فورين بوليسي تقترح “فنلندة العراق” لتجنيبه الصراع الأميركي الإيراني
سياسة ـ الرأي ـ
اقترحت مجلة فورين بوليسي في مقال راي لها ، الاثنين، انه ومن اجل وقف حرب محتملة بين واشنطن وطهران يجب معاملة الاراضي العراقية كمنطقة محايدة كما حدث مع فنلندا والنمسا ايام الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة .
وذكر المقال انه ” ومع توافق الاغلبية الساحقة في الولايات المتحدة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي على تجديد حظر الاسلحة التقليدية على ايران بعد انتهاء صلاحية الحظر في تشرين الاول المقبل واستمرار حملة الضغط التي تقوم بها ادارة ترامب فان من غير المستبعد قيام حرب كبيرة اخرى في منطقة الشرق الاوسط”.
واضاف أن ” الولايات المتحدة ومن خلال ممارستها للضغط ودعم ما يمسى بعملية (تغيير النظام) والعمل على قطع وصول الموارد الى ايران دون تقديم حوافز أو إشارات إيجابية على أن الامتثال سيكافأ من قبل الولايات المتحدة ، فان هناك خشية من انتقام ايراني من خلال مهاجمة القوات الامريكية بشكل مباشر في العراق كما حدث في الرد الايراني على اغتيال الجنرال قاسم سليماني “.
وتابع أنه ” يمكن للولايات المتحدة وإيران أن تتجنب مثل هذه المواجهات ، التي يمكن أن تتحول بسهولة إلى حرب ، من خلال الموافقة على “فنلندة” العراق، اي يصبح العراق دولة محايدة ، مثل فنلندا خلال الحرب الباردة او “مجال ضبط النفس” الذي لن يكون بمثابة ساحة للتنافس على النفوذ ، ولن يحاول العراق في ذات الوقت الهيمنة على الآخرين كما فعل في عهد النظام السابق”.
واضاف ان ” افضل طريقة لوقف التوترات هي ” فنلندة العراق” فبعد وقت قصير من بدء الحرب العالمية الثانية ، طالب الاتحاد السوفييتي فنلندا بالتنازل عن مساحة كبيرة من أراضيها من أجل حماية لينينغراد، ورفض الفنلنديون وفضلوا القتال بدلاً من الاستسلام”.
وتابعت: “غزا السوفييت فنلندا في ما أصبح يعرف باسم حرب الشتاء لكنهم تكبدوا خسائرا فادحة اضطر السوفيت معها الى تخفيض مطالبهم في مفاوضات السلام عام 1940 وتم تدشين “فنلندا” ، الموصوفة ب “الحياد النشط والمبدئي” ، لاحقًا في عام 1948، حيث اتفق الفنلنديون والسوفيت على أن فنلندا لن تنضم إلى أي تحالف مع قوة معادية لموسكو ، في مقابل احترام السوفييت للحكم الذاتي والديمقراطية في البلاد،وبالمثل ، توصلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وبريطانيا وفرنسا إلى ترتيب مماثل عندما اتفقت على الانسحاب من النمسا في معاهدة الدولة النمساوية عام 1955″
واوضح المقال انه “وبالمثل يمكن للولايات المتحدة وإيران الاتفاق على معاملة العراق على أنه “مجال ضبط النفس” أو منطقة محايدة ، مثلما اتفقت الولايات المتحدة والحكومات السوفيتية على معاملة دول مثل فنلندا والنمسا خلال الحرب الباردة. وقد نجحت هذه الترتيبات بشكل جيد في تلك البلدان ، وكذلك في سويسرا والسويد”. انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق