كشف سر التحركات الأمريكية الأخيرة في العراق
شن تنظيم داعش الإرهابي فجر يوم السبت هجوما ارهابيا على قوات الحشد الشعبي والقوات الأمنية العراقية وأسفر الهجوم عن استشهاد 41 شخصا اضافة الى اصابة آخرين
-أن الهزائم التي تلقاها تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا كان لها وقع سئ جدا على الولايات المتحدة، حيث كان التنظيم يمثل الأداة التنفيذية لمؤامرات واشنطن المتعددة في المنطقة. وهذا هو السبب في أن الولايات المتحدة سعت إلى إعادة بناء التنظيم بطرق مختلفة منذ ظهور دلالات تشير الى هزيمة داعش وانقصام ظهره في العراق وسوريا.
وتدرك واشنطن جيداً أن تصاعد قوة الحشد الشعبي وقرار البرلمان العراقي بطرد القوات الأجنبية يمثل بداية نهاية أحلام ادارة البيت الأبيض الاستعمارية في المنطقة. لهذا السبب تحاول الولايات المتحدة، من خلال إعادة زعزعة أمن العراق، الى توسيع وجودها العسكري في البلاد. وفي المقابل، تمثل قوات الحشد الشعبي، إلى جانب المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف والقوات المسلحة العراقية، أهم عقبة أمام الولايات المتحدة.
ولإدراك هذه القضية بشكل أفضل، يجب التمعن في مواقف تيموثي باوندز، القنصل العام الأمريكي السابق في القنصلية الأمريكية في كركوك ومساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، الذي اقترح استخدام طرق مختلفة لبث التفرقة والإنقسام بين مختلف فصائل الحشد الشعبي في محاولة لإضعافها. وفي هذه الأثناء، استغل إرهابيو داعش المدعومين أمريكيا، ظروف الحجر الصحي في العراق جراء تفشي فيروس كورونا، وتجرأوا مرة أخرى على مهاجمة الأبرياء.
ويمكن تصنيف هجوم تنظيم داعش على قوات الحشد الشعبي صباح السبت في هذا الإطار. حيث لقي عدد من قوات الحشد الشعبي مصرعهم في الهجوم الذي وقع في شمال مدينة سامراء في محافظة صلاح الدين. في حين لم يُوفَق التنظيم منذ فترة طويلة، من تنفيذ مثل هذا الهجوم.
وكشف علي الحسيني، مسؤول العلاقات في المحور الشمالي في الحشد الشعبي، قبل بضعة أيام، عن انتشار إرهابيي داعش في العراق في محافظات صلاح الدين وديالى وكركوك. وقال إن أنشطة إرهابية كبيرة تجري في المطيبيجة وتلال عباس وجبال الحويجة وسلسلة جبال حمرين، والتي هددت في آن واحد محافظات صلاح الدين وديالى وكركوك.
وبحسب مصادر إخبارية فإن الإحصائيات الأولية تشير إلى استشهاد 5 عناصر من لواء 41 في الحشد الشعبي و 8 من اللواء 35 حتى الآن. كما قُتل 28 عنصرا من قوات الأمن العراقية أيضا خلال هذه الهجمات.
ردة فعل مصطفى الكاظمي
وفي بيان إلى الكتل البرلمانية العراقية، أدان مصطفى الكاظمي، المكلف بتشكيل الحكومة العراقية، هجوم إرهابيي داعش على محافظة صلاح الدين صباح السبت قائلا “ببالغ الحزن والفخر تلقينا نبأ استشهاد ثلة من أبطال الحشد الشعبي، وهم يدافعون عن وطنهم في مواجهة عصابات داعش في مناطق مكيشيفة وبلد شمال بغداد”.
وعزّى المكلف بتشكيل الحكومة العراقية، الشعب العراقي وعوائل الشهداء قائلا “ونحن اذ نعزي الشعب العراقي وعوائل الشهداء باستشهاد هؤلاء الأبطال فأننا نعاهدهم على ملاحقة زمر الإرهاب اينما فروا وستكون نهايتهم قريبة على يد أبناء العراق من أبطال قواتنا المسلحة وحشدنا الباسل”.
وعلى الرغم من أنه كانت هناك اشتباكات دائمًا بين فلول عصابات داعش وقوات الحشد الشعبي في الأشهر الأخيرة، إلا أن تصعيد النزاع، خاصة في الأيام الأخيرة، يأتي مباشرة بعد أن أطلقت الولايات المتحدة سراح عدد من قادة تنظيم داعش من سجون “قسد” في شمال سوريا ونقلهم إلى العراق.
الولايات المتحدة لا تنوي الإنسحاب
في الوقت الذي انتشرت فيه أنباء إخلاء القواعد العسكرية الأمريكية في العراق خلال الأسابيع القليلة الماضية، يبدو أن الولايات المتحدة ليس لها نية للإنسحاب من العراق. وقال كريم عليوي، عضو مجلس النواب العراقي عن كتلة بدر النيابية، إن الأمريكيين لا يرغبون بالإنسحاب من العراق، بل انهم يعتزمون نشر قوات جديدة في البلاد الصيف المقبل.
وقال عليوي ايضا، ان ارسال قوات امريكية جديدة الى العراق يتعارض مع قرار مجلس النواب ورغبة الشعب العراقي،وسيؤدي القرار الاميركي في النهاية الى غضب الشعب، كما عليهم أن يعلموا إن قرار البرلمان باخراج القوات الأجنبية من البلاد جاءت إستجابة لإرادة الشعب”.
كما قال جاسم البخاتي، عضو مجلس النواب عن تيار الحكمة، إن القوات الأمريكية وعناصر داعش يستغلون الوضع الحالي في العراق. وفي حديث مع موقع المعلومة، قال البخاتي إن الأزمات السياسية والاقتصادية والصحية كان لها أثر سلبي على الوضع الأمني، وأن الولايات المتحدة وداعش استفادتا من هذه الظروف، ونتيجة لذلك تزايدت الهجمات على محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين. وأضاف أن هجمات عصابات داعش في الأشهر القليلة الماضية أظهرت وجود اتفاق وتنسيق بين الأمريكيين وخلايا عصابة داعش.
وأعلن الجيش الأمريكي في بيان له في شهر مايو الماضي إنه يخطط لإرسال قوات عسكرية إلى العراق، وأنه سيتم إرسال الفريق القتالي التابع للواء الثاني من الفرقة 82 المحمولة جوا المتمركزة في فورت براغ بولاية نورث كارولينا، إلى العراق. وبحسب مصادر عراقية، فإن القوات الأمريكية تنتشر حاليًا في ثلاث قواعد عسكرية في العراق. ويتواجد عدد قليل منهم في قاعدة التاجي، وكذلك في قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار وقاعدة الحرير في أربيل.
والحقيقة أن الولايات المتحدة ليس لديها نية للانسحاب من العراق وتحاول حاليًا زعزعة استقرار العراق حتى يمكنها الضغط على المسؤولين العراقيين لتمديد الوجود العسكري الأمريكي.
المصدر / الوقت