مساع سعودية للهيمنة على هيئة المفاوضات السورية المعارضة
سياسة ـ الرأي ـ
اختتمت مساء السبت اجتماعات الممثلين المستقلين في ما يسمى بـ”هيئة التفاوض السورية المعارضة” في العاصمة السعودية الرياض، وسط تباين في الآراء حول دوافع الاجتماع وتأثيره على سير عمل هيئة التفاوض.
دعت الخارجية السعودية سبعين شخصية من المعارضة السورية لاجتماع يومي 27 و28 من الشهر الحالي، وقد حضر 68 شخصا منهم، وتم خلال المؤتمر انتخاب ثمانية أعضاء سيمثلون المستقلين في هيئة التفاوض، كما انتُخبت أمانة عامة ومرجعية مؤلفة من 13 عضوا، واعتُبر جميع المشاركين هيئة عامة.
وأكد البيان الختامي الالتزام التام ببيان الرياض 2 وما بني عليه تنظيميا وسياسيا، وفقا لبيان جنيف لعام 2012 وقراري مجلس الأمن الدولي رقم 2118 لعام 2013 و2254 لعام 2015، وأكد البيان على دعم العملية السياسية لتحقيق انتقال سياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحية.
اعتراضات رسمية
وكان رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة نصر الحريري قد قال في مؤتمر صحفي يوم الجمعة إن هناك اعتراضات رسمية من هيئة التفاوض والائتلاف الوطني المعارض بشأن اجتماع ممثلي المستقلين لقوى الثورة والمعارضة السورية المنعقد في الرياض بهدف إعادة تشكيل هيئة التفاوض، وأضاف الحريري أن الائتلاف أرسل رسالة إلى وزارة الخارجية السعودية بهذا الشأن.
وأشار إلى الاعتراضات التي طالت لائحة المدعوين للاجتماع، والتي لم تضمّ أي شخص من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وأن الكثير من المدعوين كانوا من غير المستقلين وينتمون إلى تشكيلات وأحزاب سياسية، وقال “سادت في المجتمعين صبغة الشللية والأقارب والمصالح”.
وجاء المؤتمر الصحفي للحريري بعد تجاهل الرياض رسالة الائتلاف السوري المعارض الخميس الماضي إلى الخارجية السعودية، والتي اعترضت فيها على طريقة عقد الاجتماع، وعلى أنه لم يتم التشاور بالشكل الكافي، بالإضافة إلى أن توقيته جاء في وقت حساس.
من جهته، قال المحلل السياسي نصر الفروان إن سياسات الدول الإقليمية والدول الكبرى خلال ثماني سنوات دعت إلى مؤتمرات مصنعة وفق مصالحها، وهذه المؤتمرات لم تثمر عن أي شيء يخدم الثورة السورية التي جيرت لخدمة أجندات هذه الدول.
وأضاف الفروان أن ما تم بالرياض هو انتقاء لشخصيات معروفة بانتمائها للإمارات والسعودية، والهدف منه تغيير تركيبة هيئة التفاوض بشكل عام وخلق أزمة داخلية في المعارضة، واعتبر الشخصيات التي تحظى بقبول في أوساط الثائرين قد انزلقت بمشاركتها.
وشكلت “هيئة التفاوض السورية المعارضة” في ختام اجتماع موسع عقدته المعارضة في العاصمة السعودية الرياض في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 لخوض مفاوضات جنيف، واختير لرئاستها حينها نصر الحريري الذي استمر حتى الآن.
وتتكون هيئة التفاوض من 36 عضوا، هم ثمانية من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وأربعة من منصة القاهرة، وأربعة من منصة موسكو، وثمانية مستقلون، وسبعة من الفصائل، وخمسة من هيئة التنسيق الوطني.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق