الأهداف والنتائج المحتملة لإضافة الحرس الثوري إلى قائمة الجماعات الإرهابية
أعرب مراسل وكالة الأنباء “رويترز”، بأن البيت الأبيض يعتزم إضافة الحرس الثوري إلى قائمة المنظمات الإرهابية، ولفت إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية قد تقوم بالإعلان عن هذا القرار علناً اليوم الاثنين 8 أبريل 2019 وأشار مراسل “رويترز” إلى أنه في حالة أقرت حكومة “ترامب” هذا القرار بشكل نهائي، فإنها ستكون هذه هي المرة الأولى التي تقوم أمريكا بإضافة مؤسسة عسكرية لبلد ما إلى قائمة المنظمات الإرهابية وأضاف بأن هذا الإجراء غير العادي الذي ستقوم به حكومة أمريكا قد أثار الكثير من الأسئلة التي ركّزت على مدى تماشي هذا الإجراء مع القانون الدولي؟ وكيف ستكون آثاره الأمنية؟
أهداف حكومة “ترامب” من الضغط على الحرس الثوري
لقد ازداد الضغط على إيران منذ مجيء “دونالد ترامب” إلى البيت الأبيض على الرغم من التزام طهران بالاتفاق النووي، لذلك يجب البحث عن أهداف ودوافع “ترامب” والحكومة الأمريكية في مكان آخر وهنا تجدر الإشارة إلى أن “ترامب” قام بالإعلان عام 2017 عن استراتيجية الأمن القومي الأمريكية والمتمثلة بكبح جماح إيران في المنطقة.
ويعدّ الحرس الثوري الإيراني على رأس الأولويات التي يسعى “ترامب” لفرض الكثير من الضغوطات عليه، وهذا الأمر أشار إليه “ترامب” بوضوح قبل مغادرة بلاده الاتفاق النووي وتشير العديد من المصادر الإخبارية بأن الحكومة الأمريكية بعدما قامت بالانسحاب من الاتفاق النووي، شرعت بنشر الكثير من الدعاية لتنفيذ “استراتيجية الرجل المجنون”، ووعدت بأنها ستعمل على شلّ الاقتصاد الإيراني والقضاء على الحرس الثوري بالكامل ولكنها لم تفلح ونتيجة لذلك بذلت خلال الفترة السابقة الكثير من الجهود لإضعاف محور المقاومة ليتم توفير الظروف اللازمة للدفع بصفقة القرن المشؤومة وتعويض فشل أمريكا في المنطقة، لكن الحرس الثوري قضى على جميع المؤامرات التي كانت تحاك ضده، سواء في المنطقة أم داخل البلاد.
وحول هذا السياق، قال رئيس هيئة الأركان العامة اللواء “مريان”، بأن القوات الايرانية تمكنت في نوفمبر الماضي من إحباط آلاف من العمليات الإرهابية ولفت اللواء “مريان” إلى أن أمريكا فشلت أيضاً في خلق إجماع دولي معادٍ لإيران في قمة “وارسو”.
إضافة الحرس الثوري إلى قائمة المنظمات الإرهابية وانتهاك القانون الدولي
تتمتع جميع البلدان بمبدأ المساواة في السلطة وفي أعقاب معاهدة “ويستفاليا” التي تم التوقيع عليها في عام 1648، أصبحت سيادة الدول أكثر رسمية من ذي قبل وفقاً لمبادئ “ويستفاليا” لسيادة الدول، وهو حق يتم من خلاله تحقيق الإدارة الإقليمية والسلطة الداخلية ويشمل البعد الخارجي للسيادة أيضاً استقلال الدول أمام القوى الأخرى وتسمح الفقرة 2 من المادة 1 من ميثاق الأمم المتحدة للدول بتكوين جيش عسكري رسمي تحت عنوان السيادة الإقليمية.
ووفقاً للمبدأ والقانون رقم 150 من دستور الحرس الثوري الذي يعمل على حماية الثورة وإنجازاتها العظيمة التي حققتها قبل أربعين عاماً، والذي يعدّ جزءاً من مجموعة القوات العسكرية للبلاد، لا يمثل وجود قوتين أو أكثر من القوات العسكرية في بلد ما انتهاكاً للقانون الدولي وذلك لأن أمريكا نفسها لديها ستة أنواع من القوات العسكرية وكلها تنفذ أنشطة دولية واسعة النطاق ولذلك، فإن الحرس الثوري يعدّ مؤسسة عسكرية في إطار القانون الدولي يخدم البلاد ويعمل على حفظ الأمن والأمان فيها وجميع الادعاءات التي يطلقها الأعداء ويصفونه بأنه جماعة إرهابية، ما هي إلا انتهاك للقانون الدولي ولن تكون لها أي غطاء قانوني ولن تحصل على أي دعم من قبل الحكومات الأخرى.
إمكانية الإعلان عن ضم الحرس الثوري الإيراني إلى قائمة المنظمات الإرهابية والتداعيات المترتبة على ذلك
إذا تم الإعلان رسمياً عن ضم الحرس الثوري إلى قائمة المنظمات الإرهابية، فإن بعض آثارها قد تتمثل في مصادرة أمريكا لممتلكات وأموال الحرس الثوري، أو تفتيش القوات الأمريكية للسفن البحرية التي يملكها الحرس الثوري في المياه الحرّة وإذا ما قامت أمريكا بشيء من هذا القبيل لإرضاء حلفائها، فإنه يجب على الجيش الأمريكي مواجهة الحرس الثوري الذي سيعمل على الدفاع عن نفسه وضرب المصالح الأمريكية الحيوية في المنطقة.
وحول هذا السياق، حذّرت الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأمريكية من العواقب التي ستنجم عن ضم الحرس الثوري الإيراني إلى قائمة المنظمات الإرهابية وعلى سبيل المثال، حذّر رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال “جوزيف دانفورد” من العواقب الوخيمة لهذه الخطوة التي ستصبّ بظلالها على القوات الأمريكية في المنطقة، ومن جهته حذّر اللواء “جعفري”، قائد الحرس الثوري، من أنه إذا قامت أمريكا بهذه الخطوة المستفزة، فإنه سيتعيّن عليها أن تبني قواعدها ومواقعها العسكرية على بعد ألفين كيلومترات من الصواريخ الإيرانية.
وفي السياق ذاته، أعرب “حشمت الله فلاحات”، رئيس لجنة الأمن القومي الإيرانية يوم أمس، رداً على احتمال قيام أمريكا بمثل هذا الإجراء، حيث قال: “إذا تم إدراج الحرس الثوري الإسلامي في قائمة المنظمات الإرهابية، فسوف نضع الجيش الأمريكي في قائمة الإرهابيين إلى جانب تنظيم داعش الإرهابي”.
المصدر / الوقت