ما هی أهم مواقف رفض التطبیع مع الکیان الإسرائیلی؟
لطالما انتهج الكيان الإسرائيلي المحتل للأراضي العربية في فلسطين والعديد من الأراضي العربية استراتيجيات الدهاء والحيلة للإيقاع بالعرب والمسلمين للاعتراف به وبوجوده بشكل رسمي أو مجتمعي أو حتى على مستوى الأفراد، ووضع لذلك إمكانيات بشرية وفكرية وإعلامية وعلمية واتصالية ونفسية ولوجستية ومادية ضخمة لتحقيق هذا الهدف الحيوي بل الوجودي بالنسبة له، وكسر الحصار الذي واجهت به الأمة العربية-الإسلامية وكل أحرار العالم هذا الكيان الغاصب المعتدي الذي ارتكب أفظع الجرائم وأبشع عمليات الإبادة ضد الإنسانية والتطهير العرقي.
وركّز الكيان الصهيوني في ملف التطبيع على المجالات الأكاديمية والبحثية والتعليمية والرياضية والثقافية والفنية والإعلامية، التي يسهل عبرها الاختراق والتجنيد، والهدف هو كسر الحاجز النفسي من الوجود في نفس المساحة مع العرب والمسلمين، والغاية هي إضفاء الشرعية على وجوده، وبالتالي تسويق نفسه كدولة لها وجود قانوني وفعلي، ومحو صفة الكيان المحتل الغاصب للحقوق المعتدي، الوحشي والقاتل والمشرد والمغتصب.
لا بدّ من الإقرار أن المجال الرياضي كان ضمن المقاطعة تقريباً، ويحسب للرياضيين العرب بصفة تكاد تكون ساحقة انسحابهم بكل شرف وسعادة، وعدم الدخول في المواجهة مع الفرق أو الأفراد الإسرائيليين حتى لو كلفهم ذلك الغالي والنفيس، ولو فرضت عليهم العقوبات العالية وحتى لو وصل الأمر بهم إلى قطع مسارهم ونشاطهم الرياضي نهائياً، المهم ألّا يمّكنوا “اسرائيل” من فرصة الاعتراف والقبول واعتبارها كدولة واعتبار أفرادها شعباً، ووجب احترام وتكريم هؤلاء الرياضيين والاحترام الأكبر للشعوب العربية التي استقبلتهم استقبال الأبطال عند الانسحاب ورفعتهم إلى المرتبة المرموقة، حيث إن تصرفهم لم يقلّ قيمة عن البطولات العظيمة في ساحات المعارك.
في هذا الصدد رفضت الملاكمة التونسية الشابة ميساء العباسي (20 سنة)، مؤخراً، مواجهة منافسة إسرائيلية خلال البطولة الدولية للملاكمة المقامة في روسيا في دور متقدم لفئة وزن تحت 69 كغم، وذلك حينما رفضت التقدم إلى الحلبة قبيل انطلاق المواجهة لتخسر بالانسحاب، وذلك في إطار رفض التطبيع الرياضي مع الكيان الصهيوني.
وفي نفس السياق، رفض اللاعب التونسي معتز الزمزمي السفر مع فريقه سترازبورغ، الأسبوع الماضي، إلى الأراضي المحتلة لمواجهة فريق مكابي حيفا الإسرائيلي في إياب مباراة الدور التمهيدي الأول للدوري الأوروبي “يوروبا ليغ”.
فيما قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست (البرلمان)، الثلاثاء: إنه يهدف إلى تطبيع علني مع الدول الخليجیة والوصول إلى اتفاقيات سلام معها.
وقال كاتس خلال الاجتماع: “هدفي هو العمل من أجل التطبيع العلني مع الدول الخليجية، وتوسيعه وإعلانه بشكل صريح، والوصول إلى توقيع اتفاقيات سلام دبلوماسية معها”.
في هذا المجال يمكن القول أن اليوم العدو المحتل يعاني من المقاطعة ويتكبّد الخسائر الجسيمة معنوياً وأدبياً وسياسياً ومادياً وتتصاعد حركة المقاطعة الدولية للكيان الصهيوني بكل فعالية، أكاديمياً وثقافياً واقتصادياً وسياسياً وحتى فنياً وثقافياً، وسجلنا في 2010 قرار مقاطعة نقابة عمال النرويج السفن الاسرائيلية، و تأسست “حركة مقاطعة إسرائيل” المعروفة عالميا باسم “بي دي إس” في عام 2005وفي 2006 قرار أعضاء الرابطة الوطنية للمعلمين ورابطة أساتذة الجامعة في بريطانيا مقاطعة الإسرائيليين أكاديمياً، و في عام 2009 قرار الحكومة الإسبانية منع جامعة “اريئيل” الإسرائيلية من المشاركة في المرحلة النهائية للمسابقة الدولية بين كليات الهندسة المعمارية، وطبعاً مقاطعة العديد من الفنانين العرب والغربيين والسينمائيين والكتاب والمثقفين، زيادة على قوائم الشركات والبضائع الإسرائيلية التي أصدرتها العديد من الهيئات الدولية لمقاطعتها.
المصدر / الوقت