أيادي الغدر والخيانة تغتال قادة المقاومة.. من هو “إبراهيم الحوثي” وكيف أرتقى شهيداً؟
بعد مسيرة حافلة بالجهاد والعلم بدأها من مدينة صعدة، وسطّر خلالها أروع الملاحم البطولية، ارتقى السيد إبراهيم بدر الدين الحوثي، يوم الجمعة شهيداً على أيدي الغدر والخيانة في العاصمة اليمنية صنعاء.
وحول هذا السياق، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية يوم الجمعة استشهاد “إبراهيم الحوثي” على أيادي الغدر التابعة للعدوان الأمريكي الإسرائيلي السعودي، متوعدة أن تلاحق الذين نفّذوا جريمة الاغتيال.
وفي سياق متصل، أفادت قناة “المسيرة”، أن وزارة الداخلية اليمنية نعت، يوم الجمعة، الشهيد “إبراهيم بدر الدين الحوثي” الذي اغتالته أيادي الغدر التابعة للعدوان الأمريكي السعودي.
وأكدت وزارة الداخلية اليمنية في بيان لها أنها لن تتوانى عن ملاحقة وضبط أدوات العدوان الإجرامية التي نفذت جريمة اغتيال الشهيد “إبراهيم الحوثي” شقيق قائد حركة “أنصار الله”.
وذكر البيان أن الشهيد كان من خيرة رجال الوطن مجاهداً جسوراً سخّر حياته في سبيل الله دفاعاً عن العقيدة والوطن، حتى ارتقت روحه الطاهرة ونال المقام الذي يستحقه مع الأنبياء والصدّيقين والشهداء، وفي السياق ذاته، أفادت مصادر يمنية في العاصمة صنعاء، يوم أمس الجمعة، بأن وزارة الداخلية اليمنية وضعت عناصرها في حالة استنفار بعد استشهاد “إبراهيم الحوثي” في ظروف غامضة.
وذكرت المصادر أن عناصر جهاز الأمن الوقائي استحدث عدداً من نقاط التفتيش في شوارع منطقة مُسيك وسعوان والزبيري والخمسين وشوارع أخرى وقاموا بعمليات تفتيش دقيقة وغير مسبوقة لمركبات المواطنين وفحصوا بطاقات الهوية للسائقين.
وحول هذا السياق، وجّهت وزارة الداخلية اليمنية أصابع الاتهام لتحالف العدوان السعودي بالوقوف وراء استشهاد “إبراهيم الحوثي”، فيما لم يصدر أي تعليق من هذا التحالف الخبيث حتى الآن بشأن هذا الحادث.
ويقول مصدر أمني يمني إنه تم العثور على جثة الشهيد “إبراهيم بدر الدين الحوثي” في منزل بصنعاء ويؤكد عضو المجلس السياسي لحركة “أنصار الله” الأستاذ “محمد البخيتي” إن العملية تمّت عبر أدوات تتبع تحالف العدوان السعودي وليست عبر غارة أو استهداف من الجو.
من هو الشهيد إبراهيم بدر الدين الحوثي؟
إبراهيم بدر الدين الحوثي من مواليد 1978 في محافظة صعدة شمال اليمن، كان والده أحد كبار المرجعيات الدينية للطائفة الزيدية المنتشرة في اليمن وأخوه الأكبر هو السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي الذي استشهد في عام 2004 على أيدي قوات النظام السابق في اليمن وهو أيضاً أخو السيد القائد “عبد الملك الحوثي” حفظه الله قائد المسيرة القرآنية الحالي، ويعدّ الشهيد “إبراهيم” أحد قادة جماعة “أنصار الله”، التي أسسها أخوه الأكبر “حسين الحوثي” في بداية نهاية التسعينات، والذي كان في حينها عضواً في البرلمان اليمني. ويعتقد الكثير من الخبراء السياسيين بأن السيد القائد “عبد الملك الحوثي” كان يعتمد بشكل كبير على شقيقه الشهيد “إبراهيم”، وخاصة في العمليات العسكرية التي تنفّذ حول صعدة باتجاه الحدود السعودية.
كما أن هناك تقارير تتحدث عن مشاركته بشكل مباشر في عملية اقتحام صنعاء والسيطرة عليها في عام 2014.
ويؤكد العديد من الخبراء العسكريين أن “إبراهيم” كان من العناصر المقرّبة لمراكز القرار في صفوف “أنصار الله”، وخاصة في المسائل الأمنية والعسكرية والاستراتيجية.
ويشير أولئك الخبراء إلى أن الشهيد “إبراهيم الحوثي” كان يشرف أمنياً على مناطق صنعاء وعمران وصعدة التي تنتشر فيها الصواريخ البالستية وقواعد الطائرات المسيرة التي تستهدف السعودية والإمارات.
نعي الشهيد “إبراهيم بدر الدين الحوثي”
كشفت العديد من المصادر الإخبارية، بأن الرئيس “مهدي المشاط” رئيس المجلس السياسي الأعلى أجرى يوم الجمعة اتصالاً هاتفياً بقائد الثورة السيد “عبدالملك بدرالدين الحوثي” وأعرب الرئيس “المشاط” خلال الاتصال عن خالص تعازيه ومواساته للسيد “عبد الملك بدرالدين الحوثي” وكل إخوانه وأسرة آل الحوثي باستشهاد أخيه الشهيد “إبراهيم بدرالدين الحوثي” الذي طالته أيادي الغدر التابعة للعدوان الأمريكي الإسرائيلي وأدواته.
وأكد أن التضحية والفداء في سبيل الله والدفاع عن المستضعفين هو طريق العظماء والمخلصين والذي كان الشهيد “إبراهيم الحوثي” أحدهم.
وأشار الرئيس “المشاط” إلى أن الأجهزة الأمنية لن تألو جهداً في ملاحقة وضبط أيادي الغدر الإجرامية التابعة للعدوان وتقديمها للعدالة لتنال جزاءها الرادع.
وفي السياق نفسه، عبّر حزب الله اللبناني عن تضامنه مع الشعب اليمني إزاء هذه الجريمة النكراء، وفي رسالة عزاء للسيد “عبد الملك الحوثي”، أكد حزب الله أن دماء الشهداء ستزيد الشعب اليمني إصراراً على مواصلة الدفاع عن نفسه حتى تحقيق النصر الذي بات قريباً بإذن الله، وأشار إلى أن سقوط القادة اليمنيين شهداء هو بشارة نصر للشعب اليمني ودليل حي على إخلاص قيادته وصدق مجاهديه.
وجدد حزب الله التأكيد على ضرورة وقف العدوان الظالم الذي لا يستفيد منه سوى العدو الصهيوني والمتآمرون معه على قضايا أمتنا وشعوبنا.
الجدير بالذكر هنا أن هذه الجريمة البشعة قوبلت باستنكار رسمي وشعبي واسع، عبّر عنه سيل من برقيات التعازي والمواساة الموجهة للسيد “عبد الملك بدر الدين الحوثي” من قيادات الدولة والحكومة، والمكونات السياسية، والشخصيات الاجتماعية والتي شددت في مجملها على سرعة إلقاء القبض على المتورطين في هذه الجريمة، وجددت الولاء لقائد الثورة، واستمرار الصمود ورفد الجبهات حتى دحر العدوان وتحرير كامل التراب اليمني من المحتل وأدواته.
المصدر/ الوقت