التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

نصر الله: الأمريكيون يحاولون استغلال الحركات الشعبية بما يخدم مصالحهم 

سياسة ـ الرأي ـ
قال الأمين العام لحزب الله ، السيد حسن نصر الله، اليوم الجمعة، إن الولايات المتحدة تحاول استغلال الحركات الشعبية بما يخدم مصالحها.

واضاف السيد نصر الله : “الاميركيون يتدخلون باي تحرك يحصل في العالم، هم يسارعون الى محاولة استغلال التحركات الشعبية بما يخدم مصالحهم وليس بما يخدم مصالح المحتجين. الاميركيون يركبون موجة التظاهرات في العالم ويعلنون دعمهم لهذه الاحتجاجات، ولكن في الحقيقة تقديم العون يكون بما يخدم مصالح اميركا، وهذه قاعدة عامة ورأينا ذلك في الربيع العربي واميركا اللاتينية وشرق آسيا، وهذا سلوك اميركي عام”.

وتابع: “في لبنان، بعد 17 تشرين عندما حصلت التظاهرات في عدد من الميادين انطلاقا من القرار الخاطئ الذي اتخذته الحكومة في ما يتعلق بالرسوم والضرائب، قدم فيلتمان مطالعات واستدعي لبنانيين وقدم شرحا يعبر عن آرائهم ، وسمعنا اعضاء في الكونغرس وبومبيو وكلهم تدخلوا، وكل ذلك كان يقابل بالسكوت وصولا الى ما قالته مندوبة اميركا في الامم المتحدة وما قاله بومبيو. في الحقيقة اريد ان اقف بشكل مباشر امام الكلامين الاخيرين، ما قالته المندوبة كرافت بان التظاهرات ستتواصل في لبنان واليمن وفي اي مكان توجد فيه ايران، وليس في اي مكان يوجد فيه فساد، واعتبرت ان الاضرابات ستستمر اذا لم تؤدي ادوات الضغط الى اي نتيجة، الاميركيون ينظرون للتظاهرات على انها ادوات للضعط على ايران”.

واردف: “افترض الاميركيون بان التظاهرات التي خرجت في لبنان هي ضد ايران، مع العلم بانه لم يطرح في التظاهرات في لبنان شيء له علاقة بايران ، كانت الشعارات تتعلق بقضايا اقتصادية ومطلبية، هم افترضوا منذ اليوم الاول ان هذه التظاهرات هي ثورة الشعب في لبنان ضد حزب الله. بعض وسائل الاعلام العربية والخارجية ساعدت الاميركيين بتصوير ان التظاهرات هي ضد حزب الله”.

وقال: “في لبنان الاميركي يريد توظيف التحركات وكأن مشكلة اللبنانين هي حزب الله، وان المأزق في لبنان هو حزب الله. بحسب بومبيو على اللبنانين ان يتخلصوا من هذه المشكلة التي اسمها حزب الله وان اميركا حاضرة لمساعدة اللبنانيين للتخلص من هذا الخطر”.

واشار نصرالله الى ان ” هناك تصريحا مضحكا لبومبيو يتحدث عن مساعدة اللبنانيين لاخراج حزب الله من نظامهم وبلادهم . كيف يستطيع اخراج حزب الله من لبنان، هذا يدل على التفاهة والسخافة الاميركية في مقاربة هذا الموضوع”.

اضاف: “وإذا توقفنا عند التصريحات الاسرائيلية ، رأينا تصريحات من نتانياهو ومسؤولين آخرين بان هذه الفرصة تاريخية لاضعاف حزب الله، او لنأخذ امتيازا من لبنان بشأن اتفاقية حول النفط والغاز” .

وتابع: “تعليقا على كلام بومبيو الذي قال ان المسؤولية تقع على الشعب اللبناني في تشكيل الحكومة وان لدى اميركا منظمة مصنفة ارهابية: من اين اتى بومبيو بان الشعب اللبناني يعتبر ان حزب الله يشكل خطرا على لبنان؟ الانتخابات التي جرت بنزاهة قبل عامين هل عبرت عنما قاله بومبيو.؟ هذا دجل وخداع اميركي. وتعليقي على كلام بومبيو: حزب الله خطر على اسرائيل واطماعها ومشروعها وهيمنتها، وكلنا نعرف اطماعها في الارض والمياه واخيرا النفط والغاز. حزب الله خطر كبير على اسرائيل، صحيح، على الحدود يبني الاسرائيلي جدارا ولا يكترث لان المقاومة تركت هذا الامر على عاتق الدولة”.

وبينما توجّه للوزير الأميركي بالقول إن “حزب الله هو خطر فعلاً ولكن على إسرائيل في مواجهة أطماعها وتهديداتها”، أشار السيد نصرالله إلى أن “الاستغلال الأميركي لتظاهرات لبنان واضح بالتزامن مع اعتبار الإسرائيليين ما يجري فرصة لهم”.

ولفت إلى أن “الأميركيين والإسرائيليين يحاولون استغلال التظاهرات لأنهم عجزوا على مدى عقود من حل خطر المقاومة عليهم”، مؤكداً أن الأميركيين يمارسون أسلوب الابتزاز وليس مساعدة الشعب اللبناني.

وأضاف أن “حزب الله هو خطر على مشاريع الهيمنة الأميركية في المنطقة وهو حاضر في العديد من الميادين”، مشدداً على أن “الحزب ليس خطراً أبداً على مصالح الشعب اللبناني بل هو مدافع عن هذه المصالح وحامٍ لهذا الشعب”.

ولفت نصرالله الى ان “حضور حزب الله في العديد من الميادين نفتخر به رغم انه موضع خلاف في لبنان، حزب الله ليس خطرا على الشعب اللبناني بل خطر على مشاريع اميركا في المنطقة”.

الأمين العام لحزب الله دعا اللبنانيين إلى “الوعي وعدم الخضوع للتحريض الأميركي الهادف إلى نشر الفتنة والفوضى”، لافتاً إلى أن “المطلوب أميركياً هو التخلي عن قوتنا والخضوع للوصاية والتخلي عن قرارنا السيادي”.

وحول التصريحات المزعومة لمسؤولٍ في “الحرس الثوري” الإيراني عن لبنان، قال السيد نصرالله إن “هناك أطرافاً تصر على اختراع تصريحات إيرانية من أجل استفزاز أصدقاء حزب الله في البلد”، مشيراً إلى أن “إيران لا تقبل السكوت أو الاعتماد على حلفائها بوجه من يعتدي عليها”.

وأمل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن تجري الاستشارات النيابية الملزمة يوم الاثنين وأن يحصل التكليف لمن تختاره أغلب الأصوات مؤكدا أن عملية التأليف لن تكون سهلة. وقال: بعد التكليف نتكلم بالحكومة وبشكلها.

وأكّد أن المسؤولية الوطنية تقتضي أن يتحمل الجميع المسؤولية وأن يشارك الجميع في الحكومة وأن يتم تقديم التنازلات والتعاون لأجل البلد.
وشدد على أن مشاركة التيار الوطني الحر بالحكومة هو نصر ولا يجوز أن تتشكل حكومة مع استبعاد كاشفا إن “خيار ترؤس سعد الحريري للحكومة لا يزال مطروحا انما عليه ان يحلحل الامور قليلا وخيار تسمية الحريري لرئيس حكومة ما زال مطروحا أيضا”.
وقال: لا مانع لدينا من حكومة برئاسة سعد الحريري لكن هذا الخيار لم يتحقق لأن الحريري طرح مجموعة من الشروط وجدها فريقنا السياسي غير مناسبة وبعضها الغائي.
وأشار الى “الأسماء الثلاثة التي تم التوافق عليها لم نكن نحن المبادرين لعرضها انما قلنا أن لا مشكلة لدينا بها”، داعيا حكومة تصريف الاعمال لتحمل مسؤوليتها في الملفين الاقتصادي والمالي.
وأوضح، في تصريح تناول فيه آخر التطورات في لبنان، أنه بعد استقالة الحكومة كان لدينا خيارات منها الذهاب نحو تشكيل حكومة من لون واحد. وقال: في فريقنا السياسي كان هناك رأيان رأي مؤيّد لهذه الخطوة ورأي مخالف، مشددا على أن حزب الله وحركة أمل موقفهما كان مخالفا لحكومة اللون الواحد.
ولفت الى أن لبنان يمر في أخطر أزمة اقتصادية مالية في تاريخه مشيرا الى أن أي حكومة تريد معالجة هذه الأزمة تحتاج الى استقرار داخلي واذا تشكلت حكومة من لون واحد لا يمكنها معالجة هكذا أزمة خطيرة.
ورأى أنه “لو بقيت الحكومة وبقي الضغط في الشارع لما وصلنا الى ما وصلنا اليه الآن الا أن البلد ذهب الى مكان آخر لا صلة له بما نزل من أجله الناس الى الشارع” معتبرا أن “استقالة الحكومة وتعطيل المجلس النيابي أديا الى ضياع الوقت والى تعطيل المؤسسات التي من المفترض أن تقوم بالاصلاحات”.
وأشار السيد نصرالله الى الكلام عن أن جهات تستغل الوضع لرفع الأسعار والأرباح، متوجها لهم بالقول: الوضع يحتاج الى تكافل الجميع واذا انهار الوضع سينهار على رؤوس الجميع ولن يسلم أحد.
وأكّد أن كل ما له علاقة بالناس من خبز أو وقود أو غيره لا يجوز أن يتم الضغط من خلاله على الناس.
ورأى الأمين العام لحزب الله أن لقطع الطرقات مساوئ كبيرة كاشفا “اننا مارسنا ضبطا كبيرا لشارعنا وعملنا على اعادة بعض حالات الانفعال الى دائرة السيطرة. وقال “إننا متفقين على ضرورة حفظ الهدوء وعدم الانجرار الى أي توتر.”
ولفت الى أن جدية الجيش والقوى الأمنية في حل مسألة قطع الطرقات واضحة مؤكدا أن لا غطاء على من يقوم بهذا الأمر مطالبا بعدم التساهل في الخلل الأمني الحاصل من سرقات وغيرها.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق