خلايا “داعش” تنتشر كالسرطان في البحرين
منيب السائح –
المعارضة البحرينة كانت اول من حذر من وجود خلايا نائمة ل”داعش” تتكون من عناصر موالية للنظام وتحمل الافكار الوهابية التكفيرية التي تعتبر الشيعة العدو الاول لها، انتفضوا في وجه النظام ام لم ينتفضوا، فهم اهداف مشروعة للقتل والتهجير، حيث وجد النظام الخليفي في مثل هذه العناصر سلاحا في غاية الاهمية لمواجهة الحراك الشعبي السلمي للشعب البحريني المنادي بالاصلاح.
رغم ان المجموعات التكفيرية في البحرين لم تكن تخشى الظهور في العلن لانها تعرف انها تحظى بحماية النظام، وان النظام احوج ما يكون اليها للوقوف امام الانتفاضة الشعبية، وشيطنة هذه الانتفاضة واخراجها من اطارها المدني السياسي وتحويلها الى صراع طائفي بين الشيعة والسنة وتحويل ما يجري في البحرين الى فتنة طائفية ليكون من السهل على النظام تأليب الراي العام العربي ضد الثورة البحرينية والشعب البحريني وبالتالي قمع ثورته بكافة الاساليب والاسلحة المحرمة.
تقارير استخباراتية امريكية صدرت حديثا اكدت ان الخلايا النائمة ل”داعش” داخل البحرين قد بدأت بالتحرّك الفعليّ والنشاط العلنيّ في مختلف المناطق وأبرزها مدينة المحرّق شرق العاصمة المنامة، يقودها، عقيد المخابرات السابق المعروف لدى الغالبية العظمى من الشعب البحريني بالجلاد عادل فليفل، الذي اخذ يخرج في العلن وعبر شبكات التواصل الاجتماعي مهددا رموز علمائية ضخمة لها وزنها في البحرين والمعروفة باعتدالها وحكمتها كاية الله الشيخ عيسى قاسم، بالموت، واصفا هذه الرموز بابشع واشنع الصفات مستخدما لغة التكفيريين من امثاله “الدواعش” في العراق وسوريا.
اما مركز نشاط هذه التنظيمات والتجمعات التكفيرية الموالية للسلطة وعلى رأسها “داعش” هو جامع الفاتح بالمنامة، وقد نشرت الناشطة الاجتماعيّة البحرينيّة هدى المحمود على حسابها في موقع التواصل الاجتماعيّ «تويتر»، صورة لمجموعات سلفيّة ترفع علم تنظيم “داعش”، في الوقت الذي صنف نظام آل خليفة “داعش” على انه تنظيم ارهابي!!.
ان استراتيجية الانظمة التي لا تمتلك قاعدة شعبية بين ابناء شعبها وخاصة لو كانت هذه الانظمة قائمة على اسس طائفية، هي استراتيجية واحدة مهما اختلفت الجغرافيا والمسميات السياسية، حيث تقوم هذه الاستراتيجية على إلباس كل تحرك شعبي لباسا طائفيا، وربط هذا التحرك بدول وجهات اجنبية تكون على مذهب الاغلبية الساحقة لذلك الشعب، كما حدث في العراق ابان النظام الصدامي المقبور، وكما يحدث الان في البحرين، حيث تشرعن مثل هذه الانظمة كل اساليب القمع التي تصل الى جرائم التطهير العرقي والمذهبي، واستقدام شذاذ الافاق لقمع الغالبية العظمى من الشعب، تحت يافطات وعناوين طائفية، للدفاع عن الاقلية المهددة من الاكثرية!!.
للاسف الشديد ان استقواء بعض العراقيين من الذين مازالوا يمنون النفس بعودة النظام الصدامي المقبور، بوحوش كاسرة من امثال “داعش” التي دخلت الموصل بتواطؤ وخيانة الصداميين، على امل دحر الجيش العراقي واعادة البعثيين الى السلطة مرة اخرى، ولكن لم يمر شهران على “غزوة” الموصل ” البعثداعشية” الا وظهرت بوادر انتفاضة داخل الموصل ضد “الدواعش” والبعثيين الذين جاؤوا بهم، بعد ان تجاوزت ممارساتهم الاجرامية كل الخطوط الحمراء اخلاقيا واجتماعيا وسياسيا وامنيا.
ان الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه بعض العراقيين الذين لا يمتلكون قاعدة شعبية بين اهالي الموصل والعراق بالاستقواء ب”الدواعش” ظنا منهم ان بالامكان اتخاذهم وسيلة لتحقيق ماربهم للنيل من ارادة العراقيين واعادة عقارب الساعة الى الوراء، فاذا بهم يقعون في بئر عميقة لا نهاية لها، و اوقعوا معهم اهل الموصل ايضا، الذين يعدون الايام للتخلص من كابوس داعش، ان مثل هذا الخطأ التاريخي يحاول الان آل خليفة في البحرين تكراره عبر السماح ل”داعش” لغرس مخالبها في الجسد البحريني لعل وعسى يجد النظام الخليفي مخرجا من الانتفاضة الشعبية السلمية الحضارية للشعب البحريني التي تخنق النظام، دون ان يعلم ان سرطان “داعش” اذا ما ضرب الجسد البحريني فان اول من سينهار هو النظام كما انهار الجيش الحر في سوريا والصداميون في العراق.