.
وطالب المجلس الولایات المتحدة بإلغاء قرارها حول القدس والعمل مع المجتمع الدولی على إلزام اسرائیل تنفیذ قرارات الشرعیة الدولیة وإنهاء احتلالها اللاشرعی واللاقانونی لجمیع الأراضی الفلسطینیة والعربیة المحتلة منذ الرابع من حزیران/یونیو 1967 عبر حل سلمی یضمن قیام الدولة الفلسطینیة وعاصمتها القدس الشرقیة سبیلا لابدیل عنه لإنهاء الصراع .
ودعا المجلس جمیع الدول الاعتراف بالدولة الفلسطینیة على حدود الرابع من حزیران/یونیو 1967 وعاصمتها القدس الشرقیة.
ودعا المجلس أیضا إلى العمل على استصدار قرار من مجلس الأمن یؤکد أن قرار الولایات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائیل یتناقض مع قرارات الشرعیة الدولیة وأن لا أثر قانونیا لهذا القرار.
وکلف المجلس لجنة مبادرة السلام العربیة بتشکیل لجنة من أعضائها للعمل مع المجتمع الدولی والمؤسسات الدولیة على الحد من التبعات السیاسیة لقرار الولایات المتحدة الأمریکیة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائیل ومواجهة أثاره، وتبیان خطورة هذا القرار فی ضوء المکانة الوطنیة والتاریخیة والدینیة للقدس عند المسلمین والمسیحیین على امتداد العالمین العربی والاسلامی.
وطالب المجلس بالعمل مع المجتمع الدولی على إطلاق جهد فاعل ومنهجی للضغط على اسرائیل للالتزام بقرارات الشرعیة الدولیة ووقف کل الخطوات الأحادیة التی تستهدف فرض حقائق جدیدة على الأرض خصوصا بناء المستوطنات ومصادرة الأراضی ومحاولات تفریغ القدس من سکانها العرب المسلمین والمسیحیین وعلى حل الصراع على أساس حل الدولتین.
وقرر المجلس التنسیق على أساس هذا القرار مع منظمة المؤتمر الإسلامی وأمانتها العامة.
وکلف مجلس الجامعة العربیة الأمانة العامة للجامعة إدارة إطلاق حملة إعلامیة دولیة تشرح خطورة القرار الأمریکی وتعری الممارسات الإسرائیلیة فی القدس وأثرها فی تفریغ المدینة المقدسة من سکانها العرب المسلمین والمسیحیین وتهدید المقدسات الإسلامیة والمسیحیة وتؤکد الوضع القانونی للقدس کمدینة محتلة على أن یتم توفیر المخصصات المالیة اللازمة لتمویل هذا الجهد من الدول الأعضاء.
ودعا المجلس إلى زیادة موارد صندوق القدس والأقصى حسب قمة عمان فی دورتها العادیة 28 دعما لصمود الشعب الفلسطینی وعلى وجه الخصوص المقدسیین الأبطال المرابطین على أرضهم والمتمسکین بمبادئهم.
وأکد المجلس التمسک بالسلام على أساس حل الدولتین وفقا للمرجعیات الدولیة المعتمدة ومبادرة السلام العربیة خیارا استراتیجیا ودعوة المجتمع الدولی للتحرک بشکل فعال لتحقیق هذا الحل.
وقرر مجلس الجامعة العربیة إبقاء اجتماعاته فی حالة انعقاد والعودة للاجتماع فی موعد أقصاه شهر من الآن لتقییم الوضع والتوافق على خطوات مستقبلیة فی ضوء المستجدات بما فی ذلک عقد قمة استثنائیة عربیة فی المملکة الأردنیة الهاشمیة بصفتها رئیسا للدورة الحالیة للقمة العربیة.
ویشمل قرار ترامب الشطر الشرقی من القدس، الذی احتلته إسرائیل عام 1967، وهی خطوة لم تسبقه إلیها أی دولة.
وأدى القرار إلى موجة کبیرة من الإدانات على مختلف الأصعدة، لا سیما من قبل الدول العربیة والإسلامیة.انتهى