لماذا وجهت أعلى هيئة عسكرية إيرانية التحذير للولايات المتحدة الأمريكية
أصدرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الايرانية يوم الاثنين 27 نيسان ، بياناً تحذيرياً وصفت فيه تواجد الجيش الأمريكي في المنطقة بأنه تهديد للأمن والاستقرار ومصدر تهديد.
وحذر البيان الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها من الإجراءات الاستفزازية والخطيرة في منطقة الخليج الفارسي وبحر عمان ، وان عليهم احترام القانون والأنظمة الدولية والامتناع عن خلق أي توترات أو صراعات في المنطقة.
وأكدت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة في البيان على الاستعداد الكامل للقوات المسلحة الإيرانية للتعامل مع المغامرة والأعمال الاستفزازية ، وعواقب أي صراع محتمل في المنطقة ضد القوات المعادية ، بما في ذلك الولايات المتحدة الامريكية.
ان إصدار الهيئة العسكرية العليا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لبيان تستخدم فيه الكلمات التحذيرية بشكل قاطع ومباشر يجب ان يستند إلى أدلة وشواهد ضرورية لفك شيفرة الهدف من هذا الإجراء.
ان وقوع العديد من الحوادث العسكرية المهمة جداً في المنطقة ، بما في ذلك حدوث انفجار في السفن التجارية ، واستهداف الطائرة الأمريكية بدون طيار المتطورة جداً من قبل قوات الدفاع الجوي الإيراني ، والضربة التي نفذتها الطائرات بدون طيار على منشأة أرامكو ، واغتيال الشهيد سليماني وأبو مهدي المهندس ، والهجوم الصاروخي الإيراني الهائل اللاحق على القاعدة الأمريكية عين الاسد ، حولت سنة 2019 إلى واحدة من أكثر السنوات توتراً منذ حرب الخليج الثانية.
تكثفت هذه الأحداث ، منذ عام 2016 عقب وصول دونالد ترامب برفقة الساسة المتعطشين للحروب والمتطرفين إلى البيت الأبيض ، والتي بدأت بانسحاب واشنطن أحادي الجانب من الاتفاق النووي.
وبعد مضي ما يقرب الأربع سنوات على سياسات ترامب العدوانية والاستفزازية واستخدام مجموعة من الأدوات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية لإخضاع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وارضاخها ، فلم يتحقق هذا الحلم فحسب ، بل تغلبت إيران على تحديات قوية لا هوادة فيها ، وأظهرت أن سياسات الرئيس الأمريكي المكلفة كانت غير فعالة وفاشلة وأضحت ككعب أخيل جديد عشية الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وعلى الرغم من أن النشاط العسكري للولايات المتحدة الامريكية وحلفائها قد زاد بشكل ملحوظ منذ أواخر العام الماضي بحجة حفظ أمن السفن والشحنات التجارية ، إلا أن سلوك الإرهابيين الأمريكيين في الخليج الفارسي وبحر عمان شهد تغييرات مقلقة منذ منتصف شهر نيسان الجاري ، خاصة بعد الإطلاق المفاجئ والناجح لأول قمر صناعي عسكري إيراني.
إقامة التدريبات العسكرية المستمرة ، بما في ذلك التدريبات الأخيرة والتي تم فيها استخدام الطوافات البرمائية و 800 من مشاة البحرية والبحارة بهدف تجربة العمليات العسكرية البرية والبحرية في البيئة والظروف الحقيقية ، بالإضافة الى السلوكيات الخطيرة وغير القانونية والمزعزعة لأمن السفن من قبل الطائرات والسفن البحرية الأمريكية في المنطقة وعمليات التفتيش المتكررة للسفن التجارية من بين الإجراءات الرئيسية التي اتخذها الجيش الأمريكي في المنطقة في الأيام الأخيرة.
وبالإضافة إلى ذلك ، فإن نشر رسالة استفزازية من رئيس الولايات المتحدة الامريكية يأمر فيها السفن الأمريكية المتواجدة في المنطقة بإطلاق النار على سفن حرس الثورة الإسلامية ، والتي تم تجاهلها على الفور من قبل المسؤولين العسكريين الأمريكيين ، قد يكون علامة على احتمال زيادة أعمال الاضطهاد واستمرار استراتيجية الضغط الأقصى على إيران.
ويجب ان يكون بيان هيئة الأركان العامة والقوات المسلحة الإيرانية بمثابة إشارة واضحة للولايات المتحدة الامريكية وأنصارها تظهر اقتدار وقوة موقف الجمهورية الإسلامية والذي يجب ان تتعلم الولايات المتحدة درساً نتيجة استمرار إخفاقات واشنطن على مختلف الجبهات السياسية والاقتصادية والعسكرية ، فضلاً عن نجاح إيران المثير للإعجاب في مواجهة انتشار فيروس كورونا والمحافظة على استقرار الأوضاع في البلاد في ظل العقوبات الشاملة وعدم محاولتها تعقيد الوضع لأنفسهم وللمنطقة من خلال تجربة طرق خطيرة أخرى.
المصدر/ الوقت