التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

الكيان الصهيوني يرتجف خوفاً من تنامي قوة طائرات محور المقاومة المسيّرة 

منذ تمكّن قوات محور المقاومة من الإطاحة بطائرة إسرائيلية من طراز “إف 16” في خريف عام 2017، بدأ الكيان الصهيوني بالتفكير في مراجعة استراتيجياته العسكرية، التي تم التخطيط لها قبل عام من إسقاط طائرة الـ “إف 16” في المجال الجوي السوري.

ولهذا فلقد قامت المؤسسات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بالتركيز خلال السنوات القليلة الماضية على دراسة كيفية التصدي للصواريخ الموجّهة والدقيقة، حتى قامت قوات المقاومة اليمنية بتنفيذ عمليات عسكرية عديدة ومختلفة باستخدام طائرات من دون طيار داخل العمق السعودي والإماراتي.

ولقد أظهرت هذه العمليات ذروة قوتها قبل عدة أيام عندما قامت قوات المقاومة اليمنية بتوجيه ضربات موجعة وشنّ هجمات عسكرية على مصفاتي “بقيق” و”خريص” التابعتين لشركة “أرامكو” السعودية، وهذا الأمر أجبر الكيان الصهيوني على إعادة التفكير في استراتيجياته العسكرية التي كان يخطط لها منذ أقل من عامين والتفكير مجدداً بكيفية التصدي لمثل هذه الهجمات ولهذا فإن السؤال الذي يدور في أذهان العديد من العسكريين الإسرائيليين، يتمثّل في هل مازالت الصواريخ الموجّهة تشكّل التهديد الأول لهم أم إن تنامي قوة طائرات محور المقاومة المسيرّة أصبحت هي التهديد الأول الذي يهدد أمن واستقرار هذا الكيان الغاصب؟

التقنيات المتطوّرة التي فاجأت الكيان الصهيوني

ذكر “ميكي سيغال”، الذي ترأّس فرع الأبحاث حول إيران في شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) والباحث في “مركز القدس للشؤون العامة” (JCPA) للإذاعة العبرية، في تقريره استهداف رئيس المخابرات العسكرية التابع لقوات الرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي” في قاعدة “العند” الجوية في جنوب اليمن بطائرة من دون طيار في يناير 2019 وحذّر السلطات الإسرائيلية من انتقال هذه التكنولوجيا إلى قوات “حزب الله” اللبناني وحركة حماس في غزة.

وبالإضافة إلى هذه التقنية، حذّر أيضاً هذا الباحث الإسرائيلي من انتقال تكنولوجيا الزوارق المتفجرة المجهزة بنظام الـGPS لاستهداف السواحل الفلسطينية المحتلة ومنصات النفط التابعة للكيان الصهيوني.

الخوف من إمكانية استخدام الطائرات من دون طيار ضد المناطق الصهيونية

ناقش “مركز القدس للشؤون العامة” مجمل الضربات التي نفّذتها الطائرات من دون طيار خلال الأشهر الأخيرة في المنطقة، ولا سيما تلك التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية ضد عدد من الأهداف الصهيونية وهجوم قوات المقاومة اليمنية “أنصار الله” على السعودية والتي كان آخرها الهجوم على مصفاتين تابعتين لشركة “أرامكو” النفطية السعودية.

وفي نهاية المطاف زعم ذلك المركز بأن إيران قد تستخدم الطائرات من دون طيار لمهاجمة النظام الصهيوني، وشكك في أن هجوم الطائرات من دون طيار على السعودية والإمارات، كان بمثابة اختبارات وتجارب أولية لتستهدف لاحقاً العمق الصهيوني.

الأوهام الناجمة من الخوف الصهيوني

من ناحية أخرى، وصف كاتب صهيوني في صحيفة “حاييم الإسرائيلية”، نبأ الكشف عن طائرة “كيان” المسيرّة الايرانية، بأنها بداية لإعلان حرب بهذا النوع من الطائرات من دون طيار، قائلاً: “إن إيران كشفت عن طائرة حربية جديدة من دون طيار، وهي “كيان”.

إن هذا الاهتمام بهذا النوع من الطائرات يدلّ على مدى خوف الصهاينة من قوة الطائرات من دون طيار.

المحاولة للتصدي لتكنولوجيا الطائرات من دون طيار

أولئك الذين يعبّرون عن مخاوف المؤسسات الأمنية الإسرائيلية من تكنولوجيا الطائرات من دون طيار في كتاباتهم، يحاولون تقليص تلك المخاوف عن طريق إظهار بعض الحلول للتصدي لمثل تلك الهجمات.

تطوير أنظمة القبة الحديدية

ذكرت مجلة “إسرائيل ديفنس” المختصة بالشؤون العسكرية قبل عدة أشهر بأنه ردّاً على إمكانية تعرّض “إسرائيل” لهجمات بطائرات مسيرة، فلقد طوّرت مؤسسة “أنظمة رافائيل الدفاعية المتقدمة”، منظومة “القبة الحديدية” المضادة للصواريخ أساساً، لتكون قادرة على اعتراض هذا النوع من الطائرات منذ عام 2015.

كما نشرت هذه المجلة الإسرائيلية مقطع فيديو يظهر إحدى تجارب الجيش لاعتراض طائرة مسيرة بصاروخ أطلقته القبة الحديدية.

قبة حديدية من أجل الطائرات المسيرة

خلال الفترة القليلة الماضية سعت “إسرائيل” إلى تطوير منظومة لرصد واعتراض الطائرات المسيرة الصغيرة، وحسب “أنظمة رافائيل الدفاعية المتقدمة”، فقد تم تطوير منظومة “قبة الطائرة المسيرة” على غرار القبة الحديدية.

وذكرت “رفائيل” على موقعها الإلكتروني أن الطائرات المسيرة الصغيرة، باتت تشكّل خطراً أمنياً يستوجب إيجاد حلول لمواجهته.

وحسب بيانها، تقول “رفائيل” إن النظام قادر على رصد الطائرات المسيرة الصغيرة وإسقاطها بأشعة الليزر.

وحول هذا السياق، يرى المحلل الاستراتيجي “سيث جي فرانتزمان”، أن الطائرات المسيرة تأتي على رأس قائمة التهديدات التي تواجهها “إسرائيل” في ظل صراعها مع إيران.

وعن قدرات إيران استراتيجياً للرد على هذه الهجمات، يقول الخبير اللواء الركن المتقاعد “واصف عريقات”: “مسرح العمليات رغم أنه متسع، لكن هناك حلول للمسافات والعوائق التي تواجه هذا السلاح”.

وأضاف: إن إيران لها نفوذ ممتد عبر العراق وسوريا ولبنان وصولاً إلى الحدود مع فلسطين، وهذا مسرح عمليات يمكن لإيران أن تعمل فيه أو أن تستفيد منه عبر حلفائها، ويتيح لها أكثر من خيار في المجالات البرية والبحرية والجوية، فهامش السقف المتاح لإيران وحلفائها أعلى بكثير من المتاح لـ “إسرائيل”، وفي “إسرائيل” نفسها يدركون ذلك.

الخلاصة

تشير التقارير المتداولة في هذه الأيام إلى أن الدوائر الأمنية والعسكرية الصهيونية تعكف على دارسة كيفية تنامي قوة طائرات المقاومة من دون طيار.

ولقد فوجئ الصهاينة بعمق قدرات هذه الطائرات من دون طيار، التي نفّذت العديد من العمليات العسكرية الموجعة في المنطقة ولهذا فإن الصهاينة يصفون من ناحية هذه التكنولوجيا بأنها تشكّل التهديد الأول للعمق الصهيوني ومن ناحية أخرى، يشعرون بقلق عميق إزاء الضربات التي قد يتلقونها من هذه الطائرات الصغيرة، لذلك يقومون حالياً بتغيير بعض استراتيجياتهم من أجل التصدي للهجمات المحتملة التي قد تنفذها الطائرات من دون طيار ومن المحتمل أن نرى تغييرات في استراتيجية الجيش الإسرائيلي في المستقبل القريب لمواجهة مثل هذه الغارات.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق