التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

الهجوم على الحشد الشعبي يعكس الوجه القبيح للصهيونية الأمريكية 

استمرت قوات الحشد الشعبي بعملياتها في تطهير الأراضي العراقية من الإرهاب خلال الأشهر القليلة الماضية، ما دفع الأمريكيين والکیان الصهيوني للسعي لخلق الانقسامات والنزاعات الجيوسياسية.

حيث تم استهداف قاعدة الشهداء في منطقة الشهابي صباح الجمعة التابعة للحشد الشعبي وتعرّضت المنطقة لهجوم مجهول باستخدام طائرة من دون طيار، ما أسفر عن مقتل وإصابة ثلاثة من قواتها.

حتى الآن، لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن تزامن الحادث مع التهديدات والضغوط التي تم اتخاذها ضد قوات الحشد الشعبي خلال الأشهر القليلة الماضية لحلّها، أثار اهتمام وسائل الإعلام حول من هي الجماعات والجهات الفاعلة التي تهدف لإضعاف الحشد الشعبي وما هي الأهداف وراء الهجوم على هذه القاعدة؟

كان الحشد الشعبي القوة الرئيسية في الحرب ضد داعش وتم تشكيله رسمياً، وفي نوفمبر 2016، و أقرّ البرلمان العراقي بالوضع القانوني للحشد الشعبي وكان تحت سيطرة رئيس الوزراء في البلاد، ولكن بعد مجيء ترامب، كانت معارضة نفوذ إيران في العراق واحدة من الخطوط العريضة لاستراتيجيته الجديدة، وفي هذا المسعى، وبدأت الهجمات والضغوط السياسية ضد هيكلية الحشد الشعبي، وحتى الآن، استمرت بلا هوادة حیث تعتبر أمريكا الحشد الشعبي قوة مقلقة لأهدافها الانفصالية والمسببة للانقسام، ولحلفائها مثل الکیان الصهيوني.

وقال علي عبودي، رئيس المكتب السياسي لحزب الله في العراق: “أحد أهداف الأمريكيين من حلّ الحشد الشعبي هو إضعاف المنطقة، حيث يسعى العدو إلى حلّ كل المقاومة الإسلامية في المنطقة”.

ثم جاء قرار الكونغرس الأمريكي بحلّ الحشد الشعبي ليؤكد أن النتيجة الأولى لهذه السياسات هي خسارة الثقة الدولية في واشنطن، ومن ناحية أخرى إن أحد أهم العقبات التي تحول دون القضاء على الحشد الشعبي هو أولاً الأداء الناجح لهذه القوة الشعبية في مكافحة الإرهاب والثقة العامة للشعب العراقي في هذه القوة، وثانياً دعم سماحة السيد آية الله السيستاني، كسلطة مهمة في العراق لهذه القوات، إضافة إلى أن هذه القوات لم تطلب أي منصب سياسي حتى الآن، لذلك، إذا تم الضغط لإزالة الحشد الشعبي، فإن ذلك سيؤدي إلى احتجاجات جدية من قبل الشعب العراقي لتفكيك جميع القواعد والقوات الأمريكية.

إنجازات جديدة للحشد الشعبي

أوضح قاسم مصلح، قائد عملية الحشد الشعبي في الأنبار، أن قوات الحشد الشعبي قصفت مواقع داعش بالقرب من قرية الصوة في ريف دير الزور بالقرب من سوريا – العراق، ما أسفر عن مقتل العشرات من عناصر هذه المجموعة الإرهابية، وأدّى لسقوط جرحى.

واصل الحشد الشعبي التركيز على مواجهة عناصر داعش المتبقية وتأمين الأمن الكامل على الحدود الشمالية العراقية، وفي أيار خلال عملية مشتركة مع الجيش السوري، تم تدمير بعض العناصر المهمة لداعش في مدينة التاسوس شرق صلاح الدين.

وبعد نشر فيديو عن تنظيم “داعش” حديثاً والذي يظهر أن الحشد الشعبي في طليعة حملة جادة ضد داعش، زادت شعبية هذه القوة على الرغم من الضغوط السياسية الأمريكية.

كان الكيان الصهيوني هو العامل الرئيس وراء غزو بوش للعراق ويستمر في متابعة مصالحه الخاصة في العراق بعد 16 عاماً.

منذ العام الماضي، زادت التهديدات التكتيكية الإسرائيلية لعمليات محدودة في العراق وفي الشهر الماضي، قال ليبرمان، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق: “إن إسرائيل ستتعامل مع أي تهديد من أي مصدر “، وكان يعني بذلك العراق أيضاً وتضمّن كلامه تهديداً ضمنياً، وبعد بضعة أشهر، وصف الجنرال تامير هايمان رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في مؤتمر صحفي في تل أبيب، تأثير إيران المتزايد على العراق بأنه تهديد محتمل لـ “إسرائيل”، قائلاً إن إيران يمكن أن تستخدم العراق كمنصة لمهاجمة “إسرائيل”.

وبعد المرسوم الأخير لعبد المهدي، تمّ ضم الحشد الشعبي وأصبح مثله مثل القوات المسلحة الأخرى في العراق، كلواء وكتيبة لهيكل القوات المسلحة العراقية، وخيّب بذلك أمل أمريكا وإسرائيل.

وبالتالي فإن الهجوم على قاعدة حسّاسة لهذه القوات يحمل عدة أهداف هي:

1- بعد مرور بعض الوقت على تشكيل التعبئة الشعبية للحشد الشعبي، انضم بعض رجال القبائل السنية العراقيين من محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار، إضافة إلى المسيحيين، لذلك فإن استهداف قاعدة هذه المجموعة في محافظة صلاح الدين كان بهدف تهديد القوات والقبائل السنية والشيعية، وهذا النزاع يجعلهم يختلفون مع القوات الشيعية.

2- قال الأمين العام للمجلس القبلي العربي، ثائر البياتي: “استهدفت غارة الطائرات من دون طيار المنشآت الحيوية للمخيم، وتم تنفيذ الهجوم بعد عملية مراقبة”.

3- وفقاً لمراسل صحيفة “العالم” في العراق، فقد تم إطلاق النار على طائرة أمريكية من طراز 350 قبل أيام بتصوير جوي لجبال سنجار ومناطقها الجنوبية، بالإضافة إلى التقاط صور لمواقع الحشد الشعبي ومن ضمنها الفرقة الخامسة عشرة في الجيش العراقي والقوات التي ترافقه.

على الرغم من أن وزارة الدفاع الأمريكية قد ادّعت أن الهجوم لم ينفّذ من قبل أمريكا، إلا أن وكالة المصل الإخبارية نقلت عن ELINT NEWS UK قولها إن الهجوم على قوات الحشد الشعبي كان بواسطة سلاح الجو الصهيوني.

يقول بعض الخبراء أيضاً: إن هناك إمكانية ليكون الهجوم بواسطة طائرات f-35 للکیان الصهيوني، فقد سبق أن هدد نتنياهو باستخدام هذه الطائرات في أي عملية في الشرق الأوسط.

يرى بعض خبراء الأمن أن شكل الهجوم كان على غرار هجوم الکیان الصهيوني ضد قوات الحشد الشعبي في 28 يونيو من العام الماضي، والذي لعبت فيه القوات الأمريكية دور دعم المخابرات. من المؤكد أن الشعب والنخب السياسية في سوريا والعراق يعلمون جيداً دور أمريكا والکیان الصهيوني في إنشاء ودعم الجماعات الإرهابية وانعدام الأمن في العراق وسوريا منذ عام 2011، لذلك فهم يواصلون الثقة في قوات شعبية أكثر من أمريكا.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق