تفاقم الفقر والجوع والانقسامات الطبقية في أعقاب سياسات ترامب في الولايات المتحدة
إن الفقر في الولايات المتحدة ليس بالأمر الجديد، وقد تم الاعتراف به مرات عديدة من قبل الخبراء وحتى بعض المسؤولين الأمريكيين. وقال مؤخرا عضو مجلس الشيوخ من ولاية فيرمونت في الولايات المتحدة أن 15 مليون طفل في الولايات المتحدة يعيشون في خط الفقر وأن حوالي نصف مليون شخص ينامون في الشوارع.
وقبل ساندرز، انتقد إيلهان عمر، عضو مجلس النواب الأمريكي المسلم وصومالي الأصل، الوضع الاجتماعي في الولايات المتحدة وأشار إلى وجود 11 مليون طفل في الولايات المتحدة يعانون من الجوع، وقال إنه مر بمثل هذا الموقف من قبل في مخيم للاجئين في كينيا.
مؤسسة بروكنجز: الفقر في ازدياد في الولايات المتحدة
هناك حقيقة حول ما يسمى بالاقتصاد الأمريكي المزدهر الذي نادرا ما تمت مناقشته وهو أنه على الرغم من تنامي السوق الأمريكية، أصبح الفقر في الولايات المتحدة ظاهرة منتشرة. اذ يرتفع عدد الأسر المتكونة من 4 أفراد والتي تكسب أقل من 25،750 دولارًا سنويًا في الولايات المتحدة بشكل حاد في المناطق التي يسكنها الجمهوريون والديمقراطيون وكذلك المجاميع العرقية المختلفة. وارتفعت معدلات الفقر في جميع الولايات الأمريكية بنسبة 30٪ بين عامي 2016 و 2018 ، وفقًا لدراسة حديثة أجراها معهد بيو للأبحاث. ويمكن لحل مشكلة الفقر في الولايات المتحدة أن يسد الفجوات السياسية والعنصرية والجغرافية التي تهدد التماسك المجتمعي والوحدة الأمريكية.
ان الاضطرابات والمشاكل الاقتصادية بين مختلف المجاميع والمناطق السياسية الأمريكية تحتاج إلى اهتمام. ووفقًا لتحليل انيسيتو بروكنغز، انخفض دخل الناس في المناطق الموالية للجمهوريين من 55000 دولار إلى 53000 دولار منذ عام 2008. في حين ارتفع متوسط دخل الأسرة في المناطق الموالية للديموقراطيين من 54000 دولار في عام 2008 إلى 61000 دولار في عام 2018.
تزايد إحصاءات الفقر الريفي في الولايات المتحدة
إن الرؤية الاقتصادية في المناطق الريفية في الولايات المتحدة تبعث على الحزن والأسى أكثر من أي وقت مضى. ووفقًا لمركز “الإبداع والمبادرة الاقتصادية”: شهدت المناطق في الولايات المتحدة التي يقل عدد سكانها عن 100 ألف نسمة، بعد الأزمة الاقتصادية لعام 2008، إفلاس اقتصادي لما مجموعه حوالي 175 ألف مشروع صغير. وعلى الرغم من انخفاض معدلات الفقر الريفي في الولايات المتحدة من 18.4 في المائة عام 2013 إلى 16.4 في المائة عام 2017 ، الا أن هذا المعدل لا يزال أعلى من معدل الفقر في المناطق الحضرية في الولايات المتحدة، والذي يبلغ الآن حوالي 12.9 في المائة.
ووفقا للإحصاءات، انخفض “معدل الإنتاجية” في المناطق التي يعيش فيها أنصار الجمهوريين. ويأتي هذا التغيير في وقت يعتقد فيه الرئيس دونالد ترامب أن الولايات المتحدة لم تشهد مثل هذا الاقتصاد الجيد في تاريخها.
سياسات ترامب سبب زيادة الفقر
ووفقًا لتقارير منشورة، فإن حوالي 88 بالمائة من ثروة المجتمع الأمريكي في أيدي الأغنياء، بينما يحتاج أكثر من 39 مليون أمريكي إلى مساعدة غذائية حكومية. وتم تعيين خط الفقر للأسرة الأمريكية المكونة من أربعة أفراد، أي من شخصين بالغين وطفلين، بدخل سنوي قدره 25750 دولارًا.
لقد وفرت السياسات الخاطئة لإدارة ترامب، بما في ذلك الحد من إعانات الرفاه والتأمين الصحي للفقراء، ومن جانب آخر، الإصلاحات الضريبية لصالح الفئات ذات الدخل المرتفع، العديد من الفرص المالية والثروات للشركات الكبيرة والغنية، والتي زادت من التباينات الطبقية في المجتمع الأمريكي. وفي الواقع، أصبح الأغنياء في هذا البلد أكثر ثراء وأصبح الفقراء أكثر فقراً نتيجة لسياسات الرئيس ترامب وكذلك ازدادت الظروف أكثرسوءا بسبب السلوك والشعارات العنصرية لترامب وتقليله المزايا الإجتماعية كالتأمين الصحي.
ووفقًا لاستطلاع حديث أجرته جامعة مان يونايتد، يدعي 53 بالمائة من الأمريكيين أن العائلات الفقيرة ذات الدخل المنخفض في الولايات المتحدة لم تستفد أبدا من سياسات إدارة ترامب، لذلك لا يزال الكثير من الأمريكيين مستاؤون من الأداء الاقتصادي الحالي والمستقبلي لإدارة ترامب ويشعرون بخيبة أمل عميقة، ويعتقدون أن سياسات إدارة ترامب أدت إلى زيادة الفقر وخفض مستويات المعيشة في الطبقة المتوسطة والعائلات ذات الدخل المنخفض، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لهم.
عجز 51 مليون أسرة أمريكية عن تغطية نفقاتها الأساسية
وفقًا لتقرير نشرته السي ان ان في شهر يونيو 2018، فإن ما يقرب من 51 مليون عائلة أمريكية ليس لديها ما يكفي من الدخل لدفع تكاليف الغذاء والصحة ورعاية الأطفال والنقل وفواتير الهاتف المحمول. وأشارت السي ان ان الى نتيجة دراسة أجراها معهد يونايتد واي، الذي ينشط في مجال مساعدة العائلات الأمريكية أنه “وفقا للتقرير فان 16 مليونا و 100 الف اسرة امريكية تعيش تحت خط الفقر و 34.7 مليون اسرة اخرى يواجهون قيودًا مالية ووظائف ذو أجر منخفض لا تغطي العيش اليومي. ووفقًا لتقرير يونايتد واي،، يمثل هذا الوضع 43٪ من إجمالي 119 مليون أسرة أمريكية. وتضم ولايات كاليفورنيا ونيو مكسيكو وهاواي أكبر عدد من الأسر الفقيرة وذات الدخل المنخفض.
في الوقت نفسه، لا يمتلك 40 في المائة من البالغين الأمريكيين الحد الأدنى من المدخرات شهريا البالغ 400 دولار لتغطية النفقات الطارئة والنفقات الطبية؛ ويرفض أكثر من ربع البالغين الأمريكيين تلقي العلاج لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليفه المالية، كما لا يمكن لـ 43 في المائة من الأسر الأمريكية تحمل تكاليف الحياة الضرورية، مثل السكن والغذاء والرعاية الطبية ورعاية الأطفال والنقل. وتمت دراسة هذه المشكلة في 18 ولاية أمريكية، بما في ذلك كونيتيكت وفلوريدا وهاواي وإيداهو وإنديانا وأيوا ولويزيانا وميريلاند ونيو جيرسي ونيويورك وأوهايو وأوريغون وبنسلفانيا وتكساس وفرجينيا وواشنطن وويسكونسن.
الجوع في الولايات المتحدة
بعد سنوات من بداية الأزمة المالية والاقتصادية، لا يزال الجوع في الولايات المتحدة مرتفعاً. اذ أدت الأزمة المالية والاقتصادية لعام 2008 إلى زيادة كبيرة في مستوى الجوع في الولايات المتحدة. ووفقًا لأحدث تقرير حكومي (بناءً على أحدث الإحصائيات) في سبتمبر 2015 ، انخفض معدل الجوع المرتفع في عام 2013 إلى حد ما.
وفي عام 2014 ، لم تكن 14 ٪ من الأسر (أي 17.5 مليون أسرة) تتمتع بالأمن الغذائي. وهذا المستوى هو أقل من مستوى عام 2011 البالغ 14.9 في المائة، وهو الأعلى منذ ذلك الحين. وفي عام 2014 ، كان 5.6 في المائة من الأسر الأمريكية (أي 6.9 مليون أسرة) تعاني من انخفاض الأمن الغذائي. وفي هذا السياق المتعلق بانعدام الأمن الغذائي، انخفض استهلاك الغذاء في بعض العائلات، وتغيرت الأنماط الغذائية بشكل كبير على مدار العام بسبب قلة المصادر.
وتعاني 9.4 بالمائة من العائلات التي لديها أطفال، من انعدام الأمن الغذائي على مدار العام لأطفالها. ولم تتمكن هذه الأسر البالغ عددها 3.7 مليون أسرة من توفير الغذاء الكافي والمغذي لأطفالها خلال العام، الأمر الذي يشير إلى انخفاض شديد في الأمن الغذائي. ولكن في عام 2014 ، شهد كل من الأطفال والآباء والأمهات في 1.1 في المائة من الأسر التي لديها أطفال (أي 422000 أسرة) تدنيًا كبيرًا في الأمن الغذائي.
وكان انعدام الأمن الغذائي أعلى بكثير من المتوسط الوطني للأسر التي هي قرب أو تحت خط الفقر الفيدرالي، والذي يشمل الأسر التي لديها أطفال تحت رعاية النساء غير المتزوجات أو الرجال العازبين والأسر السود والأسر الناطقة بالإسبانية.
كاليفورنيا تتصدر قائمة الفقر في الولايات المتحدة
أصدر مكتب الإحصاء الأمريكي بيانات جديدة حول الفقر، والتي بموجبها حصلت كاليفورنيا مرة أخرى على أعلى معدل للفقر في البلاد. ووفقًا لمكتب الإحصاء، كان معدل الفقر في كاليفورنيا في عام 2018 18.1 في المائة، تليها ولاية لويزيانا بنسبة 16.5 في المائة وأخيراً فلوريدا بمعدل فقر قدره 16.2 في المائة على التوالي.
ويُظهر تقييم قديم لمعدلات الفقر أن الولايات الأخرى، مثل مسيسيبي ولويزيانا ونيو مكسيكو، لديها تكاليف معيشة أقل نسبيًا في هذه المناطق بسبب انخفاض مستويات تعليم العمال والفساد المحلي والبيئات غير التجارية، وبالتالي كانت تكاليف المعيشة في هذه المناطق منخفضة نسبيا لكن مستوى الفقر كان مرتفعا.
ومع ذلك، تختلف الظروف المعيشية في ولاية كاليفورنيا. وفي هذه المدينة، يقابل ارتفاع الأجور، ارتفاع تكاليف المعيشة. وليس من المستغرب أن العثور على سكن رخيص في كاليفورنيا نادر جدًا. كما تشير البيانات الخاصة بالأشخاص المشردين الذين يعيشون في كاليفورنيا، أنهم من بين الأسوأ في الولايات المتحدة. وتعد كاليفورنيا رابع وأسوأ منطقة في الولايات المتحدة من هذه الناحية. ووفقًا للإحصاءات، يعيش 33 شخصًا بلا مأوى أو في شوارع كاليفورنيا لكل 100 ألف شخص.
المصدر/ الوقت