لقاء سعودي إسرائيلي في البيت الأبيض
سياسة ـ الرأي ـ
التقى مسؤولون أمنيون سعوديون مع نظرائهم الإسرائيليين في البيت الأبيض تحت رعاية اليهودي غاريد كوشنير، مستشار وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إضافة إلى مسؤولين إماراتيين وقطريين تحت ذريعة بحث الوضع الإنساني في قطاع غزة.
تحت ذريعة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، كان التطبيع العربي الإسرائيلي، الذي تقوده السعودية، يواصل مهامه، والمطلوب منه أميركياً.
إجتمع مسؤولون في الأمن القومي الإسرائيلي على طاولة واحدة مع نظرائهم من السعودية وعُمان والإمارات وقطر ومصر والأردن، في اجتماعٍ يعتبر الأول من نوعه بشكلٍ علني. فالقمة التي دعا اليها، غاريد كوشنير، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومستشاره في الشرق الأوسط، تعتبر الأول من نوعها بهذا الشكل، لا سيما وأن طابعها كان أمنياً وعسكرياً.
وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية إن القمة التي جرت في البيت الأبيض شكلت لحظة غير مسبوقة للدبلوماسية الإسرائيلية، بحوارها المباشر مع مسؤولين عرب بهذا الشكل.
إذان، لم تعد السعودية بحاجة الى إخفاء علاقاتها مع كيان الاحتلال، حيث أن التطورات في المنطقة باتت تلزم الرياض بكشف ما تستره في علاقاتها مع تل أبيب.
عبّر اجتماع واشنطن عن مضامينه وعن ما سبقه وما سيتبعه. وقد أكد الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الاسرائيلية “ناتيف” ياكوف كدمي، أن اللتصالات بين تل أبيب والرياض موجودة منذ زمن بعيد، وأن الطرفين تجمعهما علاقات دبلوماسية “سرية” عميقة، مشدداً على أن حجم هذه العلاقات أكبر مما يشاع في الإعلام.
أطراف الأزمة الخليجية، الرياض وأبو ظبي والقاهرة والدوحة، اجتمعوا على طاولةٍ واحدة مع كيان الاحتلال، على الرغم من فشل جميع المباحثات الداعية إلى جمعهم وحلّ أزمتهم. لكن في واشنطن، حضرت “إسرائيل”، فحضروا جميعاً، واضعين خلافاتهم جانباً، إذ أن أمن كيان الإحتلال، يطرح نفسه كأولوية.
كان لافتاً للانتباه الإجماعُ الفلسطيني على رفض المؤتمر، إذ وضعته السلطة الفلسطينية في إطار مشروع تصفية للقضية الفلسطينة، رافضةً دعوة واشنطن لحضور المؤتمر، فيما اعتبرت حركة “حماس” أن الاجتماع محاولة لاستثمار معاناة غزة لفرض “صفقة القرن” الأميركية بشأن القدس.
تعقد الرياض اجتماعاً مزعوماً حول الأوضاع الإنسانية المأساوية في غزة، مع المسبب الأساسي لها. يحضر في هذا الاجتماع التطبيع العلني بشكلٍ أساسي، إلى جانبِ التسوية الهادفة إلى عزل القضية الفلسطينية، والتفرغ لإيران، العدو المشترك. وليست الإنسانية التي استفاقت فجأة عند الرياض إلا شماعة لتلك التسويات.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق