التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 14, 2024

ماذا يفعل قادة عسكريون من سوريا والعراق في جنوب لبنان؟! 

قبل أسابيع قليلة انتشر فيدو للأمين العام لحركة “عصائب أهل الحق” العراقية، قيس الخزعلي على الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة وبالتحديد عند بوابة فاطمة، جنوب لبنان، بلباسه العسكري، واليوم تنتشر صور جديدة لقائد عمليات “لواء الإمام الباقر” السورية، حمزة أبو العباس، خلال تواجده في جنوب لبنان.

وفي كلتا الزيارتين ضجت وسائل الإعلام العربية والغربية وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي بخبر الزيارتين وانقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض، في مقابل ذلك كشف الزعيمان سبب زيارتهما للحدود مع فلسطين المحتلة، فمثلا قال الخزعلي خلال تواجده في قرية كفركلا الحدودية: “نعلن جهوزيتنا الكاملة في الوقوف صفاً واحداً مع الشعب اللبناني، مع القضية الفلسطينية أمام الاحتلال الإسرائيلي”، بينما نشرت صفحة “لواء الإمام الباقر السورية” على “فيسبوك” صوراً لقائد عمليات “لواء الباقر” حمزة أبو العباس، أثناء جولة له على الحدود اللبنانية الفلسطينية، وعلقت الصفحة على الصور “فلتعلم إسرائيل أننا على حدودها وسيأتي اليوم الذي نكسر فيه حدودها”.

أسباب الزيارة إلى تلك المنطقة بالتحديد !!

أولاً: لا يمكننا أن نفصل ما يجري اليوم في المنطقة من تطورات سياسية وعسكرية عن الزيارتين، خاصة بعد حدوث أمرين هامين، الأول: انتصار الجيشين السوري والعراقي وحركات المقاومة في كل من سوريا والعراق على الإرهاب والقضاء على مشروع تقسيم المنطقة إلى غير رجعة، أما الثاني: فهو قرار ترامب الذي اعترف به بالقدس عاصمة لـ”اسرائيل” والذي أحدث ضجة كبيرة في الشارع العربي والاسلامي.

وبالتالي فإن تواجد قادة عسكريين لحركات مقاومة وطنية ساهمت في دحر الجماعات الارهابية من بلادها اليوم في لبنان وبالتحديد على الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة يحمل في طياته روح التحدي والمواجهة والنصر وإيصال رسالة مفادها أننا استطعنا الانتصار على أشرس الجماعات الارهابية التي أرسلها الغرب وأمريكا ودعمها الکيان الاسرائيلي والمتعاطفون معها واليوم من حقنا أن ندافع عن إخوتنا في فلسطين كما دافعنا عن ترابنا وأرضنا، وكان كلام الأمين العام لعصائب أهل الحق واضحاً في هذا الاطار، حيث قال: “نعلن جهوزيتنا للوقوف صفا واحدا مع الشعب اللبناني والقضية الفلسطينية أمام الاحتلال الإسرائيلي الغاشم المعادي للإسلام والعرب والإنسانية في قضية العرب المصيرية”.

قائد لواء
قائد لواء “الباقر” على الحدود الجنوبية اللبنانية
ثانياً: ليس من قبيل الصدفة تواجد قائدين عسكريين لحركات مقاومة على الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة وبالتحديد في معقل المقاومة الوطنية اللبنانية في جنوب لبنان، وليس من قبيل الصدفة أيضا أن يكون القائدان من “سوريا والعراق”، وهذا في جوهره يؤكد أن المقاومة الوطنية أصبحت أقوى من أي وقت مضى، ويوجد بينها تنسيق عالي وتجمعها قضية واحدة في المرحلة القادمة وهي الدفاع عن القدس في ظل غياب دور الأنظمة العربية، والجميع يعلم أن حركات المقاومة أثبتت فعالية كبيرة في التصدي للعدوان الإسرائيلي وأصحبت “اسرائيل” تحسب ألف حساب قبل أن تخوض أي معركة في لبنان أو غزة لأنها لازالت تعاني من نتائج حرب تموز في العام 2006 وحرب غزة في العام 2014، وما زالت انعكاساتها تتردد في أروقة الحكومة الاسرائيلية، وحتى الآن يتم تبادل التهم بين القيادات الاسرائيلية عن أسباب فشلهم في كلتا الحربين.

ثالثاً: من خلال الصور التي جاءت من جنوب لبنان عن القادة السوريين والعراقيين وتواجدهم هناك في جنوب لبنان، نستنتج أن كلام السيد حسن نصرالله يترجم إلى أفعال وهذا أول الغيث، حيث ذكر الأمين العام لحزب الله بأن الحرب القادمة مع الكيان الاسرائيلي ستكون بمشاركة الحلفاء.

الخزعلي الامين العام لحركة عصائب اهل الحق
الخزعلي الامين العام لحركة عصائب اهل الحق
الحقيقة أن محور المقاومة اليوم أقوى من أي وقت مضى، و”اسرائيل” تخشى من أي حرب قادمة لانها تعلم بأنها لن تكون كسابقتها، وهذا الكلام ليس بالجديد فقد ذكرته صحف عبرية كثيرة، وبعد أحد خطابات السيد حسن نصرالله، كتب محرر الشؤون العربية في صحيفة “هارتس”، جاك خوري، “إنّ الجيش الإسرائيلي يُدرك جيدا التقدّم في صفوف “حزب الله” في السنوات الماضية والخبرة التي اكتسبها مقاتلوه من خلال انخراطه في الحرب السورية، لافتا الى أنّ الجيش الإسرائيلي غيّر نهجه لمواجهة الحزب”، ورأى الكاتب أنّ أي هجوم ناجح لـ”حزب الله” سيمثّل إنقلابا نفسيا، سيصعب فيما بعد على “إسرائيل” كسره.

ختاماً، يجب أن يفرح كل عربي حر للتقدم الذي تحققه حركات المقاومة الوطنية في معركتها مع الارهاب وأم الارهاب “اسرائيل”، وعلى ما يبدو فإن هذه الحركات جادة في تعاطيها مع قضية القدس خاصة بعد انتصارها في سوريا ولبنان والعراق على الارهاب، ويبقى السؤال هل ستشهد الأيام المقبلة تحشيداً عربياً_اسلامياً للدفاع عن القدس على الأرض بدلا من الدفاع عنها خلف المنابر؟!.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق