سنجار .. ضحية جديدة لفخاخ داعش
جاسم العذاري –
يتكرر مجدداً احد فخاخ داعش الذي استخدم بنفس الاسلوب عند سقوط الموصل في 10 حزيران 2014 , وهذه المرة عند المناطق التي سيطرت عليها البيشمركة منذ الايام الاولى لاحتلال الزمر الارهابية مدينة الموصل .
فاطلقت داعش اخبار تحدثت عن اسحاب البيشمركة عن مناطق من شمال العراق امام المجاميع الارهابية وانتشرت تلك الاخبار بسرعة عبر وسائل الاعلام المقروءة والمكتوبة من دون التأكد من مصداقيتها .
الحقائق تشير الى ان “داعش” كانت تبعد عن هذه المناطق عشرات الكيلومترات ، ولم تسجل اية انسحابات للبيشمركه امام “داعش” ، ولكن للاسف شاهدنا ان هذه الاخبار انتشرت كالنار في الهشيم في وسائل اعلام مناهضة لـ”داعش” وبشكل هستيري مصحوبة بصور وافلام عن نزوح بعض المدنيين و مجازر ارتكبتها “داعش” في مناطق اخرى من العراق وحتى سوريا ، وكأن الوسيلة الاعلامية تريد ان تقول ان من لا ينسحب من امام “داعش” فسيكون مصيره مصير هؤلاء الناس الذين فصلت رؤوسهم عن اجسادهم او اعدموا رميا بالرصاص ، وهو مايؤثر سلبا على معنويات المقاتلين الذين يتصدون ل”داعش” من اي جهة عراقية كانت.
الحرب النفسية هي الوسيلة التي تشنها “داعش” والتي يساعدها البعض عن قصد من الاعلام الخليجي السعودي القطري ، وعن غير قصد كما هو حال الاعلام غير المهني وغير الحرفي في العراق وسوريا وفي شبكات التواصل الاجتماعي ، هذه الحرب كانت اكثر تاثيرا بعشرات المرات على معنويات المقاتل الذي يتصدى لـ”داعش” من قوة “داعش” ذاتها .
فالحقيقة التي باتت معروفة ان زمرة “داعش” لا تملك تلك القوة التي تحاول ان تظهر بها نفسها ، عبر بث اشرطة القتل الجماعي والاعدامات والتهجير ، فمثل هذه الاعمال تعكس ضعف “داعش” لا قوتها ، فهي بهذه الاعمال الوحشية تحاول التغطية على ضعفها وعدم قدرتها في مواجهة مقاتلين اشداء عقدوا العزم على مواجهتهم ، الا انه وللاسف الشديد ، تتحول نقط الضعف هذه الى نقطة قوة لـ”داعش” عبر الترويج لها بهذا الشكل الساذج.
ان على الاعلام العراقي والسوري واللبناني وشبكات التواصل الاجتماعي التي تناهض “داعش” يجب ان تتعامل باستهزاء وسخرية مع هذا التنظيم المتخلف ووضعه في حجمه الطبيعي ، كمجموعة من الافاقين الذين لا جذور لهم لا في العراق ولا في سوريا ولا في لبنان ، وهؤلاء يمكن استئصالهم بسهولة ، فهم ينهزمون امام اول مقاومة حقيقية ، وكما شاهد العالم عشرات الحالات من الهزائم المشينة لقادة ومقاتلي هذا التنظيم وهي يهربون بثياب نسوية وعلى كراسي متحركة وحفاة في الكثير من المناطق العراقية والسورية واللبنانية من امام الابطال من القوات المسلحة في هذه الدول ومن رجال المقاومة والقوات الشعبية ، ومثل هذه الحقائق هي التي يجب ان تتكرر وتعرض على شاشات التلفزيون وعلى شبكات التواصل الاجتماعي ، كي نمزق بها تلك الصورة المزيفة للـ”داعشي” الذي يَقتل ولا يُقتل ، ونرسم صورته الحقيقية وهي صورة “الداعشي” الجبان الرعديد الهارب متخفيا بلباس النساء خوفا من الوقوع في قبضة القوات المسلحة في العراق وسوريا ولبنان.
احذروا مما يبتغيه داعش ..
عندما تتقاطع دعاية التنظيم التكفيري الوهابي “داعش” مع الحرب الدعائية الاعلامية التي يشنها الاعلام الخليجي الممول سعوديا وقطريا على الجيوش في العراق وسوريا ولبنان ، والتي تصب في صالح هذا التنظيم الارهابي واظهاره على انه قدرة لا يمكن مواجهتها او الوقوف في وجهها.
بالاضافة الى العاملين السابقين المروجين لهذا التنظيم الارهابي ، هناك للاسف عامل اخر يتصرف بسطحية وعدم حرفية في التعامل مع الاخبار الخاصة بهذا التنظيم ، بالشكل الذي تحول الى بوق له دون ان يدري انه يساهم في رسم الصورة التي تريد “داعش” رسمها لها دون ان يكلفها ذلك مالا او جهدا، وهذا العامل هو الاعلام التابع للحكومات والجهات والتنظيميات التي تناهض “داعش”!!.
ان الطريقة التي تعمل بها الجهات الاعلامية المناهضة لـ”داعش” ، من قنوات فضائية واذاعات وصحف وشبكات تواصل اجتماعي ، لصالح هذا التنظيم ، تتمثل في تكرار عرض الافلام والصور والاخبار التي تنشرها المواقع التابعة لـ”داعش” ، وهي افلام وصور واخبار تظهر مدى وحشية وقسوة “داعش” ، التي لا ترحم حتى بحلفائها من باقي التنظيمات التكفيرية الاخرى ، وهي افلام وصور واخبار سعت تلك الجهات نيابة عن “داعش” لنشرها في اكبر مساحة واسعة من الفضاء الاعلامي الموجود ، وهي تعتقد انها تحسن صنعا بنشرها وبثها وتكرارها بهذا الشكل البعيد كل البعد عن المهنية والحرفية ، والتي تؤكد ان هذه الجهات وقعت في فخ “داعش” دون ان تدري ، بل اصبحت تعمل لصالح “داعش”.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق