إنجاز إيراني جديد.. الجيش يطوّر رادارات تعمل بالأمواج غير المرئية لاكتشاف الألغام وأنفاق الإرهابيين
كان العديد من الإيرانيين خلال مدة الـ 8 سنوات من فترة الدفاع المقدس على دراية بكلمات ومصطلحات مختلفة في مجال الأسلحة والمعدات القتالية، بما في ذلك الألغام التي كانت بمثابة تجربة خطيرة ومريرة عانى منها الكثير من المدنيين الأبرياء، ولا تزال الحدود الإيرانية مع العراق واحدة من أكثر المناطق الملوثة والمليئة بالألغام بسبب غزو الجيش البعثي العراقي لتلك المنطقة في فترة الثمانينيات.
ولقد قُتل الكثير من المدنيين الأبرياء سواءً أثناء الحرب أم بعد انتهاء الحرب، بسبب وجود ذلك القاتل الصامت في تلك المناطق، ومنذ ذلك الحين والقوات العسكرية الإيرانية تبذل الكثير من الجهود لانتشال تلك الألغام البعثية من تلك المناطق وبالفعل تم انتشال الكثير منها ولكن بعضها لا يزال قابعاً تحت الأرض، وهذا يعني أن حياة الناس في تلك المناطق لا تزال مهددة.
وحول هذا السياق، ذكر العديد من الخبراء العسكريين بأن هناك دائماً نقطتان مهمّتان حول مسألة الإجراءات المتعلقة بانتشار ونزع الألغام، الأولى تتمثل في تحديد مكان ونوع تلك الألغام والثانية تتمثل في انتشالها أو تدميرها.
على الرغم من أن الجانب العراقي كان على استعداد لتقديم خرائط للمناطق التي قام الجيش العراقي بوضع الألغام فيها بعد نهاية تلك الحرب التي كانت مفروضة على طهران، لكن بسبب هطل الأمطار الغزيرة في المناطق الغربية وحدوث تغييرات جغرافية في كثير من المناطق الحدودية، فلقد تحرّكت تلك الألغام من مواقعها الأولية وانتقلت إلى مواقع أخرى، وبعبارة أخرى، فإن منطقة البحث عن تلك الألغام آخذة في التوسع والعمل أصبح يتزايد يوماً بعد يوم وأصبح مكلفاً.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن مسألة تطهير المناطق الملوثة بالألغام أصبحت مهمة للغاية بالنسبة للجانب الإيراني وذلك لأن تلك الألغام تسبّبت في استشهاد الكثير من الأشخاص الأبرياء وإصابة الآلاف بجروح خطيرة منذ نهاية الحرب.
وعلى مرّ السنين الماضية، ساعدت بعض التكنولوجيات مثل الملابس المضادة للأفراد والأحذية المتفجرة، وكاسحات الألغام المضادة للأفراد، وأنظمة تفجير الألغام الأرضية الفردية، على جعل عمليات اكتشاف وانتشال الألغام أسرع بكثير وأكثر أماناً.
وقبل عدة أيام كشف الحرس الثوري الإيراني عن الاكتفاء الذاتي في صناعة وإنتاج منظومات جديدة متطوّرة لاستكشاف تلك الألغام.
رادارات الكشف عن حقول الألغام
عند سماع اسم رادار، يتذكر الكثيرون اكتشاف الطائرات أو السفن، ولكن هناك أيضاً فئة من الرادارات يمكنها اختراق الأرض واكتشاف أشياء تحت الأرض مثل المناجم.
إن الرادارات التي تخترق الأرض، والتي يشار إليها أيضًا باسم GPR، هي أنظمة رادار تنقل عادةً 10 ميغا هيرتز إلى 2.6 جيجا هرتز إلى باطن الارض وترسل هذه الطاقة الكهرومغناطيسية موجات من تحت الأرض عندما تضرب أشياء مثل المناجم، وهو ما ينعكس في المستقبلات ويتم عرضها على الشاشات، وبالطبع، يمكن لهذه الرادارات اكتشاف بعض الأنفاق تحت الأرض.
ويختلف مدى هذا الرادار تبعاً لنوع التربة والصخور أسفل سطح الأرض، ولكن أقصى مدى لهذه الرادارات يصل في أحسن الأحوال إلى حوالي 15 متراً، وفي الظروف القاسية عند وجود الجرانيت تحت السطح المطلوب، قد يصل المدى إلى بضعة سنتيمترات فقط. بالطبع، هذه الرادارات لديها أيضاً العديد من القدرات التي تمكّنها من استخدامها في المهام المدنية، حيث يمكن استخدام مثل هذه الرادارات في هندسة البناء والتشييد، وفي علم الفضاء أيضاً للبحث عن صورة تحت سطح العديد من الأشياء الأخرى، بما في ذلك اكتشاف التحف والآثار، وكذلك اكتشاف آثار المعادن والأحجار القيمة، كما يمكن استخدام مثل هذه الرادارات للكشف عن الأنفاق التي حفرها الإرهابيون في العديد من المناطق العراقية والسورية.
المصدر / الوقت