مراقبون: فيتو “أوباما” ضد الحظر على ايران سيضع اللوبي الصهيوني عند حدّه
متابعه / الرأي
يرى مراقبون عراقيون، تلويح الرئيس الأميركي باراك أوباما باستخدام الفيتو في حال أقرّ الكونغرس حظرا جديدا على إيران ،هو موقف واقعي وعملي سيجنّب واشنطن عواقب عدم حل المشاكل القائمة مع طهران،فضلا عن أنه سيضع اللوبي اليهودي المعارض للتقارب بين البلدين عند حدّه لما للتقارب من فوائد جمة لاميركا والعالم.
ويقول الصحفي والكاتب خالد العراقي الذي يعمل في الولايات المتحدة في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس إن “الرأي الداخلي في الولايات المتحدة منقسم وفق توجهات الأميركيين أنفسهم فالديمقراطيون يرون أن هذا التقارب سيوفر الكثير على الولايات المتحدة لأنهم باتوا على إدراك تام بأن المشاكل الدولية لا تخدم أميركا سواء داخليا أو خارجيا وهذا ما يراه الرئيس الأميركي باراك أوباما ويصر عليه”.
ويضيف “إن الجمهوريين يذهبون خلاف ذلك إلى رفض التقارب وأي اتفاق بين واشنطن وطهران حتى وإن كانوا يدركون إيجابياتها الكبيرة على مستقبل الولايات المتحدة والعالم ،لأسباب كثيرة ،أولا أنهم لا يريدون أن يحسب هذا التقارب إنجازا لأوباما والديمقراطيين يمكنهم حشد دعم أكبر لهم في الانتخابات المقبلة ،والثاني أن هنالك ضغطا من اللوبي اليهودي الذي يرى في التقارب الأميركي – الإيراني تهديدا لمصالح الصهيونية في العالم وتحديدا في الشرق الأوسط فضلا عن أسباب أخرى تضر بالمصالح الاقتصادية للجمهورين أنفسهم داخل وخارج الولايات المتحدة”.
ويضيف أيضا “إن الجمهوريين شنوا هجمات مكثفة منذ أن بانت الملامح الأولى للتقارب بين أميركا وإيران من خلال وسائل إعلامهم ومنظماتهم وغيرها وهو ما عمد إليه اللوبي اليهودي هنا في أميركا بالطرق نفسها وغيرها”.
بدوره يقول عضو ائتلاف دولة القانون سعد مطلبي في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس “إن الوضع العام في الولايات المتحدة بعد تقييم القضية يشير إلى وجود حاجة واضحة لتسوية المشاكل التي كانت قائمة بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الايرانية ومن الطبيعي جدا أن يكون هنالك تعاون على أعلى المجالات ومن الطبيعي أن تحاول بعض الجهات سواء الصهيونية أو الجبهة الداخلية للولايات المتحدة فداخل الولايات المتحدة الأحزاب مختلفة والحزب الجمهوري لا يريد أن تعاد العلاقات مع إيران وتحسب انتصارا لحكومة باراك أوباما الديمقراطي على اعتبار أن هذه المشاكل التاريخية كانت موجودة منذ 40 عاما أو أكثر ولا يريد الجمهوريون أن تحسب هذه امتيازا لحكومة أوباما وعودة العلاقات بين البلدين وهذا الانتصار يحسب لإيران لأنها ثبتت على موقفها ومبادئها ومطالبها وأن الولايات المتحدة هي التي خضعت للموقف الإيراني”.
ويرى المطلبي أن “أوباما نظر بواقعية إلى الأمور لأن إيران الآن تعتبر دولة عظمى في الشرق الأوسط والعالم وهنالك مصلحة للولايات المتحدة تحتم عليها إنهاء المشاكل مع إيران لأن خارطة الشرق الأوسط بدأت تتغير وهناك حاجة لأن تستوعب الولايات المتحدة المتغيرات في المنطقة وإيران هي الدولة المهمة التي يجب أن تعاد العلاقات معها عكس المملكة السعودية التي بدأت أميركا اليوم بالتحرك بعيدا عنها”.
ويضيف أيضا “إن الكيان الصهيوني واضح جدا وصرح لأكثر من مرة بانزعاجه من التقارب الأميركي – الإيراني وأي حل للمشاكل القائمة وأعلنت إسرائيل ورئيس وزراءها أنهم يشعرون بالخطر من هذا الموضوع فمن الطبيعي أن يتحرك اللوبي الصهيوني لمناهضة أي تقارب بين واشنطن وطهران”.
من جانبه يقول الباحث الاستراتيجي علي التميمي في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس “إن ثقافة الفيتو في الولايات المتحدة تؤكد أن هذا الحق لا يستخدم إلا عندما تكون الأمور في مستوى عال وهذا الأمر مثبت تأريخيا في أميركا إذ أن هذا الحق لم يستخدم إلا في أمور كبرى وإستراتيجية تحدد قضايا هامة وهو ما يعني أن أوباما شعر بأن هنالك ضرورة ملحة للتلويح باستخدام الفيتو لأن ما تم العمل عليه وما تم تحقيقه مع إيران لا يمكن التراجع عنه لأن هذا يعد بالنسبة لأميركا ضربا من الخيال والجنون أيضا”.
ويرجح التميمي أن يكون “الجمهوريون استقرأوا وجود نية لأوباما باستخدام الفيتو فاضطروه إلى إعلان هذا الأمر أمام الكونغرس للتخلص من ضغط اللوبي الصهيوني المتواصل على الجمهوريين بعد أن ضاقت بهم طرق الديمقراطيين في مراحل سابقة”.