التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

“داعش” يسيطر على معاقل “النصرة” في المناطق الشرقية بسوريا 

سوريا – امن – الرأي –

سيطر مسلحو “داعش” على معاقل “جبهة النصرة” في المناطق الشرقية من سوريا، ما اعتبره مراقبون أمرا لا يقل خطورة عن تقدمهم في العراق من الناحية العسكرية والإستراتيجية.

 

وجاء في تقرير لـ “فرانس 24” ان الصدام بدأ في المناطق الشرقية مع بدء الحرب مع “الدولة الإسلامية في العراق والشام” مطلع العام الحالي. وأول من بدأ القتال في مدينة الرقة هو “لواء ثوار الرقة” الذي كان لم يمض على مبايعته “جبهة النصرة – تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الشام” أياما معدودة.

وكانت الرقة المكان الذي دخلت فيه “جبهة النصرة” في صدام عسكري مع “داعش”، لكن ما لبثت إلا وأن تبرأت “جبهة النصرة” من الفصيل المذكور بعد حين.

بعد فشل الجماعات المسلحة بمختلف توجهاتها قي التغلب على “داعش” حيث انحصر خروج مقاتليها من الساحل ومن غرب وشمال محافظة حلب ومن المدينة نفسها، استمر قتال “داعش” في مناطق الشرق السوري التي تعتبر المعقل الأساسي و”الخزان البشري” لجبهة النصرة.

ويعود السبب الى التناقض ما بين ذراع القاعدة السوري و”داعش”، لكنه من الواضح اليوم أن “النصرة انهارت بعد ذوبانها في “مجلس شورى المجاهدين” الذي شكل مؤخرا في الشرقية والذي سبقته شبه استقلالية تامة إعلامية وعملانية للجبهة في هذه المناطق عن باقي الفروع في سوريا. ذلك مع غياب تام لأبو محمد الجولاني، أمير جبهة النصرة، عن الساحة واستحواذ أبو ماريا الهراري الشرعي العام على كل ما يصدر عن “جبهة النصرة” في الشرقية، فضلا عن الدعوات المتكررة من عدة جهات رسمية وغير رسمية دعت صراحة “جبهة النصرة” لفك ارتباطها بتنظيم القاعدة.

 

 

وبعد طرد “داعش” من مدينة دير الزور ومنطقتها سعت “جبهة النصرة” لنقل المعركة إلى مدينة مركدة لفتح الطريق إلى مدينة الشدادي وهي تعتبر المعقل الأساسي لـ” داعش” في المناطق الشرقية. لكن كل محاولات السيطرة والتمكن من مركدة فشلت، وبدل أن ينتقل القتال إلى الشدادي نقلته الدولة الإسلامية إلى منطقة الصور ومنها إلى تخوم مدينة دير الزور ومن ثم إلى سائر المدن في ريف دير الزور وعلى طول خط نهر الفرات وصولا إلى الحدود العراقية ومدينة البوكمال.

في خضم المعارك والمواجهات وقفت العشائر موقفا محايدا نسبيا ذلك لأن أبناءها منضوون على حد سواء تحت لواء “داعش” كما “جبهة النصرة”، وهذا ما يتجلى واضحا في مدينتي الشدادي والشحيل.

وهنا وجب أن نذكر أن التوتر بين “داعش” و”جبهة النصرة” يعود أيضا لبيعة عدد من أمراء وجنود “جبهة النصرة” لـ”الدولة الإسلامية في العراق والشام” لدى الإعلان عنها وهم كانوا متمركزين في عدد من المصافي النفطية التي أرادت الجبهة استردادها.

ومع استفحال الصراع وصل الأمر إلى إعدامات ميدانية من كلا الطرفين، كما أن شرعيي “جبهة النصرة” وأمراءها هددوا بنقل القتال إلى العراق عبر إعادة إحياء فرع للقاعدة في بلاد الرافدين. لكن تقدم “داعش” السريع على طرفي الحدود ومبايعة عدد كبير من جنود وأمراء وشرعيو فصيل “أنصار الإسلام” الذي كان يعول عليه لهذه المهمة قطع الطريق على هذا المسعى أقله حتى الساعة.

فضلا عن أن النجاحات التي حققتها “داعش” في المناطق الشرقية وفي الرقة هي التي فتحت لها باب العراق واسعا وليس العكس. فما تم تحقيقه في بلاد الرافدين من تقدم سريع على الأرض، وأولى دلالاته كانت في الفلوجة التي يتغاضى الكثيرون عن كونها تحت حكم “داعش” منذ أكثر من ستة أشهر، جاء أيضا بفضل السلاح الثقيل والمتوسط الذي تم نقله من سوريا كما بفضل الخبرات القتالية التي راكمها عدد من أمراء وجنود الدولة هناك. واليوم النجاحات العسكرية في سوريا تأتي بفضل ما تم تحقيقه في العراق، فنوعية الآليات والسلاح الحديث والمدرع الذي نقل من بلاد الرافدين إلى سوريا سهل تقدم مقاتلي “داعش” في الشرقية كما في ريف حلب حيث وصلت سيارات “الهمر” الأمريكية إلى مدينة الباب ودخلت في القتال منذ عدة أيام.

 

مدينتا الشحيل والميادين بعد البوكمال

 

ما حصل في مدينة البوكمال عند مبايعة أمير جبهة النصرة في المدينة، مع ما يقارب الـ70 جنديا، لـ”داعش” كان ينذر بحصول أمر مماثل في عدد من مدن وبلدات الشرقية.

فقد سبق أن حصل في بلدتي الموحسن والقورية على سبيل المثال لا الحصر، حيث أدت المبايعة إلى وقوع البلدات المذكورة في يد “داعش” دون قتال يُذكر.

وهنا يجدر التوقف قليلا عند ما حصل في البوكمال، فقد عادت ودخلت المدينة الفصائل المناوئة لـ”لدولة الإسلامية” بذريعة مناقشة أمير جبهة النصرة المبايع لـ”داعش”، إلا أنها ما لبثت أن سيطرت على المدينة وبدأت القتال، لكن ما لم يكن متوقعا لديها هو أن يقاوم هو وجنوده في مقره في ما يعرف بحي المسمكة، “الذي تم قصفه في نفس الوقت بالطيران السوري”، ذلك حتى وصول المؤازرة عبر معبر القائم والحدود العراقية. وهذا ما أكده تقرير نشرته “فرانس 24”.

فانقلبت المعادلة بعد قتال دام ثلاثة أيام وعادت وسيطرت “داعش” على البوكمال، ومن هنا كرت السُبحة. فمن كان مترددا أو مترقبا من الفصائل والعشائر حزم أمره واصطف في صف “داعش” طالبا “التوبة” ومنهم من “بايع الخليفة إبراهيم”.

فكما البوكمال الشحيل، وهي تعتبر من مراكز ثقل وقوة “جبهة النصرة”، جاءت “البيعة” من داخل المدينة بعد وصول عناصر “داعش” إلى تخومها. كذلك الميادين، المدينة التي باتت تحت سيطرة “داعش” أيضا. وبعد سيطرتها على مقر الهيئة الشرعية والمحكمة وعدد من الحواجز التابعة لـ”جبهة النصرة”، أعلنت “داعش” عن “حظر للتجوال لمدة أربع ساعات لحين ضبط الأمور وتأمين المدينة”. ولدى سؤال مصدرنا عن شروط قبول البيعات التي تتوالى قال لنا أن “هذه البيعات هي بمثابة إعلان للنية من قبل الفصائل التي كانت تقاتل الدولة الإسلامية وهي تعتبر كتبرؤ من أي عمل عدواني قد يتعرض له مسلحو داعش، لكنها تبقى قيد الدرس إلى أن تبت بها الهيئة الشرعية”. ثم يضيف قائلا أنه يتوقع أن “تستمر الأمور في هذا المنحى أقله من قبل أغلب الفصائل”. وهنا تجدر الإشارة أن عناصر “داعش” دخلوا أمس حقل العمر النفطي، وهو أكبر الحقول النفطية في المناطق الشرقية، الذي كان تحت سيطرة “جبهة النصرة” بدون قتال.

 

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق