التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

بعد جريمة تهجير المسيحيين في الموصل .. داعش أدوات للتقسيم والخراب الحضاري 

بقلم / عبدالرضا الساعدي 
تابع  الرأي العام العالمي والمحللون والسياسيون والمتابعون  للأحداث في العراق مجريات  تهديد وتهجير المسيحيين في مدينة الموصل ، وكيف أن  مغادرة المسيحيين وعددهم نحو 25 ألف شخص لثاني أكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها الى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزع تنظيم الدولة الاسلامية” (داعش) الذي يسيطر على المدينة منذ أكثر من شهر بيانا يطالبهم بتركها.
وهو ما يؤكد حقيقة هذا التنظيم التخريبي الذي يحاول مرة أن يتزين بالدين والعقيدة ومرة أخرى بصبغة ما يسمى ب (الثوار ) ، بينما يتوجه صوب أهداف مشبوهة ومعروفة ، كأداة مسيرة بيد بعض الدول الموالية لإسرائيل ومنهم بعض عرب الخليج الذين شنوا حقدهم وعدائيتهم ضد العراق وشعبه الحضاري والإنساني المسالم ، ومن خلال تأسيس دولة وهمية لهم داخل العراق سميت ب(الدولة الإسلامية )  ، بغية تحقيق مشروع التقسيم  والتفتيت وكذلك التفريغ الحضاري للبلد بواسطة تهجير وتقتيل أهم مكوناته الأساسية ومن بينهم التركمان الشيعة والمسيحيون هناك ..أخيرا.
يقول بعض المحللين بشأن (دولة) داعش الإرهابية   (( داعش تنظيم وظيفي، وجد لتحقيق مجموعة مهام وأهداف، لا علاقة لها بالإسلام ولا العرب، ولا علاقة لها بالحقوق أو العدالة وإقامة شرع الله، وليس من بين الأهداف والمهام تأسيس دولة، فالعصابات قد تتحكم في دول لكنها لا تخلق ولا تؤسس دولا، ويوم يحقق من أنشؤوا داعش أهدافهم أو يتيقنوا بعدم قدرتهم على تحقيق هذه الأهداف، تنتهي داعش فجأة كما ظهرت فجأة.
 
هذا وقد أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، عملية التهجير القسري التي يتعرض لها المسيحيون في الموصل، معتبرة إياها “وصمة عار” لا يمكن السكوت عنها ،
حيث عبر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في بيان للجامعة العربية إن عملية إفراغ الموصل من سكانها المسيحيين هي وصمة عار لا يجوز السكوت عنها، وهي بمثابة جريمة بحق العراق وتاريخه وبحق الدول العربية والإسلام والمسلمين جميعاً“.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي أكد، في وقت سابق أن ما تقوم به عصابات “داعش” ضد المسيحيين وتهجيرهم من نينوى يكشف زيف إدعاءات وجود ما يسمى بـ”الثوار”، فيما لفت إلى أهمية الوقوف صفا واحدا لمواجهتهم.
وقد عبر بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو عما حدث  قائلا “لأول مرة في تاريخ العراق، تفرغ الموصل الآن من المسيحيين”، مضيفا ان “العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك واربيل” في اقليم كردستان العراق ، وإن مغادرة المسيحيين وعددهم نحو 25 ألف شخص لثاني أكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها الى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزع تنظيمالدولة الاسلامية” (داعش) الذي يسيطر على المدينة منذ أكثر من شهر بيانا يطالبهم بتركها. وذكر ساكو أن البيان دعا المسيحيين في المدينة  الى اعتناق الإسلام، وإما دفع الجزية من دون تحديد سقفها، أو الخروج من مدينتهم ومنازلهم بملابسهم من دون أية أمتعة، كما أفتى أن منازلهم تعود ملكيتها منذ الآن فصاعدا الى الدولة الإسلامية“.
يذكر أن مئات العائلات المسيحية نزحت ، خلال الأيام القليلة الماضية ، نحو المناطق الآمنة في محافظة نينوى وإقليم كردستان العراق، بعدما هددهم إرهابيو داعش بمواجهة الموت، ما لم يغيروا دينهم أو يتركوا المدينة أو يدفعوا الجزية.
 
 
 
طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق