التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

النحات فاضل مسير: حرفية الفنان العراقي امتداد لإرثه الحضاري 

“أفضّل الاستماع إلى الموسيقى فهي وحدها من تجعلني أبحر بين الماء والطين والخيال، عندها تفتح الأفكار أبواب التحضير.. فأبدأ بتكوين عناصر العمل في مشغلي الصغير..”، بهذه الطريقة يقدم الفنان النحات فاضل مسير على عمل منحوتاته.. فهي ليست مجرد أكوام جبس وشمع وطين، بل هي قصص تحكي حاضرها وماضيها.. خيال تحركه أنامل خبرة عشقت هذا الفن واحترفته فناً.

 

وفاضل مسير فنان عراقي من مواليد الناصرية، درس في كلية الفنون الجميلة ببغداد وشارك في العديد من المعارض التي أقامتها وزارة الثقافة، وللموسم الثاني على التوالي يحضر إبداعه في (سمبوزيوم باتراس اليونان) وهو ملتقى لكبار الفنانين.

 

كل هذا وأكثر في حوار لفاضل مسير مع “الصباح”.

• كيف ترى واقع فن النحت في العراق؟

– الفنان العراقي مميز ومؤثر بالمنطقة وهو ذو حرفية عالية، وذلك لامتداده الحضاري والتاريخي، فنحن لدينا نحاتون مبدعون ولكن أعمالهم ﻻ تتعدى قاعات العرض، وهذا ما يولد حالة من الإحباط لدينا، وهنا نحتاج دورا أكبر من المؤسسات الفنية والحكومية تجاهنا. وهناك جيل من النحاتين لم يأخذ فرصته بعد ونحن منهم، حيث اقتصرت الأعمال النحتية في السابق على بعض الأسماء. ولم تتعد تلك الدائرة، نتمنى أن تعطى فرصة لجيل ما بعد الرواد وان يأخذوا دورهم في النصب والأعمال الكبيرة.

• أول منحوتة لك كانت في أي عام.. ولمن؟.. وهل مازلت تحتفظ بها؟.

– أول منحوته كانت وأنا طالب في كلية الفنون الجميلة قسم النحت العام 1993. قدمت ماكيتا مصغرا كان أطروحة التخرج لعمل فارس وحصان بالحجم الطبيعي. كان مميزا وقد اشاد به جميع الأساتذة ونفذته بشكل جيد. وكان لعميد الكلية الفنان د.فاضل خليل والمعاون الفنان نجم حيدر دور مهم وبعد إنجازه وضع في بوابة أكاديمية الفنون الجميلة وهي بصمة أعتز بها دائماً وﻻزالت إلى هذا اليوم في مكانها.

• أي المواد تستخدمها في النحت؟

– بالنسبة للبرونز الطين والجبس هو تحصيل حاصل للوصول الى مادة البرونز، مروراً بمادة الشمع. والطين ذو أهمية ومرونة عالية تجعل الفنان يتصرف به بكل سلاسة. وبعد اﻻنتهاء من الطين بشكل كامل يؤخذ قالب من مادة الجبس له ثم نعمل على قالب من الشمع وبعد المرحلة النهائية تصب له نسخة من البرونز، وفي النحت خامات متعددة منها الخشب والحجر والحديد وخامات كثيرة أخرى. وبشكل عام الفنان أو النحات ﻻ يقف عند حدود المادة فهو متغير ويبحث عن كل ما هو جديد.

• هل ما زلت تحلم بمصهر للبرونز في العراق؟

– المصهر هو المرحلة الأخيرة لإنتاج العمل النحتي (البرونز) ومهم جداً للفنان من حيث تقنية العمل وخروجه بنوعية عاليةٍ. وبالرغم من أن العراقيين يعتبرون من رواد الحركة التشكيلية بالمنطقة إلا أننا نزال نستعمل المصهر بالتقنيات القديمة وعدم وضع المقاييس الحقيقية للعمل لدى السباكة إضافة إلى عدم نقاوة المعدن، كل هذه العوامل تنتج عملا غير متكامل بشكل دقيق ما يجعل النحاتين يذهبون إلى مصر والصين لصب أعمالهم بشكل جيد.

• بمن تأثرت وماهي طقوس العمل؟

– نحن محظوظون ﻻننا تتلمذنا على أيدي اساتذة كبار في الكرافيك الفنان الكبير رافع الناصري وعبد الرحيم الوكيل وإسماعيل فتاح الترك وصالح القره غولي ومحمد غني حكمت وهم كانو حافزاً للإبداع والمد الروحي، وعالميا من عصر النهضة مايكل أنجلو ومن العصر الحديث رودان وكان لهم التأثير الحقيقي على اهتمامي وانتمائي للنحت والمدرسة الواقعية.

 

أما طقوس العمل فتبدأ الفكرة بالتبلور والتحضير والبحث والدراسة ثم ابدأ بالتنفيذ بعد اكتمال كل عناصر العمل ومن خلال مشغلي الخاص وبفترات متقطعة. الموسيقى لها الحيز المهم أثناء العمل من حيث صفاء الذهن والتركيز على الموضوع وتجعلني بانسجام تام.

 

– سأنتهي قريباً من إنجاز بعض الاعمال البرونزية للمشاركة فيها بمعرض مع اثنين من الفنانين العراقيين. رائد الواسطي وشرحبيل أحمد. كما اني أتهيأ لتنفيذ عمل كبير من البرونز يمثل مرحلة زمنية مرت ببلدنا. وانتظر انتهاء بعض اﻻمور اﻻدارية للمباشرة به.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق