التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

15 شهيدًا وأکثر من 1400 جريحٍ في اليوم الأول لمسيرات العودة الكبرى 

وكالات – الرأي –
لم يكن اليوم الأول من مسيرات العودة الكبرى الفلسطينية يوما عاديا؛ كان يوما مجبولا بالدم، بالصمود، بالعنفوان، بالغضب. الرجال والنساء، الأطفال والشيوخ، الشباب والعمال، الموظفون والمعاقون، العجزة والمرضى والمكلومون، غزة كلها، بقضها وقضيضها، خرجت لتقول للعالم أجمع: حقنا سننتزعه بأظافرنا.

وفي مشهد غير مسبوق، تدفق آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة نحو الحدود الشرقية التي تفصلهم عن الكيان الإسرائيلي؛ للمشاركة في مسيرات “العودة الكبرى” التي بدأت بإحياء ذكرى “يوم الأرض” الـ42.

سقيا شجرة العودة

15 شهيدا وأزيد من 1400 جريح، رووا بدمائهم الطاهرة تراب الوطن العزيز، وشجرة العودة المباركة. ورغم سيل الدم، فإن آلاف الفلسطينيين استطاعوا الاحتشاد في خمسة تجمعات أنشأتها “اللجنة العليا لمسيرات العودة” شرقي محافظات القطاع الخمس، وأتموا برنامج الفعاليات المقرر، واتجهوا نحو الحدود.

وكانت غزة شهدت يوم 17 مارس/آذار الجاري الإعلان عن بدء تحضيرات مسيرات “العودة الكبرى” بدعم من الفصائل والقوى الفلسطينية كافة، على أن تبدأ فعالياتها “يوم الأرض” (30 مارس/آذار)، وتتصاعد حتى تصل ذروتها في ذكرى النكبة 15 مايو/أيار المقبل.

ويُنظم الفلسطينيون الحراك للتأكيد على حقهم في العودة إلى ديارهم التي هجّروا منها، ولإفشال مخططات تصفية قضيتهم، لا سيما في ظل الحديث عن “صفقة القرن” التي برزت بعض ملامحها في اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالقدس المحتلة عاصمة لـ”إسرائيل”، وبدء إجراءات نقل السفارة الأميركية إليها، وتقليص دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

فعاليات الحراك

وبدأت فقرات يوم الحراك في المخيمات الممتدة على طول الحدود الشرقية للقطاع بأغانٍ وطنية وثورية، وفقرات فلكلور شعبي، ثم سماع خطبة الجمعة، وتلتها فقرات فنية وكلمات لممثلي القوى الوطنية والوجهاء والمرأة والشباب.

وبعد أداء صلاة الجمعة توجه آلاف الفلسطينيين إلى الحدود مع الكيان الإسرائيلي، فبادرتهم قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص الحي عليهم مباشرة، بالإضافة إلى مئات من قنابل الغاز المدمع التي جعلت التنفس في المنطقة الحدودية أمرا شبه مستحيل.

ولعل أكثر ما ميّز الحراك مشاركة كبار السن والنساء والأطفال إلى جانب الشباب، وشوهد عدد من المسنين يحملون أمتعة على رؤوسهم استعدادا للعودة إلى ديارهم، بينما كان الأطفال يتحلقون من حولهم، وكانت بعض النساء يتقدمن المظاهرات قرب الحدود، وأصيب بعضهن بالرصاص.

وشاركت قيادات من مختلف الفصائل في المظاهرات، أبرزهم رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية ونائبه يحيى السنوار، للتأكيد على دعم القوى الفلسطينية للحراك.

“قبر” صفقة القرن

وأعلنت “الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار” عند السابعة مساء بتوقيت فلسطين (الرابعة بتوقيت غرينتش) انتهاء فعاليات اليوم الأول من المسيرة، داعية الجماهير للعودة إلى ساحات الاعتصام والتخييم فيها.

وقالت الهيئة خلال مؤتمر صحفي عقدته قرب أحد “مخيمات العودة” شرقي مدينة غزة: إن “الشعب الفلسطيني قبر إلى الأبد صفقة القرن المشبوهة التي يقودها ترمب، وأكد إصراره على مواجهة مشاريع تصفية القضية كافة”.

وذكرت أن “اليوم هو البداية (..) وصولا إلى يوم الزحف العظيم (في ذكرى النكبة يوم 15 مايو/أيار المقبل)”، داعية الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة وأراضي 48 والشتات إلى الانتفاض في وجه الاحتلال.

ونعت الهيئة شهداء المسيرة، مطالبة جامعة الدول العربية والأمم المتحدة وجميع مؤسسات المجتمع الدولي بتشكيل لجنة تحقيق في الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة بحق المدنيين العزل.

حراك متواصل

عضو اللجنة التنسيقية لمسيرة العودة أحمد أبو رتيمة قال: إن “الفلسطينيين أرسلوا اليوم رسالة قوية للعالم عبر حشود سلمية غير مسبوقة أكدت تمسكهم بحق العودة ونضالهم من أجل ذلك”.

وما ميز الحراك -وفق ما قاله أبو رتيمة- هو المشهد الوحدوي واحتشاد كل القوى تحت العلم الفلسطيني، بالإضافة إلى تفعيل البعد الشعبي للمقاومة عبر مشاركة أسر بكاملها، في شكل جديد من أشكال النضال ولا سيما في غزة.

وفيما يتعلق بفعاليات الحراك المقبلة، أوضح أن الاعتصام سيتواصل عبر أنشطة مختلفة كالأفراح الشعبية والمهرجانات الثقافية والمسابقات الرياضية حتى 15 مايو/أيار المقبل، وستشهد بعض الأيام الوطنية مثل يوم الأسير في 17 أبريل/نيسان القادم دعوات للاحتشاد الشعبي.

وأراد الاحتلال الإسرائيلي جرّ المظاهرات السلمية إلى “مربع الدم” من خلال عدد الشهداء والجرحى المرتفع، وهي رسالة لم تصل كما أرادها الاحتلال إلى القائمين على المسيرة، وفق أبو رتيمة.

وأضاف أن “الاحتلال أرسل رسالة دموية ضد متظاهرين سلميين لم يشكلوا أي تهديد أمني عليه.. هو لا يريد نجاح الاعتصام السلمي لما يمثله من مأزق له، ويسعى جاهدا إلى مربع الدماء، لكن شعبنا سيواصل النضال السلمي”. انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق