ما هو الدور الذي تلعبه المناطق الكردية في هذه الحرب؟
قام رئيس إقليم كردستان العراق “نجيروان بارزاني” بزيارة رسمية للعاصمة الاماراتية أبو ظبي مطلع الأسبوع الماضي، ولقد رافقه في هذه الزيارة الرسمية ابن عمه، “مسرور برزاني”، رئيس الحكومة المحلية لهذا الاقليم الكردي وهذه الزيارة تعد الزيارة الثانية من نوعها التي يقوم بها رئيس إقيلم كردستان إلى الامارات خلال الشهر الماضي، وحول هذا السياق، ذكرت العديد من المصادر الاخبارية بأن ولي عهد أبو ظبي “محمد بن زايد” كان قد وجه دعوة رسمية للقادة الاكراد قبل عدة أسابيع لزيارة الامارات.
ولفتت تلك المصادر الاخبارية بأن القادة الاكراد التقيا خلال زيارتهما إلى الإمارات العربية المتحدة بولي عهد أبو ظبي “محمد بن زايد” وولي العهد السعودي “محمد بن سلمان”، وعقدا معهما اجتماعات سرية ولكن الامر الذي جذب انتباه وسائل الإعلام العربية والغربية، يتمثل أن الامارات العربية المتحدة قامت عقب هذه الزيارة بارسال ثلاث طائرات عسكرية تحمل الأسلحة إلى المناطق الكردية في العراق دون التنسيق مع الحكومة المركزية العراقية، وهذا الامر أثار العديد من التكهنات والشكوك حول الدور الاماراتي المشبوه في تلك المناطق الكردية.
وأشارت تلك المصادر الاخبارية بأنه حتى هذه اللحظة لم تتوفر أي معلومات حول نوع الأسلحة المرسلة من الإمارات العربية المتحدة إلى إقليم كردستان العراق، ولكن العديد من وسائل الاعلام تكهنت ببعض الامور وقالت أنه ليس من المستبعد أن تكون تلك الطائرات الاماراتية قد قامت بنقل العديد من العناصر المتطرفة والإرهابية إلى المناطق الكردية. ووفقًا للمعلومات التي تم الحصول عليها، فلقد كلفت الولايات المتحدة قادة المنطقة الكردية بلعب دور رئيسي في خطتها الخبيثة التي ستشعل الاخضر واليابس في العراق، وأمرتهم ببذل الكثير من الجهود لخلق حالة من الاضطرابات في المناطق الوسطى والجنوبية العراقية.
وفي هذا الصدد، أعربت العديد من وسائل الاعلام بأن القادة الاكراد قاموا باستغلال الاضطرابات المنتشرة في وسط وجنوب العراق وذلك من أجل الانتقام للهزيمة التي مني بها البيت الابيض في كركوك قبل عامين واستعادة المناطق الغنية بالنفط في تلك المحافظة العراقية. ووفقًا لبعض المصادر الميدانية، فإنه إذا تصاعدت التوترات في العاصمة والمدن الكبرى العراقية، بما في ذلك مدينة كربلاء والنجف والناصرية، وتمكن السيناريو الامريكي من النجاح وبدأ صراع “شيعي – شيعي” في تلك المناطق، فإن الوضع في العراق سوف يصبح أكثر خطورة مما هو عليه الان. وفي هذا السياق، تحدث مصدر ميداني بأن الاشتباكات بين الجماعات الشيعية سوف تصب فقط في صالح المملكة العربية السعودية والقادة الاكراد، حيث قال: “من المتوقع أنه لن يتدخل القادة الاكراد بشكل مباشر في محافظة كركوك ولكنهم سوف يرسلون الكثير من عناصر داعش الإرهابية لإحتلال تلك المناطق الغنية بالنفط”.
وتعليقًا على حقيقة أن هناك المئات من إرهابيي “داعش” محتجزون في الأراضي الكردية منذ عام 2017، أضاف هذا المصدر الميداني قائلا: “يبدو أن الإرهابيين بعد اطلاق سراحهم سوف يخلقون حالة من عدم الامن والاستقرار في مدينة كركوك وبعد ذلك سوف تقوم قوات البرزاني بالتدخل بحجة استعادة الأمن في تلك المناطق وبالتالي سوف تقوم بالسيطرة على الكثير من المناطق الغنية بالنفط في تلك المحافظة”. ووفقًا للعديد من المصادر الاخبارية، فإن المناطق الكردية باعت كميات كبيرة من نفط الأمة العراقية المنهوب للصهاينة خلال السنوات القليلة الماضية ولهذا فإن الكيان الصهيوني يعد في وقتنا الحالي واحداً من أهم مناصري وداعمي القادة الاكراد في إقليم كردستان العراق.
وفي سياق متصل، لفتت تلك المصادر الاخبارية بأنه بالتزامن مع التحركات المشبوهة التي يقوم بها القادة الاكراد والمحاولات التي تبذلها العديد من دول المنطقة وعلى رأسها السعودية لإشعال فتيل الحرب بين الجماعات الشيعية في المناطق الوسطى والجنوبية العراقية، زاد النشاط العسكري الأمريكي في محافظة الأنبار الواقعة غرب العراق بشكل ملحوظ. وحسب المعلومات التي تم الحصول عليها، فلقد عززت القوات الأمريكية مواقعها في قاعدة “عين الأسد” العسكرية الواقعة في المناطق الشمالية لمحافظة الأنبار وزادت أيضا من مراقبتها للطرق المحيطة بهذه القاعدة العسكرية.
ووفقًا لمصادر ميدانية، لا تسمح القوات الأمريكية لأي شخص أو لقوات الأمن العراقية بالاقتراب من ضواحي هذه القاعدة العسكرية بحجة منع الهجوم على قاعدة “عين الأسد” العسكرية، كما أن تلك المصادر الميدانية كشفت بأن القوات الامريكية زادت من طلعاتها الجوية حول هذه القاعدة العسكرية. وتشير زيادة التحركات الامريكية في محافظة الأنبار وانسحاب القوات العراقية من أطراف قاعدة “عين الأسد” العسكرية، إلى أن هناك سيناريو آخر يجري إعداده لإشعال فتيل الحرب في العراق وهذا الامر تؤكده العملية الاخيرة التي قامت بها الولايات المتحدة والمتمثلة في نقلها للعشرات من قواتها العسكرية من سوريا إلى مدينة الأنبار العراقية خلال الأيام الأخيرة.
وفي سياق متصل، كشفت العديد من المصادر الميدانية العراقية، أنه بالتزامن مع التحركات المشبوهة التي تقوم بها بعض الانظمة الرجعية في المنطقة لتخزين الكثير من الاسلحة المتوسطة والثقيلة في العديد من المناطق الكردية وبذلها للكثير من الجهود لحشد وتجميع العناصر الارهابية في محافظة الانبار العراقية، تحدث العديد من الأعمال المشبوهة على طول الحدود الأردنية السعودية مع العراق. ولفتت تلك المصادر الميدانية العراقية بأن السعوديين والأردنيين يقومون بتدريب المئات من الإرهابيين في قواعد قريبة من الحدود الاردنية السعودية المشتركة مع العراق وذلك من أجل نقلهم خلال الايام القادمة إلى محافظات الأنبار والنجف والمثنى العراقية، للقيام باعمال ارهابية وخلق حالة من انعدام الأمن والاستقرار في تلك المناطق. يذكر أن النظام الاردني قام في العام الماضي، بتدريب المئات من العناصر الإرهابية في قواعد عسكرية بالقرب من الحدود المشتركة مع سوريا وقام بعد ذلك بارسال تلك العناصر الارهابية إلى محافظات “درعا والقنيطرة والسويدا”، مما جعل الوضع في جنوب سوريا حرجًا للغاية.
ووفقًا للمعلومات التي تم الحصول عليها، يسعى محور الشر في المنطقة إلى خلق فرصة للجماعات الارهابية الموالية له وذلك من أجل أن تتمكن هذه الجماعات والعناصر الارهابية من التسلل إلى العديد من المناطق العراقية، وهذا الامر قد يعطل تركيز قوات الشعبي على حماية الكثير من المحاور المهمة والحساسة في العراق، ومن ناحية أخرى، قد تخلق تلك الجماعات الارهابية الكثير من الاضطرابات السياسية داخل الساحة العراقية.
وفي الختام يمكن القول بأن الخطة الأمريكية تتمثل في إرسال عناصر إرهابية من إقليم كردستان إلى مدينة “كركوك” الغنية بالنفط، ونقل أيضا جماعة أخرى من تلك العناصر الارهابية عبر الحدود الاردنية السعودية المشتركة إلى العراق، وذلك من أجل تنفيذ الكثير من العمليات الارهابية في محافظة الأنبار ومهاجمة المواقع والمؤسسات الحكومية العراقية لخلق حالة من عدم الامن والاستقرار في تلك المناطق.
المصدر / الوقت