داعش”؛ يلفظ أنفاسه الأخيرة ويستميت من أجل الحصول على مناطق جديدة
تشكل تنظيم “داعش” الإرهابي على أساس مبدأ الخلافة وما بسمى بالدولة الإسلامية ونظرا إلى أن هذا التنظيم الإرهابي يعتقد بأن دولة الخلافة الإسلامية تحتاج إلى ارض لتتشكل عليها ، فإنه بذل الكثير من الجهد للسيطرة على مناطق مختلفة من العراق وسوريا. وحول هذا الصدد، يقوم الكثير من الباحثين بأجراء تحقيقات عدة لمعرفة كيف سيحدد هذا التنظيم الإرهابي مساره في المستقبل وهنا يعتقد بعض أولئك الباحثين أن تنظيم “داعش” سوف ينتهج نفس استراتيجية تنظيم القاعدة الإرهابي ولن يهتم بدور الأرض لتشكيل دولته الإسلامية المزعومة. بينما يتوقع فريق آخر من أولئك الباحثين أن تنظيم “داعش” سيواصل أعماله في الفضاء الافتراضي “الإنترنت” وسيقوم بتجنيد الكثير من المغرر بهم للقيام بعمليات إرهابية في مناطق مختلفة من العالم وهناك سيناريو آخر يحكي بأن تنظيم “داعش” سوف يعزز من أنشطته العسكرية والترويجية في البلدان النامية لكي يستطيع السيطرة على مناطق شاسعة في تلك البلدان وهنا يمكن الإشارة إلى بعضا من تلك الدول:
أفغانستان
استطاع تنظيم “داعش” الإرهابي أن يسيطر على الكثير من المناطق الأفغانية ويرجع السبب في ذلك إلى الضعف والفوضى الذي كانت تعيش فيها الحكومة الأفغانية ووفقا لبعض وسائل الإعلام الروسية، فإن هنالك حوالي 10 آلاف من مقاتلي “داعش” يتمركزون في مناطق مختلفة من أفغانستان ولقد صرحت وسائل الإعلام هذه إلى أن عددا كبير من أفراد هذا التنظيم الإرهابي قد فروا إلى أفغانستان بسبب تلك الضربات الموجعة التي تلقوها في العراق وسوريا والتي على اثرها فقدوا الكثير من الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها. وحول هذا السياق ذكرت وكالة أنباء “أعماق” التابعة لتنظيم “داعش”، أن قوات تنظيم “داعش” استطاعت القيام بالكثير من العمليات التي أدت إلى مقتل وجرح اكثر من 150 شخص تابعين لوحدة الاستخبارات الأفغانية في العاصمة كابول ومن جهة اخرى أعربت هذه الوكالة بأن عددا كبيرا من أعضاء حركة طالبان المتواجدون في ولاية “سربل” و”غور” في أفغانستان، قاموا بمبايعة تنظيم “داعش” الإرهابي. تجدر الإشارة هنا أن هذه العمليات الإرهابية ومبايعة أعضاء حركة طالبان لتنظيم “داعش” الإرهابي، تؤكد بأن هذا التنظيم يسعى إلى السيطرة على الكثير من الأراضي الأفغانية.
نيجيريا
تشكلت جماعة “بوكو حرام” الإرهابية في عام 2002 كجماعة معارضة للتعليم الغربي في المدارس النيجيرية ولقد أعلنت هذه الجماعة مبايعتها لتنظيم “داعش” الإرهابي في عام 2015، وغيرت اسمها إلى “ولاية دولة الخلافة الإسلامية في غرب أفريقيا”. وعلى الرغم من وجود تقارير تفيد بوجود خلافات بين جماعة “بوكو حرام” وتنظيم “داعش” الإرهابيتين، إلا انه نظرا لوجود تشابه فكري تكفيري مشترك بين هاتين الجماعتين في الفكر والعمل، فأن ذلك سيساعد تنظيم “داعش” على التواجد والسيطرة على مناطق مختلفة في نيجيريا.
الخريطة رقم (1): مناطق انتشار جماعة “بوكو حرام” في نيجيريا
ليبيا
لقد قام تنظيم “داعش” الإرهابي بالكثير من عمليات التجنيد في مناطق جنوب ووسط ليبيا واستطاع أن يستقطب الكثير من المغرر بهم للانضمام إليه ولقد اقدم هذا التنظيم الإرهابي إلى استخدام هذه السياسة في المدن والمناطق التي توجد فيها نزاعات قبلية ويتفشى فيها الفقر. حيث يحاول هذا التنظيم الإرهابي الذي استطاع السيطرة على عدد من مناطق البلاد في عام 2016، توسيع سيطرته والاستيلاء على الكثير من المدن والمناطق في هذا البلد. وفي سياق متصل أعلنت شبكة “العربية” في تقرير لها، أن هذا التنظيم الإرهابي يقوم بسرقة البنوك ويقوم بأخذ الرهائن لكي يؤمن تمويله وميزانيته وأشار هذا التقرير إلى أن هنالك الكثير من المواطنين التونسيين والمصريين والسودانيين، سافروا إلى ليبيا وانظموا إلى هذا التنظيم الإرهابي ولفت هذا التقرير أيضا إلى أن هؤلاء الناس يتلقون تدريبات مكثفة في مدينة “صبراتة” الليبية، ثم يرسلون ليقومون بعمليات إرهابية. ويبين الرسم البياني في الأسفل مناطق انتشار قوات تنظيم “داعش” الإرهابية في ليبيا باللون الأسود.
الخريطة رقم (2): مناطق انتشار قوات تنظيم “داعش” الإرهابية في ليبيا.
مصر
يشير التواجد القوي لتنظيم “داعش” الإرهابي في صحرا سيناء “ولاية سيناء” بعد طرده من مدينة “البوكمال” السورية وتكثيف أنشطته فيها، فضلا عن نشره للعديد من الصور التي تظهر عمليات التدريب التي يتلقاها أعضاء هذا التنظيم في تلك المنطقة، بأن هذا التنظيم يسعى للسيطرة بشكل كامل على مناطق شمال مصر. فعلى سبيل المثال، أدى الهجوم الإرهابي الذي شنه هذا التنظيم على المصلين في أحد مساجد شمال مصر إلى مصرع أكثر من 350 شخصا وإصابة 150 آخرين وهذا الهجوم الإرهابي يعد الأكبر في تاريخ مصر.
بلدان أخرى
لقد نشط تنظيم “داعش” الإرهابي أيضا في بلدان اخرى مثل الفلبين وباكستان وتونس وإندونيسيا وغيرها ولكن هذه الأنشطة لم تكن واسعة النطاق كما كانت في البلدان التي تم ذكرها أعلاه وهذا الأمر يرجع إلى أن حكومات تلك الدول استطاعت التصدي والقضاء على قوات هذا التنظيم الإرهابي. وكمثال على ذلك، عندما تمكن تنظيم “داعش” في الفلبين من السيطرة على مدينة “ماراوي”، استطاعت القوات الأمنية في الفلبين التصدي والقضاء على قوات ذلك التنظيم الإرهابي وتمكنت من طرده خارج المدنية.
المشاكل والتحديات التي تواجه تنظيم “داعش” الإرهابي عند محاولته للسيطرة على بعض المناطق
لقد نجح تنظيم “داعش” الإرهابي بشكل نسبي واستطاع السيطرة على بعض المناطق في تلك البلدان، ولكم في الوقت الحاضر يواجه هذا التنظيم العديد من التحديات والمشاكل، فأولا، من المحتمل أن يفقد هذا التنظيم الإرهابي كل تلك الأراضي التي سيطر عليها في وقت سابق وذلك لان حكومات تلك البلدان سوف تقوم بمحاربة هذا التنظيم الإرهابي وستسعى إلى القضاء عليه. ثانيا، لدى تنظيم “داعش” الإرهابي بعض المنافسين في تلك الأراضي التي سيطر عليها وهذا الأمر سوف يؤثر سلبا على هذا التنظيم الإرهابي وعلى سبيل المثال، في أفغانستان توجد بعض الجماعات الإرهابية كـ”طالبان” التي تعتبر من اهم منافسي تنظيم “داعش” الإرهابي في ذلك البلد، وفي ليبيا توجد أيضا جماعات مثل “أنصار الشريعة” لا تتفق مع هذا التنظيم الإرهابي. ثالثا، فقد الكثير من قوات تنظيم “داعش” الإرهابي الكثير من معنوياتهم نتيجة للإخفاقات المتتالية التي عانى منها هذا التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق. رابعا، في بعض الحالات، يواجه هذا التنظيم الإرهابي رفضا شعبيا كبيرا في تلك الأراضي التي يسيطر عليها.
النتيجة
يسعى تنظيم “داعش” الإرهابي إلى السيطرة على الكثير من الأراضي وذلك من اجل أن يصبح قادرا على تطبيق قوانينه المتعلقة بالدولة والخلافة الإسلامية في تلك الأراضي ولقد استطاع هذا التنظيم الإرهابي استخدام بعض العوامل والظروف الموجودة في تلك المناطق كالصراعات الداخلية وانعدام الأمن ووجود دولة فاشلة والفقر وما إلى ذلك، لصالحه لكي يستولي على مناطق شاسعة في تلك البلدان.
المصدر / الوقت