التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 19, 2024

هزيمة امريكية اخرى امام ايران القوية.. هل يوجد المزيد ؟! 

عقد مجلس الامن الدولي جلسة طارئة امس الجمعة بطلب امريكي وتمويل سعودي لمناقشة “الاحتجاجات الاخيرة” في ايران؛ في خطوة اثارت استغراب العديد من الدول الاعضاء الدائمين وغير الدائمين في المجلس الاممي.
وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء، ان اجتماع مجلس الامن الدولي امس، اختتم اعماله دون ان يخرج بنتيجة مرضية لامريكا التي حثت على عقده لتشديد الضغط على ايران؛ بما يشكل هزيمة جدية، امام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومواقفها المبدئية الرصينة .

ولم يمض كثيرا عن الهزائم الفادحة التي تكبدتها الولايات المتحدة من محور المقاومة، ان كان على صعيد مكافحة الارهاب الداعشي والتكفيري المساند امريكيا وسعوديا في سوريا والعراق، او على صعيد السياسات الخارجية الاقليمية. وخير مثال على ذلك الفشل الذريع فيما يخص مسرحية “استقالة” رئيس الوزراء اللبناني “سعد الحريري” المعلنة من الرياض وما تبعتها من تداعيات فضحت اكثر من ذي قبل مآرب السعودية “السلمانية” وسيدتها امريكا “الترامبية” في المنطقة.

وفي نظرة عابرة على تصريحات مندوبي البلدان المشاركة في “اجتماع مجلس الامن الدولي امس حول الاحتجاجات الاخيرة في ايران”، يظهر استغراب هؤلاء الساسة من الطلب الذي تقدمت به امريكا الى المنظمة الاممية بشان عقد هكذا اجتماع لكونه يحمل موضوعا يخص شانا داخليا للدول الاعضاء دون ان يعني مجلس الامن الدولي بتاتا.

وفي السياق نستعرض فيما يلي تصريحات عدد من ممثلي الدول المشاركة في الاجتماع :

فقد اكد مندوب إيران لدى الأمم المتحدة “غلام علي خوشرو”، وفي كلمته خلال الاجتماع، على أن انعقاد الجلسة هذه يقوض الثقة بمجلس الأمن الدولي لكونه يطرح موضوعا داخليًّا بالكامل، وبما يشير الى انه عاجز عن طرح قضايا ومواضيع واقعية بما فيها الاحتلال طويل الامد للأراضي الفلسطينية وكذلك القصف الأعمى في اليمن على مدى الاعوام الثلاثة الماضية الذي أدى الى مقتل آلاف الناس الأبرياء وانتشار الأمراض.

واعرب خوشرو عن اسفه من انه وعلى الرغم معارضة بعض أعضاء مجلس الأمن لعقد هذا الاجتماع، فقد سمح المجلس لنفسه أن يُشكّل هذا الاجتماع ليخضع بذلك لسوء استخدام الإدارة الأمريكية الحالية ويخرج عن إطار وظائفه؛ وبناء على هذا فقد أصبح واضحا عجز هذا المجلس في أداء وظيفته الأساسية والواقعية في حفظ السلام والأمن العالميين.

الى ذلك، قال مندوب روسيا “واسيلي نبنزيا” – مخاطبا نيكي هيلي – خلال الاجتماع، “بدلا من ان توظفوا طاقات واهتمامات مجلس الامن لمعالجة الازمات في افغانستان وسوريا وليبيا تهدرونها في القضايا والشؤون الداخلية الخاصة بالدول!”.

وتساءل المندوب الروسي : لماذا اصرت امريكا على عقد هذه الجلسة فيما الوضع الداخلي في ايران بات مستتبا وعاديا ؟! ؛ مضيفا “طبعا يجب ان نشكر امريكا لان رسائلها التي وجهتها الى الايرانيين ادت الى ايجاد التضامن بينهم و وحدتهم حول محور المشاعر المناوئة لامريكا”.

من جانبه، طالب المندوب الصيني في هذا الاجتماع، بـاحترام سلامة الاراضي وحق السيادة للدول؛ مؤكدا على مجلس الامن الدولي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الاخرى.

من جانبه، اعتبر المندوب الفرنسي “فرنسوا دي لاتر”، أن “ما جرى في إيران لا يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين. ويجب ألا يتم استغلال الأزمة الحالية لأهداف أخرى لأنها تؤزم الأوضاع”.

ولفت دي لاتر إلى أن “باريس تريد المحافظة على الاتفاق النووي مع إيران…”.

بدورها، اتهمت بوليفيا على لسان مندوبها “ساشا سيرجيو”، امريكا باستغلال الوضع في إيران لأهدافها السياسية الخاصة؛ داعيا ها إلى عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية.

واللّاف هنا هي تصريحات مندوب الكويت “منصور العتيبي” في هذا الاجتماع؛ حيث انه رغم حديثه الخجول حول العلاقات الودية القائمة بين بلاده وايران، وضرورة إحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، لكنه دعا الى ما وصفه بـ “احترام حق التعبير والتظاهر السلمي” في ايران.

وهنا تجدر الاشارة الى الوضع السياسي السائد في الكويت وشقيقاتها الخليجيات الاخرى؛ فهل حرية التعبير الذي اشار اليها العتيتي مُصرح بها من قبل المسؤولين في هذه البلدان؟!، وهل الجميع سواسية امام القانون في هذه الدول؟ ولماذا النائب في مجلس الامة الكويتي “الدكتور عبد الحميد دشتي” الذي ينبغي ان يتمتع بحصانة سياسية يعيش اليوم خارج بلاده؟!

هي اسئلة يطرحها المتابعون لشان الدول الاعضاء في مجلس تعاون الخليج الفارسي قبل ان تقدم هذه الدول على نقد او الحديث عن حرية التعبير والتعددية الحزبية وغيرها من شؤون ديمقراطية في الدول الاخرى.

وبحسب مصادر مطلعة فإن دعوة المندوبة الامريكية في الامم المتحدة نيكي هيلي لهذا الاجتماع كان بامر مباشر من ترامب ومن دون تنسيق مع وزير الخارجية الامريكي، لتتاكد التوقعات بوجود خلافات بين المسؤولين في الادارة الامريكية الجديدة جراء سياسات رئيسها المتهور.

ويؤكد المتابعون للشان الامريكي ايضا أن هذه الطبخة الترامبية غير الناضجة ومدفوعة الثمن سعوديا، اطاحت من جديد بسمعة امريكا دوليا. فالاجتماع الطارئ لمجلس الامن الذي عقد بطلب امريكا لمناقشة “التطورات الايرانية” لم يتم التصويت فيه ولا اصدار قرار او بيان يشفي غليل البيت الابيض؛ والاكثر من ذلك فإن معظم الاعضاء اكدوا خلاله ضرورة التنفيذ الكامل للاتفاق النووي ومنع التدخل في شؤون الدول الاخرى.

وختاما السؤال يبقى مطروحا على الرئيس الامريكي المتهور دونالد ترامب ، وهو انه الى متى سيواصل الاخير انتهاج سياسات فاشلة لن تتعدى مرحلة الحبر على ورق ضد ايران؟! وذلك بعد هذا الكمّ من الهزيمة والفشل الذي منيت به ادارته خلال فترة قصيرة اثر صمود ايران ومحور المقاومة؟ وهل هناك المزيد من مخططات عمياء ينوي ترامب وحلفاؤه الاقليميون تنفيذها لثني ايران القوية والصامدة عن المضي في مسارها الرسالي، لتتعاقب عليه هزائم جديدة؟ّ! والى متى سيقف الشعب الامريكي مكتوف الايدي امام حماقات رئيسه المكلفة؟!
المصدر / تسنيم

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق