فصائل فلسطينية في غزة تحيي يوم القدس العالمي
سياسة ـ الرأي ـ
أحيت فصائل فلسطينية في قطاع غزة الخميس، “يوم القدس العالمي” للتأكيد على رفض احتلال إسرائيل الجزء الشرقي من المدينة عام 1967.
وحضر مؤتمر نظمته الفصائل ممثلون عن حركات حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفصائل أخرى كما تحدث فيه مسؤول إيراني عبر تقنية الربط التلفزيوني.
وأعلن القيادي في حركة الجهاد خالد البطش رئيس الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار في غزة استمرار فعاليات المسيرات قرب السياج الفاصل مع إسرائيل.
وحث البطش الفلسطينيين على أوسع مشاركة شعبية في فعاليات المسيرات يوم غد (اليوم الجمعة) تحت شعار جمعة مليونية القدس، مشددا على الحفاظ على الطابع السلمي للمسيرات.
وحذر البطش إسرائيل من “ارتكاب أي عدوان” على المتظاهرين، مهددا بأن “المقاومة الفلسطينية تحتفظ بحقّ الرد على أي عدوان إسرائيلي قد يستهدف المتظاهرين السلميين”.
وأكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مسؤول فرعها في غزة جميل مزهر الاستمرار في مسيرات العودة “على طريق انتفاضة العودة والتحرير القائمة على وحدة وشراكة الفلسطينيين في كل الساحات والميادين”.
ودعا مزهر إلى أن تكون مليونية القدس الجمعة “محطة يتوحد بها الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات ليلتحم مع أحرار العالم لإحياءً يوم القدس العالمي وتأكيد التمسك بالمدينة”.
من جانبه، أكد رئيس المؤتمر الدولي ليوم القدس العالمي علي أكبر ولايتي “تصدر الجمهورية الإسلامية الإيرانية لجبهة المقاومة للدفاع عن الشعب الفلسطيني والوقوف معه بصلابة وقوة”.
وقال ولايتي في كلمة له بثت عبر الفيديو إن “للشعب الفلسطيني حق وفضل كبير على الأمة كافة”، مشيرًا إلى أن القدس “رمز فلسطين ورمز جميع مقدسات الشعوب المسلمة ومن شأنها أن توحد صف المسلمين كافة”.
ومن جانب آخر، أعلن إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس″، الخميس، أن حركته “مستعدة للتعاطي إيجابيا مع كل مبادرة حقيقية تنهي الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 10 أعوام”.
جاء ذلك في كلمة له خلال المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة، الذي نظمته “الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة” (فصائلية) في مدينة غزة، ويستمر ليوم واحد، بمشاركة قادة فصائل فلسطينية وكتاب وصحفيين، بمناسبة يوم القدس العالمي، الذي يحل الجمعة.
و”يوم القدس العالمي” يوافق الجمعة الأخيرة من شهر رمضان من كل عام، ويشهد فعاليات ومسيرات على مستوى العالم تنادي بنصرة القدس والمسجد الأقصى في مواجهة الانتهاكات والسياسات الإسرائيلية.
وقال هنية إن “هناك مشروع أمريكي صهيوني قائم على طرح رؤية لتصفية القضية الفلسطينية وتجريم خيار المقاومة، واعتبار أن إسرائيل ليست عدو وأن إيران وفصائل المقاومة هم العدو”.
وأضاف أن “المشروع الأمريكي لن يمر على شعبنا وأمتنا”.
وشدد على أن مشروع حركته قائم على إفشال “صفقة القرن” الأمريكية الهادفة لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، التي أعلنت القيادة الفلسطينية عن رفضها لها.
ودعا إلى بناء جدار قوي يدعم “المقاومة” الفلسطينية، وصمود الشعب الفلسطيني أمام الإدارة الأمريكية.
وفي السياق، أكد هنية أن مسيرات “العودة الكبرى” المتواصلة على حدود قطاع غزة منذ أكثر من شهرين، “أحدثت نقلة نوعية في طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني وحققت اختراقات مهمة (لم يذكرها) على الصعيدين السياسي والعسكري”.
واعتبر أن “مسيرات العودة الخيار الأمثل لهذه المرحلة”.
وطالب بأن تمتد المسيرات زمانيا وجغرافيا إلى الضفة الغربية والقدس.
ومنذ 30 مارس/ آذار الماضي، يشارك فلسطينيون في “مسيرة العودة “الاحتجاجية، قرب السياج الأمني الفاصل بين غزة وإسرائيل.
ويطالب المحتجون بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي التي هُجروا منها، في 1948، وهو العام الذي قامت فيه إسرائيل على أراضٍ فلسطينية محتلة.
وعن جولة التصعيد الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة بغزة وإسرائيل، قال هنية إن “العدو حاول فرض معادلات بالميدان، لكن لا يمكن أن تمر علينا؛ لذلك استطاعت الفصائل من خلال الجولة العسكرية الأخيرة ردع العدو ووقف مفهوم الغطرسة لديه”.
وفي 29 من مايو/ أيار الماضي، اندلع توتر مسلح بين قطاع غزة وإسرائيل، حيث أطلقت الفصائل الفلسطينية صواريخ على المستوطنات المتاخمة لغزة، فيما قصف الجيش الإسرائيلي 35 هدفًا ونفقًا في 7 مواقع تابعة لحركتي “حماس” و”الجهاد الاسلامي”، قبل أن يتم التوصل إلى تهدئة بعد يوم واحد بوساطة مصرية.
وحول المصالحة الفلسطينية، قال هنية: “نحن مع المصالحة لكن لنبدأها بعقد مجلس وطني فلسطيني (أعلى هيئة تشريعية للشعب الفلسطيني بالداخل والشتات) توحيدي، وتطبيق اتفاقيات إنهاء الانقسام السابقة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية”.
وأوضح أن مهام الحكومة يجب أن تتمثل في توحيد مؤسسات السلطة في الضفة وغزة، والتحضير لإجراءات انتخابات عامة والعمل على إنهاء حصار غزة.
وتشهد الساحة الفلسطينية حالة من الانقسام منذ يونيو/ حزيران 2007، عقب سيطرة حركة حماس على غزة، في حين تدير حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس الضفة الغربية.انتهى